وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، جمع الله له بين العبودية والرسالة، وصفه الله بالعبودية والرسالة وهي أشرف المقامات، أشرف صفاته -عليه الصلاة والسلام- العبودية والرسالة، وقد وصفه الله بها في أشرف المقامات، في مقام الإسراء وصفه -سبحانه- بالعبودية والرسالة: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا في مقام الدعوة: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ وصفه بالعبودية، في مقام التحدي: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ فأشرف مقاماته -عليه الصلاة والسلام- أشرف صفاته العبودية والرسالة.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، جمع بين العبودية والرسالة للرد على الغلاة والجفاة؛ دفعا للإفراط والتفريط، قوله: "عبده" هذا فيه الرد على الغلاة الذين عبدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وادَّعوا أنه يعلم الغيب، ورفعوه فوق منزلته وأطروه، قال -صلى الله عليه وسلم-: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله "ورسوله" كذلك رد على الجفاة الذين لم يقروا برسالته ولم يعظموه ويطيعوه ويتبعوه -عليه الصلاة والسلام-، من النصارى واليهود والصوفية وغيرهم من العباد الذين لم يقدروه حق قدره، ولم يعطوه الحق -عليه الصلاة والسلام-، فهو عبد ورسول، نبي كريم يطاع ويتبع ولا يعبد، فالعبادة حق الله، فيجب توقيره وتعظيمه -عليه الصلاة والسلام- واتباعه ومحبته، وتقديم قوله على قول غيره، لكن لا يعبد؛ فالعبادة حق الله -عز وجل-، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله.
"صلى الله عليه" الصلاة: صلاة الله على عبده أصح ما قيل فيها .. أصح ما قيل في صلاة الله على عبده: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي العالية أنه قال: "صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى". وقيل: الرحمة. فصلاة الله عليه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. ومن الملائكة والآدميين الدعاء له -عليه الصلاة والسلام-، الدعاء، دعاء له بالرحمة، وقيل: الثناء والرحمة، قيل: صلاة الله ثناؤه عليه ورحمته له، فالله تعالى يثني عليه في الملأ الأعلى، والملائكة يثنون عليه ويدعون له، والآدميون يثنون عليه ويدعون له.
"صلى الله عليه وسلم وعلى آله"، الآل هم أتباعه أصح ما قيل فيها، آله أتباعه على دينه، قيل: الصحابة وغيرهم، ويدخل في ذلك دخولا أوليًّا أزواجه وذريته، هذا هو الصواب، الآل أتباعه على دينه إلى يوم القيامة، ويدخل في ذلك الصحابة دخولا أوليا، وكذلك أزواجه وذريته، أزواجه وذريتهم من آله فهم أخص آله، ولا يدخل في ذلك + غير المسلمين.
"صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه"، والصلاة على الأصحاب بعد الآل من عطف الخاص على العام، يكون صلى عليهم مرتين: مرة في قوله: (وآله)، ومرة في قوله: (وأصحابه).
"وسلم تسليما مزيدا"، تأكيد، دعاء له وثناء عليه -عليه الصلاة والسلام-، ودعاء له بالسلامة، والسلام مشروع في التشهد، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله، دعاء له بالسلامة والرحمة والبركة، لقد استدل به العلماء على أنه -عليه الصلاة والسلام- يدعى له بالسلامة، وإذا كان يدعى له بالسلامة، فلا يستحق شيئا من العبادة، فالذي يدعي له محتاج لا يستحق شيئا من العبادة، فيه رد على من عبده -عليه الصلاة والسلام-، "وسلم تسليما" تأكيد، مزيدا يعني: زائدا كثيرا، لأن الأمة مأمورة بالصلاة والسلام عليه، والإكثار من ذلك، عليه الصلاة والسلام.
في الدرس القادم -إن شاء الله- نقرأ شرح التنبيهات السنية، نقرأ شرح كتاب التوحيد قراءة.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
شرح قول المصنف "الحمد لله"
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الشيخ عبد العزيز الرشيد -رحمه الله -تعالى- في "شرح العقيدة الواسطية": قوله: الحمد لله -هل له مقدمة؟ فيه مقدمة للشرح (خطبة)؟ هاه؟ ما فيه، نعم، ... في المقدمة، أو في التعريف عن الشيخ -رحمه الله- قال: ثم نقل إلى مثواه الأخير في مقبرة +، هذا يكون خطأ من الناشر؟
¥