تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد برزت في هذا الكتاب - كما في غيره من كتبه- شخصية الحافظ الناقد الخبير البصير بمواضع الكلام، ومراتب الرواة، وعلل أحاديثهم، فكان خير تعبير عن علم جمٍّ وافرٍ، وذوق ماهرٍ، فلقيَ من القبول ما لم يكد يلقه كتاب آخر في موضوعه، ولم يجرأ أحد من الناس على ردِّ أحكام الحافظ - بل: غاية ما كان استدراكات لا يخلو عمل بشريٌّ من العوز لها- منذ تأليفه في النصف الأول من القرن التاسع الهجري حتى وقت قريب.

لقد كانت صلتي بهذا الكتاب منذ بداية اشتغالي بالسنَّة النبوية، وكنت أرجع إليه كثيرا، وبعد قيامي بتخريج أحاديث الجامع الكبير للسيوطي – قسم الأقوال- تبين لدي أن هناك بعض العبارات التي فيها غموض، وكذلك بعض المصطلحات التي اصطلحها الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابي، فكنت أسجل ملاحظاتي على النسخة التي حققها الشيخ محمد عوامة – حفظه الله - وكلُّ ذلك كان عرضاً وليس قصدا، كما أم الشيخ نفسه – (عوامة) قد أبدى تحفظاً كبيرا إزاء المرتبة السداسة في التقريب (مقبول).

وقد وقع كثير من المشتغلين بالسنَّة النبوية من المعاصرين في فهم مصطلحات الحافظ ابن حجر فهما فهما مغلوطاً، مما أدى لتضعيف مئآت الأحاديث بغير حق، وذلك لأنهم لم يرجعوا إلى الكتب الكبيرة الأساسية في الجرح والتعديل ولو للتهذيب أصل التقريب، بل فهموا أحكامه فهما أصمّاً مما جعل البعض من هؤلاء من يتهم الحافظ ابن حجر بالتناقض، وبالتساهل أحياناً أخرى.

وأول دراسة جادة في حلِّ هذه الإشكالات العديدة هي للدكتور وليد العاني – رحمه الله - في كتابه الرائع منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها، فقد تصدى لها، وحاول فك ألغازها ورموزها، وانتقد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في فهمه لها، وتكلم على المراتب (الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة) وهي التي أحدثت هذه الإشكالات، وقد استطاع الوصول إلى فهم كلام الحافظ ابن حجر إلى حدٍّ بعيد، ولكنه أخفق في بعض الجوانب، وقد كثرت الردود عليه ما بين مؤيد ومعارض، ومتحفظ أيضاً.

فرايت لزاماً عليَّ أن أقوم بدراسة منهج الحافظ ابن حجر في هذا الكتاب الفريد، وكان قد تجمَّع لدي الكثير منها سابقاً.

وكانت طريقة عملي فيه على الشكل التالي:

أولا- نقل كلامه على هذه المراتب كاملا.

ثانيا- تكلمت على كل مرتبة على حدة من خلال التطبيق العلمي لها عند الحافظ ابن حجر في التقريب أو كتبه الأخرى، ولا سيما التهذيب، وأردفت ذلك بنقل كلام الحافظ الذهبي رحمه الله ولا سيما في كتابه الكاشف، لتتضح الصورة بشكل أكثر دقة.

ثالثا- قد استفضت في ذكر الأمثلة التطبيقية، وذلك بغية الوصول إلى مراد الحافظ ابن حجر رحمه الله.

رابعا- ذكرت كلام العاني رحمه الله على المراتب التي تكلم عنها وحاولت تأييد كلامه بغير الأدلة التي استدلَّ بها

رابعاً – التعقيب على كلامه موافقة أو مخالفة بشكل يطول ويقصر حسب الحال.

خامسا- التعقيب على كلام الحافظ ابن حجر – رحمه الله - موافقة – وهو الأكثر- أو مخالفة -وهو الأقل- ولا يضيره ذلك،فلسنا بمعصومين عن الخطأ، فالمصيب له أجران والمخطأ له أجرٌ واحدٌ.

سادساً- حاولت ضبط كثير من القواعد أو المصطلحات غير المنضبطة والوصول بها إلى النتائج الدقيقة –إن شاء الله تعالى –

سادسا-ناقشت ما قيل عن منهجه من قبل العلماء المعاصرين وبينت وجه الصواب ممن الخطأ فيه.

سابعاً- ذببت كثيرا من التهم التي نسبت للحافظ ابن حجر رحمه الله، وناقشت كلام المخالفين بروية ودون مغالاة.

هذا وقد قسمته لتمهيد ترجمة فيه للحافظ ابن حجر رحمه الله، ثم للمباحث التالية:

المبحث الأول-نشأة علم الجرح والتعديل وأهميته

المبحثُ الثاني-مراتب الجرح والتعديل

المبحث الثالث- التعريف بكتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر

المبحث الرابع-التعريف بكتاب تقريب التهذيب

المبحث الخامس-مقدمة تقريب التهذيب

المبحث السادس-الكلام على مراتب الرواة عند الحافظ ابن حجر بالتفصيل وهو أكبر هذه المباحث

المبحث السابع-دفاع الحافظ ابن حجر عن كثير من الرواة

الخاتمة - وتتضمن المطالب التالية:

المطلب الأول - محاسن النقد عند الحافظ ابن حجر رحمه الله

المطلب الثاني- المآخذ التي قيلت على الحافظ ابن حجر رحمه الله

المطلب الثالث- خلاصة هذه الدراسة

ذكر أهم المصادر والمراجع

فإن أصبت فمن توفيق الله وفضله، وإن أخطأت فمن تقصيري، واستغفر الله، قال تعالى على لسان النبي شعيب عليه السلام: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (88) سورة هود

وكتبه

الباحث في القرآن والسنة

علي بن نايف الشحود

في السادس والعشرين من جمادى الأولى لعام 1429 هـ الموافق ل: 31/ 5/2008 م

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير