وكُلُ ذِكْرٍ وَرَدَ فَضْلُهُ في خَبرَ أَوْ أَثَرٍ فهو بعدَ كلام الله فالتَّسْبِيحُ والتهليلُ والتكبيرُ والتحميدُ بَعْدَ التِلاوةِ وَبعدَهُنَّ الصلاةُ على رسَول ?.
وعليك بمُجَالَسَةِ مَن تَنْتَفِعُ بمُجَالَستِهِ في دِينِكَ مِن عِلْمِ تَسْتَفيِدُهُ أو عَمَل
يَكونُ فيهِ أوْ خُلُق حَسَن يكون عليه تَكْسِبُهُ مِن صُحْبَتِِهِ.
وعَلَيْكَ بالبَذَاذَهة فإنها مِن الإِيمَانِ وهيَ تَرْكُ الزِّينَةِ وعَدَمُ التّرَفُّهِ ورثَاثَةُ الهَيْئَةِ والرِضَا بالدُونِ مِن الثِياب لِمَا وَرَدَ في الحديث: «إن البَذَاذَةَ مِن الإيمان» وفي الحديث الآخر: «إن الله عز وجل يُحِبُّ المُتَبَذِّلَ الذِي لا يُبَالِي مَا لَبسَ» وفي الحديث الآخر: «ومَن تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ وهو يَقْدِرُ عليهِ - أَحْسِبُهُ قال تواضعًا - كَسَاهُ الله حلة الكرامة». رواه أبو داود.
شِعْرًا:
ومَن يَرْتَضِِي أَدْنَى اللِّباسِ تَواضُعًا
(سَيُكْسَى الثِّيَابَ العَبْقَرِيَّاتِ في غَدِ
(آخر:
اطْلُبْ كَفافًا فما في الأرض مِنْ أَحَدٍ
(نَالَ الكَفَافَ عَلى تَقْوَى وإِرْشَادِِ
(مِنْ مَلْبَسٍ وَشَرَابٍ بَعْدَ مَطْعَمِهِ
(في حَيْثُ خَيَّمَ في غَوْرِ وإنْجَادِ
(إِلا حَوَى الفَوْزَ في الدنيا وَآجِلِهَا
(إذا أَعِينَ بِنَفْسٍ شِحُّّّهَا زَادِ
(لاَ تَتْعَبَنَّ فإنَّ الرِّزْقَ عَنْ قَدَرٍ
(يَأْتِيكَ طَالِبُهُ مِنْ غير مِيعَادِ
(
واللهُ أَعْلَمْ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
[فائدة عظيمة النفع]
اعْلَمْ أَنَّ مَن كان دَاؤُهُ المعصية فَشِفَاؤهُ الطاعة، وَمَن كان دَاؤهُ الغَفْلَةُ فشِفاؤه اليَقَظة، ومَن كان داؤهُ كَثْرةُ الأشغال فشفاؤه في تفريغ البال.
فمن تَفَرَّغَ مِن هُموم الدنيا قلبُه، قَلَّ تَعَبُه وتَوَفَّر مِنَ العِبَادة نصيبه، واتصل إلى الله مَسِيرهُ، وارتفع في الجنة مَصيره، وتمكن مِن الذِكر والفِكر والورع والزهد والاحتراس من وساوس والشيطان، وغوائل النفس.
ومن كثر في الدنيا هَمُّه، أظلم طريقُهْ، ونصَبَ بَدَنُه، وضَاعَ وَقتُه، وتَشَتَّتَ شملُه، وطاشَ عَقْلُه، وانعقد لِسَانُه عن الذكر لِكثَرْة هُمومه
وغمُومه، وصار مُقَيَّدَ الجوارح عن الطاعة، مِن قلبِه في كل وادٍ شُعْبَة، ومِن عُمرِه لكل ِ شغل حِصَّة.
فاستعذ بالله من فضول الأعمال والهموم فكل ما شغل العبد عن الرب فهو مشئوم، ومن فاته رضى مَولاه فهو محروم، كل العافية في الذكر والطاعة، وكل البلاء في الغفلة والمخالفة، وكل الشفاء في الإنابة والتوبة، وانظر لو أن طبيبًا نصرانيًا نهاك عن شرب الماءِ البارد لأجل مَرضِ في جَسَدِك لأطعتَه في ترك ما نهاك عنه، وأنتَ تعلم أن الطبيب قد يَصْدُق وقد يكذب وقد يُصْيبُ وقد يخُطئ وقد يَنصَحُ وقد يَغشُ، فما بالك لا تترك ما نهاك عنه أنصحُ الناصحين وأصدق القائلين وأوفى الواعدين لأَجْلِ مَرَضِ القلب الذي إذا لم تشفَ منه فأنتَ من أهْلَكِ الهالكين.
تَبْغِيْ الوُصُولَ بسَيْرَ فيه تَقْصِيْرُ
(لاَ شَكَّ أنَّكَ فِيْما رُمْت مغْرُوْرُ
(قَدْ سَار قَبْلَكَ أَبْطَالٌ فَمَا وَصِلُواْ
(هَذا وفي سَيْرهَمْ جِدٌ وَتَشْمِيْرُ
(يا مُدَّعِي الحُبَّ في شَرْعِ الغَرامِ وَقَدْ
(أَقَامَ بَيَّنَةً لَكِنّهَا زُوْرُ
(أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ
(هَذَا وَأَنْتَ بَعْيدُ الدَّارِ مَهْجُوْرُ
(لَوْ كَانَ قَلْبُكَ حَيًا ذُبْتَ مِنْ كَمَدٍ
(مَا لِلْجرَاح بَجِسْمِ المَيْتِ تَأْثِيْرُ
(
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ نَفْسًا مُطْمئنةً تُؤمِنُ بِلقَائِكَ وَتَرضَى بقَضَائك، اللَّهُمَّ إنا نَسأَلُكَ باسْمِكَ الطاهِرِ الطَّيبِ المُبَارَكِ الأحَبِّ إليك الذي إذا دُعِيتَ به أَجَبْتَ، وإذا سُئِلْتَ به أعْطَيْتَ، وإذا اسْتُرْحِمْتَ به رَحِمْتَ، وإذا استفرجْتَ به فَرَّجَتْ أَنْ تَغْفِرَ سَيئاتنا وتُبدلها لنا بِحَسَنات يَا أَرْحَم الرَّاحِمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِين
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[22 - 01 - 09, 02:57 م]ـ
1) موعظة
كَتَبَ عَليُّ بنُ أبي طالبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى وَلَدِهِ الحُسَيْن مِنْ عبدِ اللهِ
¥