تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(والظاهر أنّ فرضَها مع رمضان من السّنة الثانيّة من الهجرة) < o:p>

وذهب بعضُ الشّافعيّة (3) إلى أنّها وجبتْ بما وجبتْ به زكاة الأموال، والصّواب ما تقدم.< o:p>

المبحث الثالث: الحكمة من مشروعيّتها< o:p>

شرع الله-سبحانه- صدقة الفطر لحِكم عظيمة، و فوائد جليلة: 1 - منها أنّها شكرٌ لله تعالى على أنْ منَّ على الصائم بتكميل صيّام شهر رمضان، وشكراً له أيضاً على أن متّعه بدوران الحول عليه، ونعم اللّه تتوالى، وأعظمها نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.< o:p>

2- أنها مواساةٌ للفقراء، ومساواةٌ لهم بالأغنياء يوم العيد، فتغنيهم هذه الصدقة عن الاشتغال بطلب القُوت، وتُخلّصُهم من مغبّةِ السُؤال في يومٍ يُحبُّ كلُّ النّاس فيه التظاهر بالغنى.< o:p>

3- أنّها طهرةٌ للصائم؛ تجبر له ما وقع منه في رمضان من اللّغو والرّفث، ونحوُ ذلك، فهي لرمضان كسجدتيْ السَّهو للصلاة، كما قال وكيع بن الجراح-رحمه الله-: (زكاة الفطرلشهررمضان، كسجدتيْ السّهو للصّلاة، تجبر نُقصان الصّوم كما يجبر السجودُ نقصانَ الصَّلاة) (4) < o:p>

4- وفيها: إشاعة المحبّة وإذاعةالمودّة بين فِئات المجتمع المسلم.< o:p>

5- ومنها: أنَّها تُعَوِّدُ النَّفس على البَذلِ والعَطاء في سبيل الله، وتُجنِّبها شرَّ البُخل، ومغبَّة الإمساك، والله لطيفٌ بعباده وهو الحكيم الخبير.< o:p>

المبحث الرابع: في فضل التصدُّق والبذل< o:p>

جاءت نصوصُ الوحيين طافحةً ببيان فضل التصدّق وأثرِه على المؤمن في الدنيا والآخرة، و تتبُّع المرويّ منها في ذلك لا يُحيطُ به كتاب، فكيف يُجمع في باب، ولكنّي أنثرُ من ذلك أحرفًا:< o:p>

- فمن فوائدها: أنّها دافعةٌ للبلاءِ- بإذن الله تعالى- < o:p>

روى الترمذي (2863) بإسناده عن الحارث الأشعري-رضي الله عنه- عن النبيّ- صلى الله عليه وسلّم - أنّه قال: < o:p>

( إنّ الله سبحانه وتعالى أمر يحي بن زكرياء-عليه السلام - بخمس كلماتٍ: أنْ يعمل بها، ويأمرَ بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال له عيسى- عليه السَّلام -: إنّ الله أمرَك بخمس كلماتٍ لتعملَ بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإمَّا أنْ تأمرَهم، وإما أن أمرَهم، فقال يحي: أخشى إنْ سبقتني بها أن يُخسف بي أو أن أُعذَب، فجمعَ يحي النَّاسَ في بيتِ المقدس، فامتلأَ المسجدُ، وقعدوا على الشُرَف، فقال: إنّ اللهَ- تبارك وتعالى- أمرني بخمس كلمات أن أعملهنّ، وأمركم أن تعملوا بهنّ .. ، فذكر منها (وأمركم بالصدقة، فإنّ مثل ذلك كمثل رجلٍ أسره العدّو، فأوثقوا يديه إلى عنقه، وقدّموه ليضربوا عنُقَه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم .. ) الحديث (5)، وإسناده صحيح كما في صحيح الجامع (1724) < o:p>

قال ابن القيّم شارحاً الحديث: (إنّ للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجرٍ أو ظالم، بل من كافرٍ، فإنَّ اللهَ يدفعُ بها عنه أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند النَّاس خاصّتهم وعامّتهم، وأهلُ الأرض كلّهم مقرون بهم لأنّهم جربوه) ثم قال-رحمه الله-: ( ... وفي تمثيل النبي-صلى الله عليه وسلم- ذلك بمن قدم ليضرب عنقه فافتدى نفسه منهم بما له كفاية، فإنَّ الصدقة تفدي العبدَ من عذاب الله تعالى، فإنَّ ذنوبَه وخطاياه تقتضي هلاكَه فتجيء الصَّدقة تفديه من العذاب وتفكُّه منه، ولهذا قال –صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصَّحيح لما خطبَ النِّساءَ يومَ العيد: (يا معشر النساء تصدقن ولو من حُلّيكنَّ، فإني رأيتُكن أكثر أهل النار) (6) < o:p>

- ومنها: أنّها تكفِّر الخطيئة< o:p>

فقد روى البخاري (1345) بإسناده عن حذيفة- رضي الله عنه - قوله-: (فتنةُ الرجلِ في أهله وولده وجاره، تكفِّرُها الصَّلاة والصَّدقة والمعروف) < o:p>

- ومنها: أنّها تطفئُ غضبَ الله كما جاء في حديث الترمذي (664) (أنّ الصدقة تطفئُ غضب الرب) وصحّحه الألباني في الصّحيحة (1908) < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير