تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-ومنها: أنّها تكون ظِلاً لصاحبها يوم القيامة، فعن عقبة بن عامر قال سمعتُ النبي-صلى الله عليه وسلّم- يقول: (كلُّ امرئ في ظلِّ صدقته حتى يُقْضَى بين النَّاس) خرّجه أحمد (4/ 147)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 94)،والحاكم (1/ 576)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم< o:p>

- ومنها: أنها تُطفئ عن أهلها حرَّ القُبور؛ لما روى الطَّبراني في الكبير (788)،والبييهقي في الشُّعب (3347): (إنَّ الصَّدقة لتطفئ عن أهلها حرَّ القُبور).< o:p>

المبحث الخامس: آداب الصَّدقة < o:p>

للصدقة آدابٌ ذُكِرت في الآيات القرآنية والأحاديث النَّبوية، أذكُر منها:< o:p>

1- عدم إتباعها بالمَنِّ والأذى، قال تعالى (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذىً لهم أجرهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم) [البقرة:262] < o:p>

2- ومن آدابها أنْ يتيمَّم (يقصد) الطيِّب فيُخرِجَه فيها، قال تعالى {يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيِّبات ما كسبتم وممّا أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمّموا الخبيثَ منه تنفقون ولستم بآخذيه إلاَّ أنْ تُغمضوا فيه واعلموا أنَّ اللهَ غنٌّي حميد} [البقرة: 267] < o:p>

3- ومنها: النَّفقة مع عدم الإحصاء، فعن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- أنَّها جاءت إلى النبِّي – صلى الله عليه وسلَّم - فقال لها لا تحصي فيحصي الله عليك) خرّجه البخاري (1434) ومسلم (1029) < o:p>

والإحصاء: معرفة قدْر الشيء وزناً أو عدداً، والمعنى: النهَّي عن منع الصَّدقة خشيةَ النفاذِ، فإنَّ ذلك أعظم الأسباب لقطع البركة؛ لأنَّ الله يُثيب على العطاء بغير حساب، ومن لا يحاسب عند الجزاء لا يحسب عليه عند العطاء، ومن علم – حقيقةً- أنَّ اللهَ يرزقه من حيث لا يحتسب فحقُه أن يُعطي ولا يحسب.< o:p>

4- ومن آدابها أنْ تُصرَف للأدنى فالأدنى لقوله تعالى {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السَّبيل وما تفعلوا من خيرٍ فإنَّ الله به عليم} [البقرة: 295] < o:p>

5- ومنها: بذل الصدقة شحِّيحة بها نفسُك، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال جاء رجلٌ إلى النبي- صلى الله عليه وسلَّم - فقال يا رسول الله أي الصَّدقة أفضل؟ قال: (أن تصدَّق وأنت صحيح شحِّيح ٌتخشى الفقرَ وتأملُ الغِنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقومَ قلتَ: لِفلانٍ كذا ولِفلان ٍكذا) خرّجه البخاري (1419) ومسلم (1032) < o:p>

المبحث السادس: فيما افترقت فيه الزكاة وصدقة الفطر< o:p>

تتّفق صدقةُ الفطر مع الزَّكاة في أنّ كل منهما عبادة ماليّة حثَّ عليها الشَّارع، ورتَّب عليهما أجراً، وتفترقان فيما يلي:< o:p>

1- النصاب في زكاة المال أكبر منه في زكاة الفطر< o:p>

2- زكاة الفطر لها وقت محدد خلافًا لزكاة الأموال لا وقت لها < o:p>

3- يُشترط في زكاة الأموال بلوغ النصاب، وكذا نموّه، خلافاً للفطرة< o:p>

4- مصارف زكاة الأموال ثمانية مذكورة في سورة التوبة، ولا مصرف للفطرة سوى المساكين على الصّحيح < o:p>

5- باب النيابة في زكاة الفطر أوسع منه في زكاة الأموال.< o:p>

الفصل الثاني:< o:p>

المبحث الأول: دليل مشروعيّتها< o:p>

صدقةُ الفطرِ فرضٌ لازمٌ على كلِّ مكلَّف قادرٍ على إخراجها، وقد دلَّ على فرضيَّتها الكتابُ والسُّنة ُوإجماعُ الأمَّة:< o:p>

أولاً: من الكتاب: قوله تعالى {قد أفلح من تزكى} [الأعلى:14]. < o:p>

روى عبد الرزاق في مصنّفه (5795) بإسناده عن سعيد ابن المسيِّب،و عمر بن عبد العزيز أنَّها في صدقة الفطر، ويستدل لفرضيَّتها أيضًا بعُمومِ قوله تعالى: {وآتوا الزكاة}، فبيّن صلى الله عليه وسلم تفاصيل ذلك ومن جملتها زكاة الفطروبيانالواجبِ واجبٌ < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير