تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إِلَى أَنْ قَالَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى-: "هَذَا مَا جَرَى بِهِ اَلْقَلَمُ وَأَنَا فِي حَالَةِ اَلْمَرَضِ اَلشَّدِيدِ أَكْتُبُ بِيَدِي اَلشِّمَالِ". ().

وَقَدْ مَكَثَ فِي اَلْمُسْتَشْفَى نَحْوَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ ثُمَّ خَرَجَ, كَمَا أَنَّهُ أُصِيبَ فِي أَوَاخِرِ أَعْوَامِهِ بِضَعْفٍ فِي بَصَرِهِ مِنْ كَثْرَةِ اَلْكِتَابَةِ, رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى.

تُوُفِيَ اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ بِمَدِينَةِ دِمَشْقَ, فِي شَهْرِ رَبِيعٍ اَلثَّانِي مِنْ عَامِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثمِائَةٍ وَأَلْفٍ لِلْهِجْرَةِ اَلْمُوَافِقِ 25/ 9 1927 م وَذَلِكَ فِي مُسْتَشْفَى اَلْغُرَبَاءِ. (). وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ اَلْبَابِ اَلصَّغِيرِ بِدِمَشْقَ. ()

قَالَ مُحَمَّدٌ تَقِيُّ اَلدِّينِ اَلْحِصْنِيُّ نَقْلاً عَنْ أَحَدِ أُدَبَاءِ دِمَشْقَ: "وَإِنَّهُ لِيُؤْلِمَكَ كَثِيرًا أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ هَذَا اَلْفَاضِلَ اَلرَّاحِلَ قَدْ تُوُفِّيَ فِي مَدْرَسَةٍ مِنْ مَدَارِسِ اَلْأَوْقَافِ فِي غُرْفَةٍ حَقِيرَةٍ, وَإِنَّ اَلْأَلَمَ لَيَزْدَادُ فِي نَفْسِكَ إِذْ تَعْلَمُ أَنَّ جَنَازَةَ هَذَا اَلْعَالِمِ اَلشَّيْخِ اِبْنِ بَدْرَانَ لَمْ يَمْشِ وَرَاءَهَا أَدِيبٌ أَوْ عَالِمٌ, وَلَمْ يَحُسَّ بِهَا أَحَدٌ عَلَى اَلْأَرْجَحِ, تِلْكَ هِيَ حَالَةُ هَذَا اَلْعَالِمِ اَلْأَدِيبِ عَاشَ شَرِيفًا فَقِيرًا, وَمَاتَ كَمَا عَاشَ. اِنْتَهَى كَلَامُهُ.

أَقُولُ - أَيْ اَلْحِصْنِيُّ -: مَا ذَهَبٌ إِلَيْهِ اَلْكَاتِبُ اَلْفَاضِلُ هُوَ اَلصَّوَابُ, وَالرَّاجِحِ أَنَّ وَفَاتَهُ لَمْ تَبْلُغْ اَلنَّاسَ لِيُشَيِّعَ جِنَازَتَهُ اَلْعَالِمُ وَالتَّاجِرُ وَالْأَدِيبُ, وَاَلَّذِي عَلِمْتُهُ أَنَّهُ مَاتَ فِي مُسْتَشْفَى اَلْغُرَبَاءِ. () رَحِمَ اَللَّهُ اِبْنَ بَدْرَانَ فَقَدْ عَاشَ غَرِيبًا, وَمَاتَ غَرِيبًا, فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ.

رِثَاؤُهُ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْحَنْبَلِيُّ: "وَبِالْجُمْلَةِ, فَقَدْ كَانَ غُرَّةَ عَصْرِهِ وَنَادِرَةَ دَهْرِهِ, ذَا مَزَايَا حَمِيدَةٍ لَا يُمْكِنُ اِسْتِقْصَاؤُهَا إِلَّا بِتَأْلِيفٍ خَاصٍّ -رَحِمَهُ اَللَّهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً- وَقَدْ رَثَاهُ بَعْضُ مُعَاصِرِيهِ بِأَبْيَاتٍ أَثْبَتْنَاهَا بِتَمَامِهَا, وَهِيَ قَوْلُهُ ().":

نَارُ اَلْجَوَى قَدْ سِرْتُ فِي اَلْجِسْمِ بِالسَّقَمِ ???????????فَالدَّمْعُ مَا بَيْنَ مَسْجُونٍ وَمُنْسَجِمِ

عَمَّ اَلْأَسَى وَعَلَا اَلسَّيْلُ اَلزُّبَى وَرَبَا ???????????وَكِدْتُ لَوْلَا اَلْحَيَا أَصْبُو مِنْ اَلْأَلَمِ

أَيَحْسَبُ اَلْغُمْرِ أَنَّ اَلْعُمْرِ لَا نَحْسٌ ????????? () بِهِ فَيَا قُرْبَ هَذَا اَلْوَهْمِ لِلْوَهَمِ

يَا عَيْنَ جُودِي دَمًا سَحَّا عَلَى أَدَمٍ () ?????وَاسْتَنْزِلِي عِبَرًا أَدْهَى مِنْ اَلدِّيَمِ

لَامَ اَلْعَذُولُ بِإِلْحَاحٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِلَيْكَ عَنِّي فَلَوْ أَصَبْتَ لَمْ تَلُمِ

إِنِّي كَفَانِي مِنْ أَمْرٍ دُهِمْتُ بِهِ فَالْحُزْنُ مِنِّي وَدَائِي غَيْرُ مُنْحَسِمِ

بِاَللَّهِ دَعْنِي أَنُوحُ هَائِمًا وَأَقُلْ: وَا لَهْفَ نَفْسِي لِفَقْدِ اَلْبَدْرِ فِي اَلظُّلَمِ

بَحْرِ اَلْعُلُومِ بُحُورُ اَلْعِلْمِ تَغْبِطُهُ وَابْنُ اَلْكَرِيمِ فَقُلْ مَا شِئْتَ مِنْ كَرْمِ

لَاحَ اِسْمُهُ () قَمَرًا فِي اَللَّحْدِ مُنْخَسِفًا حِسًّا وَمَعْنَى فَحَالَ اَلْقَلْبَ فِي ضَرَمِ

هُوَ اَلَّذِي تُشْرِقَ اَلدُّنْيَا بِطَلْعَتِهِ لَا شَمْسُهَا وَأَبُو إِسْحَاقَ ذُو اَلشِّيَمِ

سَقَى ضَرِيحَ حِمَاهُ صَوْبُ مَغْفِرَةٍ مِنْ اَلْإِلَهِ مُزِيلِ اَلْكَرْبِ وَالنِّقَمِ

يَا نَفْسُ لَا تَجْزَعِي مِمَّا دَهَى فَلَكَمْ لِلَّهِ مِنْ فَرَجٍ يَشْفِيكَ مِنْ أَلَمِ

فَاسْتَسْلِمِي وَدَعِي اَلْأَقْدَارَ جَارِيَةً فَأَنْتِ صَائِرَةٌ لَا شَكَّ فِي اَلْعَدَمِ

وَانْهَيْ () صَلَاةً بِتَسْلِيمٍ يُقَارِنُهَا عَلَى شَفِيعِ اَلْوَرَى فِي مَجْمَعِ اَلْأُمَمِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير