تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

داخل مصر [36].

أثر انضمام الشيخ لتلك الحركة في شخصيته:

انضم الشيخ إلى تلك الحركة وهو في العشرين من عمره ,وفُصل منها وهو في السابعة والثلاثين [37] ولاشك أنَّ بقاؤه في تلك الحركة التي وصفت بأنها سياسية؛كان له أكبر الأثر في شخصيته وتكوينها سياسياً ,وظهر هذا في العديد من كتبه والتي منها:"الإسلام والأوضاع السياسية "كما أن هذه الحركة لم تكن سياسية فقط.بل كانت دينية متفتِّحة ساعية للإصلاح أيضاً ,وهذا كان له أكبر الأثر في شخصية المصلح عند الشيخ.

حالة مصر عند ظهور الشيخ:

يصف الشيخ حالة مصر في بداية شبابه فيقول "لقد شُحِنت بالتيارات المتصارعة في كل جانب من حياة مصر , والمشرق العربي؛فالاحتلال الإنجليزي كان مصدراً لاينفد لنشاط الطلاب ,ورجال السياسة:فظهرت أمواج الفتن التي قدحت زنادها مغامرات (طه حسين) في نطاق النقد ,الذي أراد أن يسلِّطه على القرآن كأي أثر ديني من صنع الناس , وفي دار الأوبرا تُعرض مسرحية تتطاول للنيل من مقام صاحب الرسالة ,إلى جانب الأزمات السياسية التي لاتتورع عن استخدام هذا الوضع القلق بمختلف الوسائل.وقد بلغ الصراع أوجه بين التيارات الهدامة التي تستهدف الإجهاز على بقية الحصانة الإسلامية في أوساط الجيل الجديد [38] ".

أثر هذه الحالة في شخصية الشيخ:

لاشك أن حالة ً مثل هذه كفيلةٌ بأن يثور الغيورون على الدين والوطن يوعُّون الناس وينشرون الدين الصحيح وهو ماقام به الشيخ ولذا فأثرهذه المرحلة واضح في شحنه ضد الباطل ودفعه للنهوض بواجب الإصلاح.

الفصل الثالث: من أسس الإصلاح الديني عند الشيخ الغزالي

حوى هذا الكتاب"هموم داعية " كثير من أسس الإصلاح عند الشيخ الغزالي وقد جمعتها كلها ولكن من باب الإختصار سأكتفي بذكر ثلاثة فقط من هذه الأسس, ولمَّا كانت هذه الأسس هي للإصلاح الديني فلا قيمة لها إن لم تكن مستمدة من الدين.لذا حرصت مع كل أساس من الأسس التي أوردتُها أن أبيِّن المرجعية الدينية له وقد اخترت من أسس الإصلاح التي حواها الكتاب ثلاثة أسس وهي:

المبحث الأول: إصلاح الداعية وأساليب عرض الإسلام [39]:

لاشك أن رجال الدعوة هم مبلغوها ,وصلاحهم صلاح ٌ لها ,وكذلك فسادهم أو وجود الخلل فيهم يمثل خطراٌ كبيراً على مستقبل الدعوة وفاعليتها. ومن هنا فقد هدف الشيخ المصلح أن يصلح من شأن الداعين إلى الدين وقد استخرجت بعض الأسس لإصلاح الداعية عند الشيخ عرضتها في النقاط التالية:-

أولاً: بيان صفات تلك النوعية من الخطباء التي تستحق التغيير:

يتحدث الشيخ عن حال بعض الدعاة في عصره فيقول:" فلما رجعت ببصري إلى ميدان الدعوة في أرض الإسلام غاص قلبي من الكآبة!.

كأنما يُختار الدعاة وفق مواصفات تعكر صفو الإسلام وتطيح بحاضره ومستقبله .. وما أُنكر أن هناك رجالاً في معادنهم نفاسة، وفي مسالكهم عقل ونبل .. بيد أن ندرتهم لا تحل أزمة الدعاة التي تشتد يومًا بعد يوم [40] "ويستطرد الشيخ في وصف تلك النوعية من الدعاة واصفا ًطُرق عرضهم للإسلام بقوله:" فى عالم يبحث عن الحرية نصور الاسلام دين استبداد، وفى عالم يحترم التجربة، ويتبع البرهان نصور الدين غيبيات مستوردة من عالم الجن وتهاويل مبتوتة الصلة بعالم الشهادة [41] ".

ثم يوضِّح الشيخ أن من العيوب الشائعة في مجال الدعوة والداعية مايلي:

1 - بعضهم يستغني بدراسة القرآن عن السنة ويعتمد القرآن كمصدر أساسي وحيد في دعوته ويرى تجاوز السنة يقول الشيخ:" ولو استمعنا إلى من يرى تجاوز السُّنة لوجب أن ترتفع الثقة بتاريخ البشر كلهم، فإن الروايات التي ثبت بها التاريخ أخف وزنًا من الروايات التي ثبتت بها السنة المحمدية [42] ".

2 - بعضهم يستغني بدراسة السنة والعكوف عليها عن دراسة القرآن والنظر فيه يقول الشيخ:" إن الغفلة عن القرآن الكريم والقصور فى إدراك معانيه القريبة أو الدقيقة عاهة نفسية وعقلية لا يداويها إدمان القراءة فى كتب السنة، فان السنة تجيء بعد القرآن، وحسن فقهها يجيىء من حسن الفقه فى الكتاب نفسه. وقد ذكر بن كثير أن الامام الشافعى، قال:" كل ما حكم به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن" فكيف يفقه الفرع من جهل الأصل؟ [43] ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير