تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِين)، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام إبراهيم عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ثم بنيت بعد ذلك في زمان الجاهلية قبل مبعثه بخمس عشرة سنة فجعل ينقل معهم الحجارة للكعبةثم بنيت بعد ذلك في زمان الجاهلية قبل مبعثه بخمس عشرة سنة فجعل ينقل معهم الحجارة للكعبة ثم ترآءى الحجر فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"هل تدريبن لم كان قومك رفعوا بابها" قالت: لا، قال: " تعززاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا" " لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم فإن قريشاً حين بنت البيت استقصرت، ولجعلت لها خلفاً" " فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه فأراها قريباً من سبعة أذرع" فما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية اعتمد ابن الزبير في بناءه حديث عائشة فزاد فيه الحجر حتى أبدى أساً نظر الناس إليه فبنى عليه البناء وجعل له بابين أحدهما يدخل منه والآخر يخرج منه فلما قتل ابن الزبير كتب عبد الملك للحجاج:" إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء أما ما زاد في طوله فأقره وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه وسد الباب الذي فتحه" وكان عبد الملك يقول:" وددت أني تركته وما تحمل".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

العبر والعظات:

1. حتى إذا ارتفع البناء جاء إسماعيل بهذا الحجر فوضعه لأبيه فقام عليه وهو يبني (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فكان الطواف. قال النووي: ينبغي ألا يغير هذا البناء وذكر أن هارون الرشيد سأل مالك بن أ نس عن هدمها وردها إلى بناء ابن الزبير للأحاديث المذكورة؟ فقال مالك: " ناشدتك الله يا أمير المؤمنين ألا تجعل البيت لعبة للملوك لا يشار أحد إلا نقضه وبناه، فتذهب هيبته من صدور الناس".

2. السياسة العمياء: تعمي وتصم وتفسد الدين والإيمان وتدنس الأطراف والذيول إلا من يعصم الله ويحفظ "إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء" يقول: " وددت أني تركته وما تحمل" وهل ينفع الندم!

3. " لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم" إذا تعارضت مصلحة ومفسدة وتعذر الجمع بينهما بدئ بالأهم، هذا فقه الرسول الداعية أن يعتبر المصلحة في العمل الذي يريد، إن بناء الكعبة على قواعد إبراهيم أمنية نبوية، يمنعها الخوف من فتنة الناس، فتنة الناس والنبي صلى الله عليه وسلم على الحق، فهذا يؤكد أن على المسلم أن يترك حقاً كثيراً، لئلا ينسب إلى الفتنة وإن كان محقاً.

4. الخلق الكريم الذي حبا الله به نبيه، حتى أصبح محط أنظار مجتمعه، وصار مضرب المثل فيهم، حتى لقبوه بالصادق الأمين، هذا الخلق هو الذي مكن النبي صلى الله عليه وسلم من إيقاف حرب مدمرة في قومه من خلال التحكيم، فقد اغتبط الجميع أن كان الداخل الصادق الأمين وأعلنوا رضاهم بحكمه قبل أن يصدر حكمه لثقتهم بنزاهته، وتجرده وموضوعيته، فلا بد للداعية في مجتمعه أن يكون إيجابياً فاعلاُ، يفتقده الناس إذا غاب، ويصغون له ويطيعونه إذا حضر، لا أن يكون رقماً على هامش الأحداث في بيئته ومجتمعه، وحين يكون صاحب الكلمة الفصل فيهم عن حب وإعجاب واحترام، يكون قادراً على أن يوظف هذا الجاه كله لخدمة دعوته ولنشر الإسلام في صفوف عشيرته وقومه، ويكون قد هيأ الأرض الخصبة للبذرة الصالحة التي يغرسها فتنمو وتترعرع، ثم تزهر وتثمر وتعطي أحسن الجني وأطيب الثمار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير