وَقَالَ اَلشَّيْخُ عُثْمَانُ بْنُ جَامِعٍ اَلنَّجْدِيُّ اَلْحَنْبَلِيُّ: "وَجَدْتُهُ - أَيُّ هَذَا اَلْمُخْتَصَرَ - مَعَ كَوْنِهِ فِي غَايَةِ الِاخْتِصَارِ يَشْتَمِلُ عَلَى جُلِّ اَلْمَسَائِلِ الْكِبَارِ, وَلَا يَسْتَغْنِي طَالِبُ اَلْعِلْمِ عَنْ حِفْظِهِ" ().
وَقَالَ اَلشَّيْخُ اَلْعَلَّامَة مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنُ مَانِعٍ اَلْحَنْبَلِيُّ: "وَهُوَ - أَيُّ هَذَا اَلْمُخْتَصَرُ - عُمْدَةٌ فِي اَلْمَذْهَبِ" ().
وَأَوَّلُ مَنْ شَرَحَهُ بِشَرْحٍ وَافٍ اَلْعَلّامَةُ اَلشَّيْخُ زَيْنُ اَلدِّينِ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْخَلْوَتِي اَلْحَلَبِيُّ اَلْبَعْلِيّ ثُمَّ اَلدِّمَشْقِيُّ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1192 هِـ فِي مُؤَلَّفِهِ اَلَّذِي سَمَّاهُ: "كَشَفَ اَلْمُخَدّرَاتِ شَرْحَ أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ" وَهُوَ مَطْبُوعٌ, وَشَرَحَهُ جَمَاعَةٌ آخَرُونَ كَالشَّيْخِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ فَيْرُوزَ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1205 هـ, وَالشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْعُقَيْلِ اَلنَّجْدِيِّ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1234 هـ, وَالشَّيْخِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَامِعٍ اَلنَّجْدِيِّ اَلْمُتَوَفَّى 1240 هـ (). فَيَكْفِي هَذَا اَلْمُخْتَصَرَ اَلْمُفِيدَ اَلْحَفَاوَةُ اَلْبَالِغَةُ بِهِ مِنْ أَهْلِ اَلْعِلْمِ.
وَمِمَّا زَادَ هَذَا اَلْمُخْتَصَرَ - فِي هَذِهِ اَلطَّبْعَةِ- جَمَالاً وَرَوْنَقًا اَلْحَاشِيَةُ اَلَّتِي دَبَّجَتْهَا يَرَاعَةُ اَلْعَلّامَةِ اَلْمُتَفَنِّنِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ بَدْرَانَ, فَأَوْضَحَ اَلْمُشْكِلَ وَشَرَحَ اَلْغَرِيبَ, وَذَكَرَ اَلْمَسَائِلَ اَلَّتِي تَفَرَّدَ بِهَا اَلْمَذْهَبَ عَنْ بَقِيَّةِ اَلْمَذَاهِبِ, كَمَا ذَكَرَ بَعْضَ اَلْمَسَائِلِ اَلَّتِي حَدَثَتْ فِي هَذَا اَلْعَصْرِ, مَعَ مُقَدِّمَةٍ لَطِيفَةٍ مُشْتَمِلَةٍ عَلَى بَعْضِ رُءُوسِ اَلْمَسَائِلِ اَلْأُصُولِيَّةِ اَلَّتِي يَمُرُّ ذِكْرُهَا فِي ثَنَايَا اَلْمُتُونِ, ثُمَّ تَرْجَمَ لِلْمُؤَلِّفِ تَرْجَمَةً حَسَنَةً () فَأَبْدَعَ غَايَةِ اَلْإِبْدَاعِ, وَبِهَذَا يَصِحُّ وَصْفُ هَذَا اَلْحَاشِيَةِ بِأَنَّهَا نَفِيسَةٌ, وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهَا أَحَدُ كِبَارِ عُلَمَاءِ اَلْحَنَابِلَةِ فِي اَلْقَرْنِ اَلْمَاضِي, أَلَا وَهُوَ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ خَلَفٍ بْنُ دِحْيَان اَلْحَنْبَلِيّ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى- حَيْثُ قَالَ: "وَأَمَّا أَخْصَرُ اَلْمُخْتَصَرَاتِ فَهُوَ مَشْرُوحٌ بِشَرْحٍ مُفِيدٍ جِدًّا مِنْ إِمْلَاءِ اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ ... " ().
وَبِمَا أَنَّ اَلْعَلَّامَة اِبْنَ بَدْرَانَ لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ بِتَرْجَمَةٍ تَلِيقُ بِهِ وَبِعِلْمِهِ, رَغْمَ مَا كَانَ لَهُ مِنْ مَزَايَا حَمِيدَةٍ وَصِفَاتٍ جَلِيلَةٍ, فَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَشَرَّفَ بِخِدْمَتِهِ وَإِظْهَارِ فَضْلِهِ وَمَنَاقِبِهِ, فَجَعَلْتُ تَرْجَمَتَهُ بَعْدَ هَذِهِ اَلْمُقَدِّمَةِ, سَائِلاً اَللَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِهَذَا اَلْمُخْتَصَرِ قَارِئَهُ وَحَافِظَهُ, وَأَنْ لَا يَحْرِمَنِي اَلْأَجْرَ وَالثَّوَابَ, وَأَسْأَلُهُ اَلتَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ, وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ.
مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ اَلْعَجَمِيُّ
اَلْكُوَيْت - اَلْجَهْرَاء اَلْمَحْرُوسَة
22/ 4/1416 هـ
17/ 9 /1995م
تَرْجَمَةُ اَلْعَلَّامَة عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ بَدْرَانَ
اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ:
هُوَ اَلْإِمَامُ اَلْعَلَّامَة اَلْمُحَقِّقُ اَلْمُفَسِّرُ اَلْمُحَدِّثُ اَلْأُصُولِيُّ اَلْمُتَبَحِّرُ اَلْمُتَفَنِّنُ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُصْطَفًى بْنُ عَبْدِ اَلرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْمَشْهُورُ كَأَسْلَافِهِ بِابْنِ بَدْرَانَ () اَلسَّعْدِيُّ () اَلْحِجَازِيُّ اَلْأَصْلِ () الدُّومِيُّ, اَلدِّمَشْقِيُّ, اَلْحَنْبَلِيُّ, اَلْأَثَرِيُّ, اَلسَّلَفِيُّ ().
مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ:
¥