6 - اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ أَحْمَدِ دَهْمَانَ. وَهُوَ مِنْ أَخَصِّ تَلَامِيذِ اِبْنِ بَدْرَانَ, فَقَدْ تَرَكَ فِيهِ أَبْلَغَ اَلْأَثَرِ وَزَرَعَ فِيهِ مَحَبَّةَ اَلْعِلْمِ وَالْإِصْلَاحِ, وَقَدْ أَسَّسَ فِي حَيَاةِ شَيْخِهِ اَلْمَطْبَعَةَ وَالْمَكْتَبَةَ اَلسَّلَفِيَّةَ بِدِمَشْقَ, حَيْثُ طَبَعَ بَعْضَ مُؤَلَّفَاتِ شَيْخِهِ اِبْنِ بَدْرَانَ. وَتَرَكَ مُؤَلَّفَاتٍ وَتَحْقِيقَاتٍ عَدِيدَةً خَصَّ بَلَدَهُ دِمَشْقَ بِمَزِيدٍ مِنْهَا. تُوُفِّيَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى- سَنَةَ 1408 هـ. ()
مَرَضُهُ وَوَفَاتُهُ
أُصِيبُ اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى بِدَاءِ اَلْفَالِجِ فِي آخِرِ أَعْوَامِهِ مِمَّا أَثَّرَ فِي صِحَّتِهِ إِلَى وَفَاتِهِ -رَحِمَهُ اَللَّهُ-, وَلْنَتْرُكْهُ يُحَدِّثُنَا بِذَلِكَ حَيْثُ يَقُولُ: "نِمْتُ لَيْلَةَ اَلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ عَامَ اِثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ بَعْدَ اَلْأَلْفِ فِي غُرْفَتِي فِي مَدْرَسَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بَاشَا اَلْعَظْمِ فِي دِمَشْقَ, فَانْتَبَهْتُ وَقْتَ اَلْفَجْرِ, فَإِذَا بِي أُصِبْتُ فِي رِجْلِي وَفِي يَدِي اَلْيُمْنَاوَيْنِ بِحَيْثُ بَطَلَتْ حَرَكَتُهُمَا, فَنُقِلْتُ فِي اَلْيَوْمِ اَلثَّانِي إِلَى اَلْمُسْتَشْفَى اَلْعَامِّ بِدِمَشْقَ, اَلْمَبْنِيِّ بِالْبَرَامِكَةِ, فَكُنْتُ فِيهِ كَالْغَرِيبِ, وَصَارَ مَنْ كُنْتُ أَعْلَمُهُ وَأُصَفِّي لَهُ قَلْبِي كَالْعَدُوِّ اَلْمُهَاجِرِ اَلْمُحْتَالِ, وَمَنْ بِهِ مِنْ اَلنَّصَارَى يَعْرِفُونَ قِدْرِي وَيُلَاطِفُونِي أَحْسَنَ مُلَاطَفَةٍ, فَكُنْتُ أُسَلِّي نَفْسِي بِنَظْمِ اَلشِّعْرِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ تَرَكْتُهُ, وَأُرَوِّضُ يَدِي اَلْيُسْرَى عَلَى مَا كُنْتُ أُنْظِمُهُ, وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ تِذْكَارًا لِمَا بُلِيتُ بِهِ قَيَّدْتُهُ فِي هَذَا اَلدِّيوَانِ, لِيَكُونَ سَانِحَةً مِنْ اَلسَّوَانِحِ, وَيَعْلَمَ مَا كُنْتُ أُلَاقِيهِ مِنْ تَقَلُّبَاتِ اَلدَّهْرِ, وَهَذِهِ طَلِيعَةُ اَلسَّوَانِحِ:
وَمِنْ هُمُومٍ بِهَا زَادَ اَلضَّنَا ضَرِمِي اَللَّهَ أَشْكُو اَلَّذِي قَاسَيْتُ مِنْ أَلَمِ
وَفِي صَبَاحِي لَا أَمْشِي عَلَى قَدَمِي قَدْ بِتُّ لَيْلِي فِي أَمْنٍ وَفِي دَعَةٍ
وَجَاوَبَتْهَا يَدِي بِالضَّعْفِ وَالْوَرَمِ أَيْقَظْتُ طَرْفِي وَرِجْلِي مَسَّهَا خَدَرٌ
وَلَسْتُ أُظْهِرُ مَا أُبْدِيهِ مِنْ كَلِمِي نِصْفِي اَلْيَمِينُ أَرَاهُ لَا حَرَاكَ بِهِ
وَمُرْهَفُ اَلْقَلَمِ اَلْمَحْبُوبِ فِي خَدَمِي مِنْ قَبْلُ كُنْتُ كَسَحْبَانٍ بِلَا مَلَلِ
فِي وَحْدَةٍ عَنْ جَمِيعِ اَلنَّاسِ وَالْأُمَمِ مَكَثْتُ فِي غُرْفَتِي وَالْوَهْمُ خَامَرَنِي
فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ لِلْغَدْرِ بِالذِّمَمِ سُكَّانُ مَدْرَسَتِي ثَارَتْ مَطَامِعُهَا
جَاءَتْ بِهَا سُنَنٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنَمِ جَاءُوا عِجَالاً وَقَالُوا لِي: اَلْوَصِيَّةُ قَدْ
فِيهِمْ صَدِيقٌ سِوَى لِصٍّ وَمُجْتَرِمٍ غَدْرًا وَمَكْرًا أَتَوْا لِلِاسْتِلَابِ فَمَا
مَمْلُوءَةٌ بِصَحِيحِ اَلْعِلْمِ وَالْحِكَمِ فَقُلْتُ: مَا لِي سِوَى اَلْأَسْفَارِ مِنْ سَبَبٍ
وَقَدْ ذَكَرَ فِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَةَ حَالَهُ فِي اَلْمُسْتَشْفَى, وَأَحْوَالَ اَلْمَرْضَى مِمَّنْ يَصِيحُ نَسْأَلُ اَللَّهَ اَلْعَافِيَةَ مِنْ شِدَّةِ اَلْأَلَمِ, وَيَئِنُّ مَنْ طُولِ اَللَّيْلِ إِلَى أَنْ مَدَحَ اَلطَّبِيبَ اَلَّذِي كَانَ يُعَالِجُهُ فَقَالَ:
جَاءَ اَلطَّبِيبُ يَرُومُ اَلْفَحْصَ عَنْ مَرَضِي ??????فِي دِقَّةٍ وَلَهِيبُ اَلْقَلْبِ فِي ضَرَمِ
أَضْحَى يُلَاطِفُنِي أَحْلَى مُلَاطَفَةٍ ???????حَسْنَاءَ تُنْبِئُ عَنْ لُطْفٍ وَعَنْ شَمَمٍ
حُسْنِي اَلطَّبِيبُ جَزَاهُ اَللَّهُ صَالِحَةً ????????وَزَادَهُ شَرَفًا فِي سَائِرِ اَلْأُمَمِ
إِلَى اَلْأَكَارِمِ يُنْمَى مِنْ بَنِي سَبَحٍ ??????????لَا زَالَ مُشْتَهِرًا فِي اَلْعُرْبِ وَالْعَجَمِ ()
بَدْرُ اَلْأَطِبَّاءِ فِي بَلْدَاتِنَا وَلَهُ ?????????مَآثِرُ مِنْ جَمِيلِ اَلْحِلْمِ وَالشِّيَمِ
¥