فسُبْحانَ مَنْ تَعرَّف إلى خَلقِهِ بجميعِ أنواعِ التعرّفاتِ وَدَلّهم عليه بأنواعِ الدلالاتِ. انتهى.
شعرًا:
دَع المَعَاصِي عَنْكَ في مَعْزلٍ
(وتُبْ إلى مَن هو نِعْمَ الغِيَاثْ
(فليْسَ يُحْظَ بِجَدِيد الرّضَا
(عَبْدٌ عَلَيه حَسَنَاتٌ رِثَاثْ
(آخر:
وذُقْتُ مَرَارةَ الأشْيَاطُرًا
(فما طَعْمٌ أَمَرّ مِنَ المعَاصِي
(آخر:
حَتَّى مَتَى تُسْقَى النُفوسُ بكأسِها
(رَيْبَ المَنونِ وأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ
(عَجَبًا لأَمْنِكَ والحَيَاةُ قَصِيرَةٌ
(
(وَبِفَقْدِ إلفٍ لا تَزَالُ تُرَوَّعُ
(أَفَقَدْ رَضِيتَ بأنْ تُعلّلَ بالمُنَى
(وإِلَى المنِيَّةِ كُلَّ يَومٍ تُدْفَعُ
(
لا تَخْدعَنَّكَ بَعْدَ طُولِ تَجارُبٍ
(دُنْيًا تَغُرُّ بوصْلِهَا وسَتُقْطَعُ
(أَحْلامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَايلٍ
(
(إِنّ اللَّبيبَ بِمِثْلِها لا يُخْدَعُ
(وَتَزَوَّدَنَّ لِيَومَ فَقْرِكَ دَائِمًا
(أَلِغَيْر نَفْسِكَ لا أَبَا لَكَ تَجْمَعُ
(
آخر: يا عَبْدُ كَمْ لَكَ مِن ذَنْبٍ وَمَعْصِيةٍ
(إنْ كُنْتَ نَاسِيهَا فالله أحْصَاها
(يا عَبْدُ لا بُدَّ مِنِ يومٍ تَقَوم لَهُ
(وَوَقْفَةٍ لَكَ يُدْمِي الكَفَّ ذِكْرَاها
(إذَا عَرَضْتُ على نَفسي تَذكُرَهَا
(وَسَاءَ ظنَّي قُلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ
(آخر:
ما زُخْرُفُ الدُّنْيَا وزُبْرُجُ أَهْلِهَا
(إلا غُرُورٌ كُلُّهُ وَحُطَامُ
(ولَرُبَّ أَقْوَام مَضَوا لِسَبِيلِهمْ
(ولَتمضِينَّ كَمَا مَضَى الأقْوَامُ
(ولَرُبَّ ذِي فُرشٍ مُمَهَّدَة لَهُ
(أَمْسَى عَلَيْهِ مِن التُّرَابِ رُكَامُ
(والموتُ يَعمل والعُيونُ قَريرةٌ
(تلْهُوا وتَلْعَبُ بالمنَى وتَنَامُ
(كُلٌ يَدُورُ على البَقَاء مُؤَملاً
(وَعَلى الفَنَاءِ تُدِيرُهُ الأيامُ
(والدَّائِمُ الملكوتِ رَبٌ لم يَزَلْ
(مَلِكًا تَقَطَّعُ دُونَهُ الأوهَامُ
(فالحمدُ لله الذِي هُوَ دَائِمٌ
(أَبَدًا ولَيْسَ لِمَا سواهُ دَوَامُ
(اللَّهُمَّ اعْتقْنَا مِن رقِّ الذُّنُوبْ، وخَلِّصْنَا مِن أَشَرِ النُّفوسْ، وأَذْهِبْ عَنَّا وَحْشَةَ الإِسَاءَةْ وطَهِّرْنا مِن دَنَسِ الذُّنُوبَ، وباعِدْ بَيْنَنا وبَيْنَ الخَطَايَا وأجِرْنا مِن الشيطان الرجيم.
آخر أَقُولٌ وطَرْفي غَارقٌ بِدُمُوعِهِ
(لِمَا قَدْ جَرَى لِي في الذُنُوب تَمادِي
(فَهَلْ مِن تَلافي سَاعَةٍ أَشْتَفِي بهَا
(أُجَدِّدُ فيهَا تَوْبَةَ بِسَدَادِ
(وأَسْأَلُ مَوْلاي القَبُول لِدْعوتِيْ
(فَغَايَةُ سُؤْلي هَذِهِ وَمُرَادِي
(
آخر: يا أَيُهَا الزاهِدُ بالزُّهْدِ
(عَرِّجْ مِن الهَزْلِ إلى الجِدِّ
(فَبَعْدَ نُورِ الشَيْبِ لا يُرْتَجى
(لِلْمَرءِ إِلا ظُلْمَةُ اللّحْدِ
(فاحْتَلْ مِن التَّوبةِ في أجْرِه
(إن شِئْتَ سُكْنى جَنّةِ الخُلْدِ
(اللَّهُمَّ يا فالقَ الحب والنَّوَى، يا مُنْشِئَ الأجْسَادِ بَعْدَ البلَى يا مُؤْوي المنْقَطِعِينَ إِليْه، يا كَافِي المُتَوَكِّلينَ عليه، انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إلا مِنْكَ، وخابَتِ الظُنُونُ إلا فِيكَ، وضَعُفَ الاعْتمادُ إِلا عَلَيْكَ نسألُكَ أنْ تُمْطَرَ مَحْلَ قُلُوبِنَا مِن سَحائِبِ بِرِّكَ وإحْسَانِكْ وأَنْ تُوِفقَّنا لِمُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وعَزَائِم مَغفرتِكَ إنكَ جَوادٌ كريم رؤوفٌ غفور رحيم. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
(فَصْلٌ) وقالَ رَحِمَهُ اللهُ: لِلتَوْبةِ المقبولةِ علاماتٌ:
مِنْهَا: أنْ يكونَ بعدَ التوبةِ خيرًا مِمّا قبلَها. ومنها: أنَّه لا يزالُ الخوفُ مُصَاحِبًا لهُ لا يأمنُ مكرَ اللهِ طرْفةَ عيْنٍ، فخوفُهُ مُسْتَمِرُّ إلى أنْ يَسْمَعَ قولَ الرُسُلَ لِقبِض رُوُحِهِ (41: 30) ? أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ? فهُنا يَزُوْلُ الخوفُ.
¥