تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - في اليرموك:

لا نجد في كتب السيرة أي خبر عن اشتراك عبد الله بن الزبير في الحروب والغزوات رغم حضوره مع والده غزوة الأحزاب وفتح مكة، فقد كان في مقتبل العمر ولم يتجاوز عمره عند وفاة الرسول × إحدى عشرة سنة. وكان الرسول × لا يجيز أحدًا من الغلمان لم يبلغ الخامسة عشرة، وأول ما يرد من أخبار تتعلق بخروجه مع الجيوش، ومرافقته لوالده في تحرير بلاد الشام وحضوره معركة اليرموك إذ يقول عبد الله: كنت مع أبى عام اليرموك، فلما تعبأ المسلمون للقتال، لبس الزبير لأمته ثم جلس على فرسه ثم قال لموليين له: احبسا عبد الله ابن الزبير معكما في الرحل، فإنه غلام صغير ().

وبعد انتهاء القتال شارك عبد الله في علاج الجرحى بعد انهزام المشركين () وإن لم يشارك في القتال لصغر سنه، فإنه ألف القتال والعراك وصليل السيوف منذ نشأته مما زاد في شجاعته وخبرته العسكرية ().

2 - ابن الزبير مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم:

مرّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ? وابن الزبير يلعب مع الصبيان، ففروا، ووقف ابن الزبير فقال له عمر: مالك لم تفر معهم؟ فقال: لم أجرم فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك ()، وتروى المصادر حادثة أخرى تبين شجاعته منذ صباه الباكر، فقد ذكرت المصادر التاريخية أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان وهو صبى، فمر بهم رجل فصاح عليهم ففروا، ومشى ابن الزبير القهقرى وقال: يا صبيان، اجعلوني أميركم وشدوا بنا عليه، ففعلوا ().

3 - كتابة المصاحف في عهد عثمان ?:

عن أنس أن عثمان أمر زيدًا، وابن الزبير، وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوا المصاحف، وقال: إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ()، ومن أراد التفصيل في جمع سيدنا عثمان ? للمصاحف فليراجع كتابي عن عثمان بن عفان ?.

4 - جهاده في شمال إفريقية في عهد عثمان ?:

انقطع خبر المسلمين في إفريقية عن عثمان بن عفان ?، فسيّر إليهم عبد الله ابن الزبير في جماعة ليأتيهم بأخبارهم، فسار مُجدًا ووصل إليهم، وأقام معهم، ولمّا وصل، كثر الصياح، والتكبير في المسلمين، فسأل جرجير عن الخبر، فقيل: قد أتاهم عسكر، ففتَّ ذلك في عضده، ورأى عبد الله بن الزبير قتال المسلمين كلّ يوم من بكرة إلى الظُّهر فإذا أُذَّن بالظهر عاد كل فريق إلى خيامه، وشهد القتال من الغد فلم ير ابن سعد معهم فسأل عنه فقيل: إنه سمع منادى جرجير يقول: من قتل عبد الله بن سعد، فله مائة ألف دينار، وأزوِّجه ابنتي، وهو يخاف، فحضر عنده، وقال له: تأمر مناديًا ينادي: من أتاني، برأس جرجير، نفّلته مائة ألف، وزوجته ابنته واستعملته على بلاده، ففعل ذلك فصار جرجير يخاف أشدَّ من عبد الله (). ثمّ إن عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن سعد: إنَّ أمرنا يطول مع هؤلاء وهم في أمداد متصلة وبلاد هي لهم، ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم، وقد رأيت أن نترك غدًا جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهَّبين، ونقاتل نحن الروُّم في باطن العسكر إلى أن يضجروا ويملُّوا، فإذا رجعوا إلى خيامهم ورجع المسلمون، ركب من كان في الخيام من المسلمين ولم يشهدوا القتال، وهم مستريحون، ونقصدهم على غرّة؛ فلعلَّ الله أن ينصرنا عليهم، فأحضر جماعة من أعيان الصّحابة، واستشارهم، فوافقوه على ذلك، فلمَّا كان الغد، فعل عبد الله ما اتفقوا عليه، وأقام جميع شُجعان المسلمين في خيامهم، وخيولهم عندهم مُسَرَّجة، ومضى الباقون، فقاتلوا الروّم إلى الظهر قتالاً شديدًا، فلما أذّن بالظهر همَّ الروم بالانصراف على العادة فلم يمكنهم ابن الزُّبير، وألح عليهم بالقتال، حتى أتعبهم، ثم عاد عنهم هو والمسلمون، فكل من الطائفتين ألقى سلاحه، ووقع تعبًا، فعند ذلك أخذ عبد الله بن الزبير من كان مستريحًا من شجعان المسلمين، وقصد الروّم، فلم يشعروا بهم حتى خالطوهم، وحملوا حملة رجل واحد وكبَّروا، فلم يتمكن الروّم من ليس سلاحهم حتى غشيهم المسلمون، وقتل جرجير؛ قتله ابن الزبير، وانهزم الروّم، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأخذت ابنة الملك جرجير سبية، ونزل عبد الله ابن سعد المدينة، وحاصرها حتى فتحها، ورأى فيها من الأموال ما لم يكن في غيرها، فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار، وسهم الرَّاجل ألف دينار، ولما فتح مدينة سبيطلة، بثَّ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير