? وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ? وَسَواءً كَانَ الْمَعْنَى أَنَّ الْقُرْآنَ مُسْتَقِرٌ فِي صُدُوِرِ الذين أوتوا الْعِلْمَ ثابتٌ فِيهَا مَحْفوظٌ وَهَو في نفسِهِ آياتٌ بيناتُ فيكونُ أَخبَرَ عَنهُ بَخَبَرَيْنِ. أَحدُهُمَا: أنه آياتٌ بيناتٌ. الثاني: أنهُ محفوظٌ مُسْتَقرٌّ ثَابتٌ في صدورِ الذين أوتوا العلمَ. أو كان الْمَعْنَى أَنَّهُ آيات بينات في صدورهم أي كونُه آياتٍ بيناتٍ مَعْلومٌ لَهمْ ثابتٌ في صدورِهِمْ والْقَوْلانِ مُتَلازِمانِ لَيْسَا بمُخْتَلِفَيْن. وَعلى التَّقْدِيرَيْنِ فَهوَ مَدْحٌ لَهُمْ وَثَنَاءُ عليهم في ضِمْنِهِ الاستشهادُ بِهمْ فتأمَّلْهُ.
الوجهُ الثامنَ عَشَرَ: أنهُ سُبْحَانَهُ أمرَ نَبيَّهُ أَنْ يَسْأَلَهُ مَزِيدَ الْعِلْمِ فقَالَ تعالى: ? فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ? وَكَفَى بِهَذَا شَرفًا لِلْعِلْمِ أَنْ أَمَرَ نَبِيَّهُ أَنْ يَسْأَلَهُ
الْمَزيدَ مِنْهُ. اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا يَنْفَعْنَا وَانْفَعْنَا وَارْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا.
شعرًا: الْعِلْمُ مُبْلِغُ قَوْمٍ ذُرْوَةَ الشَّرَفِ
(وَصَاحُب الْعِلْمِ مُحْفُوظٌ مِن التَّلَفِ
(يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ مَهْلاً لا تُدَنّسَهُ
(
(بَالْمُوبِقَاتِ فَمَا لِلْعِلْمِ مِنْ خَلَفِ
(الْعِلْمُ يَرَفَعُ بَيْتًا لا عِمَادَ لَهُ
(
(وَالْجَهْلُ يَهْدِمُ بَيْتَ الْعِزِّ والشَّرَفِ
(الوجهُ التاسِعَ عَشَرَ: أنهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ عَنْ رَفْعِهِ دَرَجاتِ أهلِ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ خَاصَّةً. فقَالَ تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ?.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[22 - 01 - 09, 03:04 م]ـ
قَصِيدةٌ في الْحَثِّ على طَلَبِ الْعِلْمِ:
يَا تَارِكًا لِمَرَاضِي اللهِ أَوْطَانًا
(وَسَالِكًا فِي طَرِيقِ الْعِلْمِ أَحْزَانَا
(كُنْ باذِلَ الْجدِّ فِي عِلْم الحديثِ تَنَلْ
(
(كُلَّ الْعُلومِ وَكُنْ بالأَصْلِ مُشْتَانَا
(فَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَطْلُوبٍ وَطَالبُهُ
(مِنْ أَكَمْلِ النَّاسِ مِيزَانًا وَرُجْحَانَا
(وَالْعِلْمُ نُورٌ فَكُنْ بَالْعِلْمِ مُعْتَصِمًا
(
(إِنْ رُمْتَ فَوْزًا لَدَى الرَّحْمَنِ مَوْلانَا
(وَهُوَ النَّجَاةِ وَفِيهِ الْخَيْرِ أَجْمَعَهُ
(وَالْجَاهِلُونَ أَخَفَّ النَّاسِ مِيزَانَا
(وَالْعِلْمُ يَرْفَعُ بَيْتًا كَانَ مُنْخَفِضًا
(
(
وَالْجَهْلُ يَخْفِضُهُ لَوْ كَانَ مَا كَانَا (
(وأرفعُ الناسِ أهلُ الْعِلْمِ مَنْزِلةً
(وَأَوْضَعَ النَّاسِ مَنْ قَدْ كان حَيْرَانَا
(لا يَهْتَدِي لِطَرِيقِ الْحَقِّ مِنْ عَمَهٍ
(
(بَلْ كَانَ بِالَجَهْلِ مِمَّنْ نَال خُسْرانَا
(تَلقاهُ بَيْنَ الوَرَى بالْجَهْلِ مُنْكَسِرًا
(لا يَدْرِ مَا زَانَهُ في النَّاسِ أَوْ شَانَا
(وَالْعِلْمُ يَرْفَعُهُ فَوْقَ الْوَرَى دَرَجَا
(
(وَالنَّاسُ تَعْرفُهُ بالْفَضْلِ إِذْ عَانَا
(وَطَالبُ العِلمِ إِنْ يَظْفَرْ بِبُغْيَتِهِ
(يَنَالُ بالعلمِ غُفْرانًا وَرِضْوَانَا
(فَاطْلُبْهُ مُجْتَهِدًا مَا عِشْتَ مُحْتَسِبًا
(
(لا تَبْتَغِي بَدَلاً إِنْ كُنْتَ يَقْظَانَا
(مَنْ نَالَهُ نَالَ فِي الدَّارَيْنِ مَنْزِلَةً
(
(أَوْ فَاتَهُ نَالَ خُسرانًا وَنُقْصَانَا
(وَبَاذِلُ الْجِدِّ فِي تَحْصِيلِهِ زَمَنًا
(وَلَمْ يَكنْ نَالَ بَعْدَ الْجِدِّ عُرْفَانَا
(فَلَنْ يَضِيعَ لَهُ سَعْيٌّ وَلا عَمَلٌ
(عِنْدَ الإِلَهِ وَلا يُولِيهِ خَسْرَانَا
(فَطَالِبُ الْعِلْمِ إِنْ أَصْفَى سَريرَتَهُ
(
(يَنَالُ مِنْ رَبِّنَا عَفْْوًا وَرِضْوَانَا
¥