تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رابعاً: عدم موالاة المنافقين واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين، والحكمة من هذا ظاهرة في نص القرآن: ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ?لْبَغْضَاء مِنْ أَفْو?هِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الاْيَـ?تِ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِ?لْكِتَـ?بِ كُلّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ?لاْنَامِلَ مِنَ ?لْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ?للَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ?لصُّدُورِ [آل عمران: 18، 19].

خامساً: عدم الدفاع والمجادلة عن المنافقين كما أوحى الله إلى نبيه: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ ?لْكِتَـ?بَ بِ?لْحَقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ?لنَّاسِ بِمَا أَرَاكَ ?للَّهُ وَلاَ تَكُنْ لّلْخَائِنِينَ خَصِيماً وَ?سْتَغْفِرِ ?للَّهِ إِنَّ ?للَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً وَلاَ تُجَـ?دِلْ عَنِ ?لَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً. [النساء: 105 ـ 107]

سادساً: تحقيرهم وعدم تسويدهم قال رسول الهدى: ((لا تقولوا للمنافق سيداً؛ فإنه إن يك سيداً فقد أغضبتم ربكم –عز وجل-)) أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح.

سابعا: وعظ المنافقين وتذكيرهم برقابة الله، قال تعالى: أُولَئِكَ ?لَّذِينَ يَعْلَمُ ?للَّهُ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِى أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً [النساء: 63]

أيها المسلمون:النفاق كله شر وبلية، ولكنه نوعان كما قال ابن كثير – رحمه الله- اعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار وهو الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر، والآخر عملي وهو من أكبر الذنوب وهو التلبس بشيء من علامات المنافقين كالكذب في الحديث والخلف في الوعد ونحوها.

والنفاق أكبر وأصغر كما أن الكفر أكبر وأصغر ولذا يقول العلماء: كفر ينقل عن الملة وكفر لا ينقل عن الملة، قال ابن تيمية –رحمه الله-: "لم يكن المتهمون بالنفاق نوعاً واحداً، بل فيهم المنافق المحض، وفيهم من فيه إيمان ونفاق، وفيهم من إيمانه غالب، وفيه شعبة من النفاق".

إخوة الإسلام، ذلك مؤشر على كثرة النفاق وتعدد شعبه، حتى إنه ليداخل أهل الإيمان في حال ضعفهم، ويكون تهمة توجه إليهم، ألم يقل عمر بن الخطاب في شأن حاطب بن أبي بلتعة: ((دعني أضرب عنق هذا المنافق)) وذلك حين كاتب حاطبٌ المشركين بمكة ببعض أخبار النبي.

وحين احتملت الحمية سعد بن عبادة فنافح عن المنافق ابن سلول، قال له أسيد بن الحضير: (إنما أنت منافق تجادل عن المنافقين).

وكذلك قول من قال من الصحابة عن مالك بن الدُّخشم:منافق، وإن كان قال ذلك لما رأى فيه من نوع معاشرة ومودة للمنافقين.

وما تقدم إخوة الإيمان ما يدعو إلى الحذر من النفاق صغيره وكبيره، دقه وجله، العملي منه والاعتقادي، فقد يؤول النفاق الأصغر بصاحبه إلى النفاق الأكبر، وفي هذا يقول ابن رجب –رحمه الله-: "والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة إلى النفاق الأكبر، كما أن المعاصي بريد الكفر، وكما يخشى على من أصر على المعصية أن يسلب الإيمان عند الموت كذلك يخشى على من أصر على النفاق أن يسلب الإيمان فيصير منافقاً خالصاً "

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة وعصيان فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وصلاة الله وسلامه على أشرف المرسلين.

أما بعد فيا عباد الله، الرياء أحد شعب النفاق وهو شرك أصغر خفي أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء كما قال النبي حتى قال أبو بكر: وكيف ننجوا منه وهو أخفى من دبيب النمل؟ فقال: ((ألا أعلمك كلمة إذا قلتها نجوت من دقِّه وجلِّه؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)) رواه أبوحاتم في صحيحه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير