تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والشهر هو الهلال وعلى قولة اختلاف المطالع يكون في سنة ستة عشر هلالاً والله تعالى أخبر بأنه أنزل القرآن في ليلة القدر، وأن جبريل أو الروح ينزل فيها مع الملائكة إلى الصبح، وتواتر عن رسول الله أنها في العشر الأواخر في وتر منها، وعلى اختلاف المطلع فليلة القدر في الباكستان تكون اليوم، وفي الحجاز غداً، وفي اليمن بعده، وفي مصر وهكذا. وإذا قلنا على دعوى بعض المخرفين الذين لا يعرفون ما يخرج من رأسهم لا يمكن الفرق إلا بيومين فإن ليلة القدر كانت في سائر الأقطار الإسلامية في هذا العام ليلة الثلاثاء، وفي المغرب ليلة الأربعاء فنزل الروح والملائكة إلى الأرض ليلة الثلاثاء ثم نزلوا ثانياً لأجل خاطر المغاربة وحدهم ليلة الأربعاء. وأزيدك أنه في رمضان تأخر الهلال في أول يوم عند المغاربة وهو الجمعة إلى العشاء مع أن الهلال في اليوم الأول لا يصل إلى العشاء، وأزيدك أن بعض الناس بأحواز آزمور رآه هنا وصام معنا يوم الخميس، وهم جماعة على ما بلغني، وكذلك رأوه يوم الخميس، وأفطروا. وأما حديث ابن عباس في (صحيح مسلم) [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn19) وقصته مع كريب مولاه فذلك فهم منه أخطأ فيه، ولهذا قال المحققون من علماء الأصول: لا يقبل من الصحابي قوله أمرنا رسول الله r ونهانا، حتى يأتي بلفظ النبي r.

لأنه قد يفهم من اللفظ خلاف الأمر والنهي، ومنه حديث ابن عباس. فقوله r: ( صوموا برؤيته) أمر للأمة حتى لا يصوموا على حساب أهل الفلك والتنجيم لا أنه أمر لكل واحد، يدل عليه أنه جاء إليه أعرابي وشهد عنده أنه رأى رمضان وهو بالطريق قادم إلى المدينة، فأمر بلالاً أن ينادي في الناس بالصيام [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn20).

وجاء إليه رجلان في نصف النهار في تسع وعشرين من رمضان وشهدا أنهما رأيا الهلال أمس، فأفطر وأمر الناس بالفطر، وأن يغدوا غداً إلى المصلى [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn21). فهاهو أمر الناس بالصيام والفطر على رؤية واحد واثنين، وهو صريح في خطأ ابن عباس t في فهمه. < o:p>

والباعث على ذلك السياسة كما لا يخفاك. وقد استشكل بعضهم ظهور الهلال كبيراً في اليوم الأول عند المغاربة، وقال: لا يدل هذا على أنه الثاني للحديث الوارد بأنه من علامة الساعة انتفاش الأهلة. فأجبته بأن ذلك لو لم يره أهل الأقطار الأخرى لكان مسلماً، أما وقد رآه خمسمائة مليون مسلم فلا، وأيضاً فالحديث فيه انتفاخ الأهلة [22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn22)، وليس فيه تأخيرها إلى العشاء. وبالجملة فخطأ من لا يصوم مع الأقطار الأخرى ضروري كما قلنا، وأظنك لا ترتاب بعد سماع هذا في كون خطئهم ضرورياً، والعلم عند الله تعالى. في كثير من السنين كان أهل طنجة والفحص بأجمعهم يتصدون لرؤية الهلال، فلا يراه إلا مدشر مديونة، وعلى رؤيتهم يقع الصوم والإفطار، فهل هناك اختلاف مطلع على بعد عشرة كيلو!؟. < o:p>

وفي كثير من السنين أيضاً لا يأتي خبر الشهر إلا في اليوم الثاني، أو في منتصف الليل. قائلين: إنه ثبت برؤية أهل البرابر، وأحياناً برؤية أهل تازا، وأحياناً برؤية أهل الغرب إلى عرباوة. فهل هناك اختلاف مطلع بين مكناس، والبرابر، وفاس وتازاـ والرباط، وعرباوة!؟ وإن كان هناك اختلاف فالواجب ألا يصام معهم، وإن لم يكن هناك اختلاف مطلع فالواجب أن لا يراه جميع أهل المغرب، وإلا فهم كذابون؛ بل الغريب أن في سنة صام المغرب وأفطر، ولم تصم تطوان ومنطقتها. فهل هناك اختلاف مطلع!؟ وأيضاً إذا ثبت عندكم فبالضرورة سيصوم معكم غمارة، وهكذا نمشي مرحلة مرحلة إلى الصين، وإلا فمن البعيد أن يختلف الحكم على بعد عشرة كيلو. فلم تجعلون الحد الفاصل هو واد ملوية!؟ وكيف يصوم أهل وجدة على رؤية أهل طنجة!؟ ولا يصومون على رؤية جوارهم أهل بيدر الذين هم في حكم دولة أخرى، وما بينهما إلا الوادي. وفي القرون الماضية كانت تونس، والجزائر، ومراكش كلها دولة واحدة أيام اللمتونيين والموحدين. فهل ينقلب الحال إذاً ولا يبقى المطلع مختلفاً، أو يصير بعض الدولة مفطراً والآخر صائماً!؟).< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير