تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وَتِلاوَةِ كِتَابك، واجْعَلْنَا مِنْ حِزْبِكَ المُفْلِحِينَ، وَأَيِّدْنَا بِجُنْدِكِ المَنْصُورِينِ، وَارْزُقْنَا مُرَافَقَةَ الذينَ أَنْعَمْتَ عليهم من النبيينَ والصِّدِيقين والشهداء والصَّالحين.

اللَّهُمَّ يَا فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، يا مُنْشِئَ الأَجْسَادِ بَعْدَ البَلَى يَا مُؤْوي المُنْقَطِعِينَ إِلَيْهِ، يَا كَافِي المُتَوكِّلِينَ عَليه، انْقطَعَ الرِّجَاءُ إِلا مِنْكَ، وَخَابَتِ الظُّنُونُ إلا فِيكَ، وَضَعُفَ الاعْتِمَادُ إلا عَلَيْكَ، نَسْأَلُكُ أَنْ تُمْطِرَ مَحْلَ قُلُوبِنَا

مِنْ سَحَائِبَ بِرَّكَ وَإِحْسَانِكَ وَأَنْ توفقنا لِمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِم مَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كريم رَؤوفٌ رَحِيم. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

فصل

في ذكر بعض الأدعية الواردة

عباد الله اغتنموا هذه الأوقات الشريفة وأكثروا فيها من الدعاء فإن الدعاء له أثر عظيم وموقع جسيم.

وهو مخ العبادة ولا سيما إذا كان بقلب حاضر وصادفا إخباتًا وخشوعًا وانكسارًا وتضرعًا ورقة وخشية واستقبل القبلة حال دعائه وكان على طهارة.

وجدد توبة وأكثر من الاستغفار وبدأ بحمد الله وتنزيهه وتمجيده وتقديسه والثناء عليه وشكره ثم صلى على النبي ? بعد ذلك.

ودعا بدعاء مشروع باسم من أسماء الله الحسنى مناسب لمطلوبه.

فإن كان يريد علمًا قال: يا عليم علمني.

وإن كان يطلب رحمة قال: يا رحمن ارحمني.

وإن كان يطلب رزقًا قال: يا رزاق ارزقني ونحو ذلك.

ولم يمنع من الدعاء مانع كأكل الحرام وقطيعة رحم وعقوق ونحو ذلك.

وتحرَّى أوقات الإجابة وأتى بأسبابها وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره والانتهاء عن ما نهى عنه.

فالله أصدق القائلين وأوفى الواعدين قال تعالى: ? ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ?.

وقال عز من قال: ? وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ?.

وقال جل وعلا: ? ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ?.

وقال تبارك وتعالى: ? أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ?.

وقال تعالى: ? وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ?.

وقال: ? وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً ?.

ومن أوقات إجابة الدعاء إذا اجتمعت الشروط وانتفت الموانع ثلث الليل الأخير.

ويوم الجمعة عند صعود الإمام المنبر أو في آخر ساعة من يومها وعند الآذان.

وبين الآذان والإقامة.

وعند نزول الغيث.

وعند فطر الصائم.

وعشية عرفة.

وفي حالة السجود.

وفي ليلة القدر.

وفي أدبار الصلوات.

وفي أدبار النوافل.

وعند ختم القرآن.

وعند البكاء والخشية من الله.

وفي جَوْفِ الليل.

وعِنْدَ دعاءِ المُسْلم لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ.

وَبَعْدَ زَوَالَ الشَّمسِ عَن كَبِدِ السَّمَاءِ.

قال بعضهم:

قالوا شرُوطُ الدُّعاءِ المُسْتَجَابِ لَنَا

(عَشْرٌ بِهَا بَشِّرِ الدَّاعِي بِأَفْلاحِ

(طَهَارَةٌ وَصَلاةٌ مَعْهُمَا نَدَمٌ

(وَقْتٌ خُشُوعٌ وَحُسْنُ الظَّنِ يَا صَاحِ

(وَحِلُّ قُوتٍ وَلا يُدْعَى بِمَعْصِيَةٍ

(وَاسْمٌ يُنَاسِبُ مَقْرُونٌ بألْحَاحِ

(وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(فَصْلٌ): في الأَدِلَّةِ لِمَا تَقَدَّمَ عَنْ ابن عباس رَضِي اللهُ عَنْهُمَا أن رسول الله ? قال في ثلثِ الليلِ الأخِير: «إِنَّها ساعةٌ مَشْهُودَةُ وَالدُّعَاءُ فيها مُسْتَجَاب». أخرجه الحاكمِ، والترمذي.

وعن ابن عمر قال: نادى رَجُلٌ رسول اللهِ ? أَيُّ الليلِ أَجْوَب دعوةً. قال: «جَوْف الليلِ الأخِيرِ». أخرجه البزار، والطبراني بسند صحيح.

وعن أبي هريرة أن رسول الله ? ذَكَرَ يومَ الجمعةِ.

فقال: «فيه ساعةٌ لا يُوافِقُهَا عبد مسلمٌ وهو قَائِمُ يُصَلِّي يَسْألُ الله شَيْئًا إلا أعطَاهُ». أخرجه الشيخان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير