5. يستوقف المسلم قول أبي وهب بن عمرو بن مخزوم: (لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس) فقد كان الجاهليون يدركون في حسهم مفهوم الحلال والحرام، وحين يقدمون على أمثال هذه المعاملات يعلمون أنهم يقدمون على إثم أو على شيء خبيث، وما يدعيه اليوم دعاة الجاهلية الحديثة من تبرير للزنا وأنه لا علاقة للآخرين به إن تم برضا الطرفين، ويشرعون القوانين في تحليله، وما يدعونه في تبرير الربا وأنه حق مكتسب للمال ويشرعون القوانين لإحلاله .. ليس هذا الادعاء أو هذا التشريع قناعة قائمة في النفس، بمقدار ما هو تغطية وتبرير لظلم يعرفون في أعماقهم حرمته: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا).
6. لم يكن بإمكان قريش، كل قريش أن تبني البيت العتيق على ما بناه إبراهيم وإسماعيل من قبل آلاف السنين، وهما رجلان وحيدان، لم تكن تمتلك المال ولا الحرفة التي تقوم ببناء الكعبة، حتى جاءت بالرجل النجار الرومي، كذلك كنا، ثم تغيرت الدنيا، وبنينا البصرة والكوفة والقاهرة والقيروان وبغداد وتطوان، بهرت روائع حضارتنا كل الناس، في الهندسة والصيدلة في التحقيق والتوثيق، في الإحصاء والرياضيات، تركب نساؤنا البحر كالملوك على الأسرة، وينادي فارسنا بحر الظلمات أن لو علمت وراءك أرضاً لغزوتك، تركنا في كل رقعة أثراُ كريماً يقول: نحن المسلمون.
7. حين تضيق الدروب بالجاهلية، وتقف الحية في طريقها لبناء الكعبة، تضرع الجاهلية إلى الله وتقول:" رب لا ترع، أردنا تشريف بيتك" إنها الجاهلية هي هي، لم تتغير ولم تبدلها الأيام، فترى الجاهلية المعاصرة التي تقتل وتبيد، وتسجن وتظلم، وتتبع السبل الشائكة، وتحارب دين الله ودعاة الإسلام، هذه الجاهلية المعاصرة لها: أوقاف، وصلاة جمعة متلفزة، وعلماء ومفتون، وهيئات دينية، ومدارس ومعاهد دين على طريقة السلطان ونهجه، أما رأيت أبا جهل وهو يقول: " اللهم أقطعنا الرحم وآتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة" فأبو جهل يدعو الله ويناجيه " اللهم اللهم" والجاهلية تعمر بيت الله وتبنه.
8. ابتدعت قريش تسميتها بالحُمس وهو الشدة في الدين والصلابة فلم يخرجوا من الحرم ليلة عرفات وكانوا يقولون: نحن أبناء الحرم وقطان بيت الله، فكانوا لا يقفون بعرفات ـ مع علمهم أنها من مشاعر إبراهيم عليه السلام ـ حتى لا يخرجوا عن نظام ما كانوا قرروه من البدعة الفاسدة، وكانوا يمنعون الحجيج والعمار ـ ما داموا محرمين ـ أن يأكلوا إلا من طعام قريش، ولا يطوفوا إلا في ثياب قريش، فإن لم يجد أحد منهم ثوب أحد من الحمس طاف عرياناً ولو كانت امرأة ولهذا كانت المرأة إذا اتفق طوافها لذلك وضعت يدها على فرجها وتقول:
اليوم يبدو بعضه أوكله وما بدا منه فلا أحله
فجاء الإسلام وأنزل القرآن رداً عليهم فيما ابتدعوه، فقال: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)، (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، فواجب الداعية أن يحيي ما أماته الناس من السنن وأن يحارب البدع بحيث لا تؤدي إلى مثلها أو أكبر منها.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 02:03 م]ـ
أولاً: إرهاصات الوحي والنبوة:
(معنى الإرهاص ـ أنواع الإرهاصات التي وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الوحي).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبر والعظات:
1. إنما ابتدئ صلى الله عليه وسلم بالرؤيا لئلا يفجأه الملك، فبدئ بأول خصال النبوة الرؤيا الصادقة وما جاء في الحديث الآخر من رؤية الضوء وسماع الصوت وسلام الحجر والشجر عليه. قلت: وفيه الندب إلى تهيئة من نزلت به نازلة أو وقع له خير جم خشية أن يفجأه الخبر.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 02:04 م]ـ
ثانياً: اختلاء النبي في غار حراء ونزول جبريل بالوحي عليه:
(الخلوة في غار حراء ـ الرجوع إلى خديجة خائفاً ـ عند ورقة بن نوفل).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبر والعظات:
¥