وَأَمَّا اَلْإِعَادَةُ فَهِيَ مَا فُعِلَ فِي وَقْتِهِ اَلْمُقَدَّرِ ثَانِيًا, سَوَاءٌ كَانَتِ اَلْإِعَادَةُ لِخَلَلٍ فِي اَلْفِعْلِ اَلْأَوَّلِ أَوْ لِغَيْرِ خَلَلٍ, فَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مَا لَوْ صَلَّى اَلصَّلَاةَ فِي وَقْتِهَا صَحِيحَةً, ثُمَّ أُقِيمَتِ اَلصَّلَاةُ, وَهُوَ فِي اَلْمَسْجِدِ وَصَلَّى, فَإِنَّ هَذِهِ اَلصَّلَاةَ تُسَمَّى مُعَادَةً عِنْدَ اَلْأَصْحَابِ مِنْ غَيْرِ حُصُولِ خَلَلٍ وَلَا عُذْرٍ.
اَلْعِبَادَةُ, إِنْ طُلِبَ فِعْلُهَا مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ بِالذَّاتِ كَالصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسِ تُسَمَّى فَرْضَ عَيْنٍ, وَإِنْ كَانَتْ كَالنَّوَافِلِ كَسُنَّةِ اَلْفَجْرِ مَثَلًا تُسَمَّى سُنَّةَ عَيْنٍ, وَإِنْ طُلِبَ فِعْلُهَا مُطْلَقًا كَصَلَاةِ اَلْجِنَازَةِ وَالْعِيدَيْنِ سُمِّيَتْ فَرْضَ كِفَايَةٍ, فَإِذَا قَامَ بِهِ مَنْ يَكْفِي سَقَطَ عَنِ اَلْجَمِيعِ, وَسُنَّةُ اَلْكِفَايَةِ كَالسَّلَامِ.
اَلْحَرَامُ, مَا ذُمَّ فَاعِلُهُ وَلَوْ قَوْلًا, وَعَمَلَ قَلْبٍ شَرْعًا, فَيَدْخُلُ فِي قَوْلِنَا: "وَلَوْ قَوْلًا": اَلْغِيبَةُ وَالنَّمِيمَةُ وَنَحْوُهُمَا مِمَّا يَحْرُمُ اَلتَّلَفُّظُ بِهِ, وَيَدْخُلُ فِي قَوْلِنَا: "وَلَوْ عَمَلَ قَلْبٍ": اَلنِّفَاقُ وَالْحِقْدُ وَالْحَسَدُ وَغَيْرُهُمَا.
وَقَوْلُنَا: "شَرْعًا" إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ اَلذَّمَّ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ اَلشَّرْعِ, فَلَا عِبْرَةَ بِذَمِّ اَلنَّاسِ, وَيُسَمَّى اَلْحَرَامُ: مَحْظُورًا, وَمَمْنُوعًا, وَمَزْجُورًا, وَمَعْصِيَةً, وَذَنْبًا, وَقَبِيحًا, وَسَيِّئَةً, وَفَاحِشَةً, وَإِثْمًا.
اَلْمَنْدُوبُ, لُغَةً: اَلْمَدْعُو لِمُهِمٍّ, مَأْخُوذٌ مِنَ اَلنَّدْبِ وَهُوَ اَلدُّعَاءُ, وَشَرْعًا: مَا أُثِيبَ فَاعِلُهُ, وَلَوْ قَوْلًا وَعَمَلَ قَلْبٍ, وَلَمْ يُعَاقَبْ تَارِكُهُ مُطْلَقًا, فَقَوْلُهُ:" مَا أُثِيبَ فَاعِلُهُ" كَالسُّنَنِ وَالرَّوَاتِبِ, وَقَوْلُهُ: "وَلَوْ كَانَ قَوْلًا " كَأَذْكَارِ اَلْحَجِّ, وَسُنَنِ اَلصَّلَاةِ اَلْقَوْلِيَّةِ. وَقَوْلُهُ: "عَمَلَ قَلْبٍ" كَالْخُشُوعِ فِي اَلصَّلَاةِ, وَيُسَمَّى اَلْمَنْدُوبُ: سَنَّةً, وَمُسْتَحَبًّا, وَتَطَوُّعًا, وَطَاعَةً, وَنَفْلًا, وَقُرْبَةً, ومُرَغَّبًا فِيهِ, وَإِحْسَانًا, وَأَعْلَاهُ سَنَّةٌ, ثُمَّ فَضِيلَةٌ, ثُمَّ نَافِلَةٌ.
اَلْمَكْرُوهُ, ضِدُّ اَلْمَنْدُوبِ, وَهُوَ مَا مُدِحَ تَارِكُهُ وَلَمْ يُذَمَّ فَاعِلُهُ.
اَلْمُبَاحُ, لُغَةً: اَلْمُؤْذَنُ وَالْمَعْلُومُ, وَشَرْعًا: مَا خَلَا مِنْ مَدْحٍ وَذَمٍّ لِذَاتِهِ, وَيُسَمَّى طَلْقًا وَحَلَالًا.
اَلسَّبَبُ, لُغَةً: مَا تُوُصِّلَ بِهِ إِلَى غَيْرِهِ, وَشَرْعًا: مَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِهِ اَلْوُجُودُ, وَمِنْ عَدَمِهِ اَلْعَدَمُ لِذَاتِهِ, فَيُوجَدُ اَلْحُكْمُ عِنْدَهُ لَا بِهِ, كَزَوَالِ اَلشَّمْسِ, فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِوُجُوبِ صَلَاةِ اَلظُّهْرِ مَثَلًا لِذَاتِهِ, وَقَدْ يُوجَدُ اَلزَّوَالُ وَلَا تَجِبُ صَلَاةُ اَلظُّهْرِ; لِأَمْرٍ خَارِجٍ كَالْحَيْضِ وَالْجُنُونِ وَعَدَمِ اَلْبُلُوغِ.
اَلشَّرْطُ, لُغَةً: اَلْعَلَّامَة, وَشَرْعًا: مَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِهِ اَلْعَدَمُ, وَلَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِهِ وُجُودٌ وَلَا عَدَمٌ لِذَاتِهِ, كَالطَّهَارَةِ لِلصَّلَاةِ, فَإِنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِ اَلطَّهَارَةِ عَدَمُ صِحَّةِ اَلصَّلَاةِ, وَلَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِ اَلطَّهَارَةِ عَدَمُ اَلصَّلَاةِ وَلَا وُجُودُهَا.
اَلْمَانِعُ ,هُوَ مَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِهِ اَلْعَدَمُ, وَلَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمَهِ وُجُودٌ وَلَا عَدَمٌ لِذَاتِهِ, كَالدَّينِ فِي اَلزَّكَاةِ مَعَ مِلْكِ اَلنِّصَابِ.
اَلصِّحَّةُ فِي اَلْعِبَادَةِ سُقُوطُ اَلْقَضَاءِ بِالْفِعْلِ.
اَلْبُطْلَانُ وَالْفَسَادُ, لَفْظَانِ مُتَرَادِفَانِ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَعْنَى اَلْآخَرِ عِنْدَ اَلْحَنَابِلَةِ وَالشَّافِعِيَّةِ, إِلَّا أَنَّ اَلشَّافِعِيَّةَ فَرَّقُوا فِي اَلْفِقْهِ بَيْنَهُمَا فِي مَسَائِلَ.
¥