تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حملوا كتابي المفصل في موضوعات سور القرآن للشاملة 3+ pdf مفهرسا وموافقا للمطبوع

ـ[علي 56]ــــــــ[21 - 03 - 09, 06:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه العزيز: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (44) سورة النحل.

والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين،القائل: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». (1)

وعلى وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم ليكون دستورا للعالمين، قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (48) سورة المائدة.

وقد أنزله على قلب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - خلال ثلاثة وعشرين عاماً،من أجل سهولة حفظه وفهمه والعمل به، قال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} (106) سورة الإسراء

أي: وَآتَيْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ قُرْآناً نَزَّلْنَاهُ عَلَيْكَ مُفَرَّقاً وَمُنَجَّماً لِتَتْلُوَهُ عَلَى النَّاسِ، وَتُبَلِّغَهُمْ إِيَّاهُ عَلَى مَهْلٍ (عَلَى مُكْثٍ)، لِيَتَمَكَّنُوا مِنْ حِفْظِهِ، وَفَهْمِ أَحْكَامِهِ، وَالتَّمَعُّنِ فِيهَا لِتَرْسَخَ فِي عُقُولِهِمْ وَأَفْهَامِهِمْ. وَقَدْ نَزَّلْنَاهُ شَيْئاً فَشَيْئاً بِحَسَبِ الظُّرُوفِ وَالحَوَادِثِ وَالوَقَائِعِ (نَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً). (2)

وقد عمل به المسلمون جيلاً بعد جيل.

ولما كثر المسلمون في أصقاع المعمورة احتاجوا إلى تفسير كتاب الله تعالى فقام علماء أجلاء تبحروا في التفسير، فكتبوا تفسير القرآن من الإمام الطبري فما بعد، وما من عصر خلا من أئمة قاموا بتفسير كتاب الله تعالى حسب ما منَّ الله تعالى به عليهم، ليبقى القرآن حاضرا في حياة الأمة المسلمة في كل جوانبها، ومنهم من ركَّز على جانب معين من جوانب التفسير أكثر من غيره.

وبدأ بعض المفسرين يذكر في تفسيره مناسبات سور القرآن أو بعض موضوعاتها، كالإمام الرازي، ولكن بقلة، إلى أن وصلت إلى الإمام البقاعي فألف كتابا ضخما في تناسب سور وآيات القرآن لم يسبق إليه، وذكر في بداية كل سورة مقاصدها بشكل موجز، ولكنه عميق. قال في بداية تفسيره لسورة الفاتحة " فالغرض الذي سبقت له الفاتحة هو إثبات استحقاق الله تعالى لجميع المحامد وصفات الكمال، واختصاصه بملك الدنيا والآخرة، وباستحقاق العبادة والاستعانة بالسؤال في المن بإلزام صراط الفائزين والإنقاذ من طريق الهالكين مختصا بذلك كله، ومدار ذلك كله مراقبة العباد لربهم، لإفراده بالعبادة.فهو مقصود الفاتحة بالذات وغيرها وسائل إليه. " (3)

ثم الإمام الآلوسي في تفسيره الضخم، فقد ذكر في بداية كل سورة تناسبها مع التي قبلها، وغالباً ما ينقل ذلك عن الإمام السيوطي.

وأكثر من تكلَّم في موضوعات السور وأهدافها ومقاصدها المفسرون المعاصرون، وأولهم المراغي رحمه الله حيث ذكر في مقدمة كل سورة وجه تناسبها مع التي قبلها، ثم ذكر في نهاية كل سورة - غالبا- أهم مقاصد السورة بشكل دقيق، بحيث تصلح لأن تكون بمثابة عناوين لموضوعات سور القرآن.

يقول في آخر تفسير سورة الزلزلة:

" اشتملت هذه السورة الكريمة على مقصدين:

(1) اضطراب الأرض يوم القيامة ودهشة الناس حينئذ.

(2) ذهاب الناس لموقف العرض والحساب ثم مجازاتهم على أعمالهم." (4)

ثم تلاه الحجازي رحمه الله صاحب التفسير الواضح،حيث ذكر في بداية كل سورة أهم الموضوعات التي اشتملت عليها، ولكن بشكل موجز، فمثلاً يقول في بداية تفسيره لسورة الزلزلة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير