وقال تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27)} سورة النساء
فهذا المنهج هو منهج الله الذي سنه للمؤمنين جميعا. وهو منهج ثابت في أصوله , موحد في مبادئه , مطرد في غاياته وأهدافه. . ...
================
وقال تعالى عن دعاوى الكفار والفجار في كل زمان ومكان:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)} العنكبوت
قال السعدي رحمه الله:
يخبر تعالى عن افتراء الكفار ودعوتهم للمؤمنين إلى دينهم، وفي ضمن ذلك، تحذير المؤمنين من الاغترار بهم والوقوع في مكرهم، فقال: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا} فاتركوا دينكم أو بعضه واتبعونا في ديننا، فإننا نضمن لكم الأمر {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} وهذا الأمر ليس بأيديهم، فلهذا قال: {وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ} لا قليل ولا كثير. فهذا التحمل، ولو رضي به صاحبه، فإنه لا يفيد شيئا، فإن الحق للّه، واللّه تعالى لم يمكن العبد من التصرف في حقه إلا بأمره وحكمه، وحكمه {أن لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
ولما كان قوله: {وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ} قد يتوهم منه أيضا، أن الكفار الداعين إلى كفرهم -ونحوهم ممن دعا إلى باطله- ليس عليهم إلا ذنبهم الذي ارتكبوه، دون الذنب الذي فعله غيرهم، ولو كانوا متسببين فيه، قال: [مخبرا عن هذا الوهم]
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ} أي: أثقال ذنوبهم التي عملوها {وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} وهي الذنوب التي بسببهم ومن جرائهم، فالذنب الذي فعله التابع [لكل من التابع]، والمتبوع حصته منه، هذا لأنه فعله وباشره، والمتبوع [لأنه] تسبب في فعله ودعا إليه، كما أن الحسنة إذا فعلها التابع له أجرها بالمباشرة، وللداعي أجره بالتسبب. {وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} من الشر وتزيينه، [وقولهم] (2) {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ}. تفسير السعدي - (ج 1 / ص 627)
============
وهذا الشرح المفصل لهذه الآية مستقى من كتب التفسير الأساسية قديما وحديثا، ومن كتب الفقه الإسلامي، ومن كتب الأصول، والسياسة الشرعية، ومن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 0
هذا وقد قسمته لأربعة أبواب رئيسة وتحت كل باب مباحث عديدة
الباب الأول -نص الآية القرآنية وشرحها:
فقد ذكرت شرحها من سائر كتب التفسير القديمة والحديثة، وكلها متفقة من حيث الجملة، و مختلفة في بعض التفاصيل، وقد نافت على الثلاثين تفسيرا
الباب الثاني -أقوال الفقهاء:
وقد ذكرت فيه عامة أقوال أهل العلم القدامى في الاستدلال بهذه الآية
الباب الثالث -الخلاصة في أحكام الإكراه:
وقد استخلصت ذلك من الموسوعة الفقهية من مجلداتها الخمسة والأربعين، وهي تشمل جميع أنواع الإكراه
الباب الرابع -أقوال المعاصرين:
ذكرت فيه أهم أقوال العلماء المعاصرين الأجلاء، الذين لم يسقطوا على الطريق، ولم تفتنهم حضارة الغرب العفنة.
وقد ذكرت ردودا كثيرة على شبه المفتونين بحضارة الغرب أو المنافقين أو الكافرين.
وأهم المصادر لهذا الباب:
فتاوى اللجنة الدائمة
فتاوى العلامة ابن باز
فتاوى الفوزان
فتاوى الزحيلي
فتاوى الإسلام سؤال وجواب
الشبكة الإسلامية
صيد الفوائد
الإسلام اليوم
مجلة البيان
مجلة التوحيد
وغيرها كثير
============
أسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره، وأن يجعلنا من الوقافين عند حدود الله تعالى
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب
جمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
13 رمضان 1428 هـ الموافق 25/ 9/2007 م
ـ[علي 56]ــــــــ[26 - 09 - 07, 02:44 م]ـ
وبملف واحد
من هنا
http://www.c5c6.com/upfile/download.php?filename=9e2f654a54.rar
==============
ومن هنا
http://www.c5c6.com/upfile/down.php?filename=9e2f654a54.rar
===============
ـ[إبراهيم حسين]ــــــــ[26 - 09 - 07, 06:12 م]ـ
مشكور
¥