تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثالثاً: أن لا يترتب على فعل المعروف ما هو منكر أعظم مفسدة من منفعة المعروف، فإن ترتب على فعل المعروف منكر هو أشد ضرراً من المنفعة الحاصلة بهذا المعروف فإن درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وهذه الكلمة المعروفة هي القاعدة التي دل عليها القرآن ليست أيضاً على إطلاقها أي إنه ليست كل مفسدة درؤها أولى من جلب مصلحة، بل إذا تكافأت مع المصلحة فدرء المفسدة أولى، وإذا كانت أعظم من المصلحة فدرء المفسدة أولى، والله سبحانه وتعالى يقول:] ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم [(1) فسب آلهة المشركين كل يعلم أنه مصلحة وأن فيه خيراً لكن إذا تضمنت هذه المصلحة ما هو أنكر ـ وأنكر من باب التفاضل الذي ليس في الطرف الآخر منه شيء ـ إذا تضمن مفسدة عظيمة فإنها تترك، لأننا إذا سببنا آلهتهم ونحن نسبها بحق سبوا الله عدواً بغير علم.

فهذه نقطة ينبغي أن نتفطن لها عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما إذا كانت المفسدة تنغمر في جانب المصلحة، فإننا نفضل المصلحة ولا يهمنا وهذا عليه شيء كثير من أحكام الله الشرعية والكونية.

فمثلاً هذا المطر الذي ينزل وفيه مصلحة عامة لكن فيه ضرراً على إنسان بنى سقفه الآن وجاء المطر فأفسده لكن هذه المفسدة القليلة منغمرة في جانب المصلحة العامة. وهكذا أيضاً الأحكام الشرعية كالأحكام الكونية وهذا أمر ينبغي التنبه له، وهو أننا قد لا يكون من المصلحة أن ننهى عن هذا المنكر لأنه يتضمن مفسدة أكبر ولكننا نتريث حتى تتم الأمور.

ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية بالتدرج في التشريع حتى يقبلها الناس شيئاً فشيئاً، وهكذا المنكر لابد أن نأخذ الناس فيه بالمعالجة حتى يتم الأمر هذه هي الثلاثة الأمور:

1 - العلم بالحكم.

2 - العلم بالحال.

3 - أن لا يترتب على فعل المعروف منكر أعظم مفسدة.

سابعاً: قول أهل السنة والجماعة في الإيمان

الإيمان حقيقته عند أهل السنة والجماعة هي: "اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح". ويستدلون لقولهم هذا بقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "إن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". فالقول قول اللسان: "لا إله إلا الله" وعمل الجوارح وعمل القلب "الحياء" "وإماطة الأذى عن الطريق".

أما عقيدة القلب فقوله، صلى الله عليه وسلم: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره".

وهم أيضاً يقولون: إن الإيمان يزيد وينقص، فالقرآن قد دل على زيادته والضرورة العقلية تقتضي أن كل ما ثبت أنه يزيد فهو ينقص إذ لا تعقل الزيادة بدون نقص] ويزداد الذين آمنوا إيماناً [(1)] فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً [(2) ولا شك في ذلك، ومتى قلنا: إن الإيمان قول وعمل فإنه لا شك أن الأقوال تختلف فليس من قال: "سبحان الله والحمد لله، والله أكبر" مرة كمن قالها أكثر، وكذلك أيضاً نقول: إن الإيمان الذي هو عقيدة القلب يختلف قوة وضعفاً وقد قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام:] رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي [(3) فإنه ليس الخبر كالمعاينة والمشاهدة.

رجل أخبر بخبر أخبره رجل واحد حصل عنده شيء من هذا الخبر فإذا جاء ثان ازداد قوة فيه، وإذا جاءه الثالث ازداد قوة وهلم، وعليه نقول: الإيمان يزيد وينقص حتى في عقيدة القلب وهذا أمر يعلمه كل إنسان من نفسه، وأما من أنكر زيادته ونقصانه فإنه مخالف للشرع والواقع. فهو يزيد وينقص.

وبهذا تم ما أردنا الكلام عليه، والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


(1) سورة النساء، الآية: 1.

(2) سورة الأحزاب، الآيتان: 70 - 71.

(1) سورة الأنعام، الآية: 159.

(1) سورة الأعراف، الآية: 33.

(2) سورة الإسراء، الآية: 36.

(3) سورة الأعراف، الآية: 180.

(4) سورة الأعراف، الآية: 180.

(1) سورة طه، الآية: 5.

(1) سورة الأعراف، الآية: 54.

(2) سورة الإسراء، الآية: 36.

(1) سورة الشورى، الآية: 11.

(1) سورة الفاتحة، الآية: 5.

(2) سورة الفاتحة، الآية: 5.

(3) سورة الفاتحة، الآية: 5.

(4) سورة البينة، الآية: 5.

(5) سورة المؤمنون، الآية: 52.

(1) سورة الحجر، الآية: 9.

(2) سورة يونس، الآية: 32.

(1) سورة الأنفال، الآية: 60.

(1) سورة المائدة، الآية: 3.

(2) سورة الأعراف، الآية: 17.

(3) سورة النحل، الآيتان: 99 - 100.

(4) سورة يوسف، الآية: 40.

(1) سورة آل عمران، الآية: 31.

(1) سورة المنافقون، الآية: 1.

(1) سورة الأنعام، الآية: 50.

(2) سورة المائدة، الآية: 67.

(1) سورة النور، الآية: 30.

(2) سورة النور، الآية: 31.

(3) سورة الجن، الآية: 21.

(4) سورة الجن، الآية: 22.

(5) سورة الزمر، الآيتان: 30 - 31.

(6) سورة آل عمران، الآية: 144.

(1) سورة الحديد، الآية: 10.

(2) سورة النساء، الآية: 95.

(1) سورة يونس، الآيتان: 62 - 63.

(1) سورة آل عمران، الآيتان: 104 - 105.

(2) سورة النساء، الآية: 59.

(1) سورة الأنعام، الآية: 108.

(1) سورة المدثر، الآية: 31.

(2) سورة التوبة، الآية: 124.

(3) سورة البقرة، الآية: 260.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير