لا يخلوا الكتاب منزلات و أخطاء نابعة من عدم الوضوح العقدي لدي المؤلف في بعض الجوانب، و هي في الغالب نتيجة لتأثره بالبيئة الرافضية من حوله، التأثير الذي يأخذ اتجاهين:- أولهما: تقبله لبعض تصوراتهم نتيجة كثرة طرقها، و الإلحاح عليها في مجتمعاتهم، و مؤسساتهم العلمية، و مناسباتهم المختلفة، و ذلك كوقيعته في بعض رجالات الصدر الأول، و من بعدهم. والثاني: و هو الأغلب الرفض المبالغ فيه لما عليه مدعو التشيع، ذلك الرفض الذي يعمى في بعض الأحيان عن تمييز الحق من الباطل، و قد يكون للأمر أصل في الشرع فزادت عليه الرافضة من جرابها ما زادت فيرفض المؤلف الأمر كله، و هو ما يسمى بـ (ردة الفعل).
كما أن غيبة بعض المصادر الصحيحة التي يمكن التلقي عنها جعلت المؤلف يعتمد على معلوماته الناقصة، أو آرائه الخاصة.
و من هذه الملحوظات:-
- 1 لمزه لبعض الصحابة المشاركين في الحروب الدائرة بين المسلمين، خاصة ممن كانوا في الطرف الآخر المواجه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، و قد يفسر دوافعهم تفسيراً جاهلياً، و ينقل بعض الروايات عن علي رضي الله عنه، في الطعن فيهم، و هي روايات مختلقة، و من ذلك طعنه في طلحة والزبير و عائشة و معاوية رضي الله عنهم أجمعين.
- 2 نقده لرجالات الإسلام الذين ادعتهم الرافضة، و تصديقهم فيما يقولون فيهم مع اعترافه بأنهم كذابون، يختلقون ما يقولون، ولا يتورعون عن الدس و الافتراء و التزوير.
فهو يطعن في جعفر و يروي أنه اغتر بأقوال من حوله، و صار يحسب أن الله قد اختاره لإرشاد عباده، و أنه حجة الله على خلقه، و صار يدعي علم الغيب.
و يظن المؤلف أن هذه الدعاوى التي ادعاها جعفر قد ادعاها أبوه من قبل.
و قد صدق المؤلف في ذلك روايات وردت عنهم في الكافي و بحار الأنوار و غيرهما، من أبشعها ما وضع على ألسنتهم من أنهم قالوا: اجعلوا لنا رباً نتوب إليه و قولوا فينا ما شئتم.
و قال عن موسى إنه أعاد سيرة أبيه.
- 3 و من زلاته - عفا الله عنا و عنه – إنكار نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، واعتبار ذلك خرافة نزل الدين لإنقاذ الناس منها، و هذه مخالفة لما هو ثابت عند أهل السنة بالنقل المتواتر، و لما دلت عليه آيات القرآن في ذلك، وانظر التعليق عليها هناك.
و مثله إنكاره المهدي، و اعتبار الأحاديث التي وردت فيه أحاديث موضوعة، و أن الاعتقاد بذلك سرى بين المسلمين عن طريق الشيعة.
و هذا تطرف من المؤلف في رفض هاتين الحقيقتين سببه ما أضفته عليها الرافضة من التهاويل والمبالغات، فالمؤلف ف يذلك كمن ينكر الجن لما ألصقته بهم العامة من القصص المنسوجة.
ومن عادة الثائرين من أغلب الأعصار والأمصار أن يكون لديهم من الاستعجال، و دفعة التمرد والانفعال، ما يحول بينهم و بين التريث والتثبت والتمييز.
- 4 و منها إنكاره الاستشفاء بالقرآن الكريم، و بالأدعية و غيرها، و قد اعتبر استعمال هذا عصياناً لله، و خروجاً عن أمره، و قال: إن هذه الضلالة قد أودت من الناس مالا يحصيهم إلا الله.
- 5 و منها موقفه من قصص الأنبياء، واعتبارها من المتشابه، و خاصة ما يخالف منها العقول والعلوم – كما يظن هو -.
و على القارئ لهذا الكتاب أن يضع هذه الاستدراكات وأمثالها مما ند عن البال في موضعها الصحيح، فلا يقبلها أو يطمئن إليها، فالحق أحق أن يتبع، و كل يؤخذ من قوله و يترك إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم، وأن يدرك الأسباب التي أدت بالمؤلف إلى مثل هذه الآراء الغريبة والتي من أهمها المجتمع الذي نشأ فيه، والتحدي الذي واجهه، و طبيعة تلك المرحلة من تاريخ الأمة.
بل إن المتأمل يثور عجبه و إعجابه باستمساك المؤلف بالدين، و دعوته إلى القرآن، و رفضه للخرافة، مع أن كثيراً ممن نشؤوا في مجتمعات رافضية تشيع منها الخرافات والأساطير، يؤدي بهم الأمر إلى الإلحاد الكامل والكفر بالدين كله، و لكن الله يمن على من يشاء من عباده.
ـ[الزمزمي المصري]ــــــــ[10 - 12 - 07, 07:21 ص]ـ
أخي الفاضل الحسيني
هل بالامكان وضع نسخة من الكتاب بالملتقى لحاجة أحد إخوانكم في رسالة للدكتوراه تعني بالاتجاه الاصلاحي داخل الشيعة
ولايوجد من يدلنا على الكتاب حاليا وإذا كان بالامكان أن تدلنا على مكان بيعه جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم