تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اَلْعَزِيمَةُ, لُغَةً: اَلْقَصْدُ اَلْمُؤَكَّدُ, وَشَرْعًا: اَلْحُكْمُ اَلثَّابِتُ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ خَالٍ عَنْ مُعَارِضٍ رَاجِحٍ.

اَلرُّخْصَةُ, لُغَةً: اَلسُّهُولَةُ, وَشَرْعًا: مَا ثَبَتَ عَلَى خِلَافِ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ لِمُعَارِضٍ رَاجِحٍ, كَأَكْلِ اَلْمُضْطَرِّ لَحْمَ اَلْمَيْتَةِ, وَكَقَصْرِ اَلصَّلَاةِ فِي اَلسَّفَرِ وَكَالْجَمْعِ.

هَذَا مَا رَأَيْنَا لِإِثْبَاتِهِ لُزُومًا فِي هَذِهِ اَلْمُقَدِّمَةِ, وَمَنْ أَرَادَ اَلزِّيَادَةَ وَالتَّفْصِيلَ فَعَلَيْهِ بِكُتُبِ أُصُولِ اَلْفِقْهِ, وَمِنْهَا كِتَابُنَا: "اَلْمَدْخَلُ إِلَى مَذْهَبِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ", و"اَلرَّوْضَةُ" لِلْإِمَامِ مُوَفَّقِ اَلدِّينِ اِبْنِ قُدَامَةَ وَشَرْحُهَا لَنَا.

اَلْمُقَدِّمَةُ اَلثَّانِيَةُ فِي تَرْجَمَةِ اَلْمُؤَلِّفِ

قَالَ عَنْهُ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ اَلدِّمَشْقِيُّ ثُمَّ اَلْحَنْبَلِيُّ فِي شَرْحِ "أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ ": هُوَ اَلْحَبْرُ اَلْعُمْدَةُ اَلْعَلَّامُ, فَرِيدُ عَصْرِهِ وَزَمَانِهِ, وَوَحِيدُ دَهْرِهِ وَأَوَانِهِ, زَيْنُ اَلْعُلَمَاءِ اَلْعَامِلِينَ, عُمْدَةُ أَهْلِ اَلتَّحْقِيقِ, وَزُبْدَةُ أَهْلِ اَلتَّدْقِيقِ, مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرِ اَلدِّينِ بْنِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ بَلْبَانَ الْخَزْرَجِيُّ اَلْقَادِرِيُّ, اَلْحَنْبَلِيُّ ().

وَقَالَ اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ كِنَانٍ فِي كِتَابِهِ "اَلرِّيَاضِ اَلسُّنْدُسِيَّةِ فِي تَلْخِيصِ تَارِيخِ الصَّالِحِيَّةِ ": وَمِمَّنْ أَدْرَكْنَاهُ مِنَ اَلْعُلَمَاءِ شَيْخُ اَلْإِسْلَامِ مُحَمَّدُ بْنُ بَلْبَانَ, كَانَتِ اَلْأَفَاضِلُ تَخْرُجُ مِنَ اَلشَّامِ إِلَى اَلْمَدْرَسَةِ اَلْعُمَرِيَّةِ ـ يَعْنِي بِالصَّالِحِيَّةِ ـ لِلْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ, مَعَ مَا كَانَ بِدِمَشْقَ مِنَ اَلْعُلَمَاءِ فِي عَصْرِهِ كَالصّفُورِيِّ, والعَيْثِيِّ, والإِسْطُوانِيِّ, والحَصْكَفِيِّ, وَالْفَتَّالِ, وَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا لَا يُحْصَى.

قَالَ: وَمَا مِنْ عَالِمٍ مِنَ اَلْعُلَمَاءِ اَلْآنَ إِلَّا وَقَرَأَ عَلَيْهِ, وَأَخَذَ عَنْهُ اَلْأَجِلَّاءُ مُسْنَدَ اَلْحَدِيثِ, وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَاهِيرِ عُلَمَاءِ اَلْإِسْلَامِ كَالْخَفَاجِيِّ, وَإِبْرَاهِيمَ الكُورَانِيِّ وَأَمْثَالِهِمَا, وَكَانَ أَعْيَانُ اَلْبَلَدِ وَالْوُزَرَاءُ يَخْرُجُونَ لِزِيَارَتِهِ, وَلَا يَنْزِلُ هُوَ مِنَ الصَّالِحِيَّةِ إِلَى دِمَشْقَ إِلَّا قَلِيلًا, وَكَانَ مِنْ جَهَابِذَةِ اَلْعِلْمِ, وَمِنْ تَلَامِذَتِهِ اِبْنُ اَلْحَائِكِ اَلْمُفْتِي, وَالْكَامِدِيُّ, وَأَبُو اَلْمَوَاهِبِ اَلْحَنْبَلِيُّ, وَالشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ التَّغْلِبِيُّ الدُّومِيُّ, وَالْعَلَّامَة حَمْزَةُ الدُّومِيُّ, وَالْعَلَّامَة اَلْقَاضِي أَحْمَدُ الدُّومِيُّ (الدُّومِيُّ نِسْبَةً إِلَى دُومَا عَلَى اَلْقِيَاسِ, والدُّومَانِيِّ عَلَى غَيْرِ اَلْقِيَاسِ) , وَأَبُو اَلْفَلَاحِ عَبْدُ اَلْحَيِّ بْنُ اَلْعِمَادِ, ثُمَّ ذَكَرَ جَمَاعَةً مِنْ تَلَامِذَتِهِ يُطُولُ بِنَا سَرْدَهُمْ.

وَتَرْجَمَهُ أَمِينٌ أَفَنْدِي اَلْمُحِبِّيُّ فِي تَارِيخِهِ "خُلَاصَةِ اَلْأَثَرِ" () فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرِ اَلدِّينِ بْنِ بَلْبَان اَلْبَعْلِيُّ اَلْأَصْلِ, اَلدِّمَشْقِيُّ اَلصَّالِحِيُّ اَلْفَقِيهُ اَلْمُحَدِّثُ اَلْمُعَمِّرُ, أَحَدُ اَلْأَئِمَّةِ اَلزُّهَّادِ, وَمِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ اَلشِّهَابِ اِبْنِ أَبِي اَلْوَفَاءِ اَلْوَفَائِيِّ فِي اَلْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ, ثُمَّ زَادَ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ اَلْمَذَاهِبِ اَلْأَرْبَعَةِ, وَكَانَ يُقْرِئُ فِيهَا, وَأَفْتَى مُدَّةَ عُمْرِهِ, وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ اَلْعِلْمِ بِالصَّالِحِيَّةِ, وَكَانَ عَالِمًا وَرِعًا قَطَعَ أَوْقَاتَهُ بِالْعِبَادَةِ وَالْعِلْمِ, وَالْكِتَابَةِ وَالدَّرْسِ وَالطَّلَبِ, حَتَّى مَكَّنَ اَللَّهُ مَنْزِلَتَهُ مِنَ اَلْقُلُوبِ, وَأَحَبَّهُ اَلْخَاصُّ وَالْعَامُّ, وَكَانَ دَيِّنًا صَالِحًا, حَسَنَ اَلْخُلُقِ وَالصُّحْبَةِ,

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير