تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرحمن الرحيم: اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة إلا أن الرحمن أبلغ من الرحيم لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى رحيم هذا أربعة أحرف ورحمان على وزن فعلان هذا خمسة أحرف، وهو أي الرحمن من جهة المعنى عام ومن جهة اللفظ خاص، فهو عام لأن رحمته تشمل المؤمن والكافر، وخاص من جهة اللفظ لأنه لا يطلق إلا على الله عز وجل، وأما تسمية مسيلمة الكذاب برحمان اليمامة فهذا من باب تعنتهم وكفرهم كما قال شاعرهم:

سموتَ بالمجد يابن الأكرمين أباً ... وأنت غيثُ الورى لا زلت رحمانا

وأجاب البعض ببيت مقابل له:

خُصّصت بالمقت يابن الأخبثين أباً ... وأنت شرُ الورى لا زلت شيطانا

الرحيم: خاص المعنى عام اللفظ، لأنه خاص بالمؤمنين والدليل قوله (وكان بالمؤمنين رحيما).

وجه الاستدلال:

نقول: بالمؤمنين جار ومجرور متعلق بقوله رحيما، رحيماً هو العامل في (بالمؤمنين).

إذن من أين حصلنا على الاختصاص؟

نقول: أصل التركيب كان رحيماً بالمؤمنين، وتقديم ما حقه التأخير يفيد القصر، فلما قال كان بالمؤمنين رحيماً يعني لا بغيرهم، مثل إياك نعبد أصلها نعبدك، لما قدم المفعول وانفصل الضمير، قال إياك نعبد يعني لا نعبد غيرك، قدم ما حقه التأخير، وكذلك إياك نستعين، إذن الرحيم خاص بالمؤمنين، أما من جهة اللفظ فيجوز إطلاقه على غير الله تعالى، فيجوز أن تقول جاء زيد الرحيم وجاء الرجل الرحيم، إذن هو عام من جهة اللفظ خاص من جهة المعنى.

إعرابها ..

بسم: جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره فعل .. إلى آخر ما سبق، اسم مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالمضاف وجره كسرة ظاهرة على آخره.

الرحمن الرحيم: هذه من جهة السماع ما جيء إلا كسرها في البسملة و القران (الرحمن الرحيم)، إذن جرهما هذه سنة متّبعة، ويجوز تسعة أوجه من جهة الصناعة النحوية و يمتنع اثنان.

(الرحمنِ) بالجر: نعت للفظ الجلالة

(الرحمنُ) بالرفع: خبر لمبتدأ محذوف

(الرحمنَ) بالفتح: مفعول به لفعل محذوف

(الرحيمِ) بالجر: نعت للفظ الجلالة أو الرحمن

(الرحيمَ) على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح الرحمنَ أمدح الرحيمَ

(الرحيمُ) بالرفع: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو

ولا يجوز وجهان:

إذا رفعت الرحمن أو نصبت لا يجوز الجر في الذي يليه.

قال الأجهوري:

إن ينصب الرحمنُ أو يرتفعا ... فالجر في الرحيم قطعاً مُنعا

قال الناظم رحمه الله:

أقول من بعد افتتاح القول ... بحمد ذي الطول شديد الحول

بدأ المؤلف بالحمدلة بعد البسملة للسنة الفعلية، وأما الأحاديث التي وردت في فضل البسملة والحمدلة كلها لا تصح كذلك الكتاب في الفاتحة (الحمد لله)، وبدأ بها أيضاً للسنة القولية لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبه في الجمع وفي النكاح (الحمد لله).

(أقول من بعد افتتاح القول) ..

(أقول): فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ورفعه ضمة ظاهرة في آخره لأنه فعل صحيح الآخر.

(من بعد):

من: حرف جر مبني بسكون النون المخفاة في حرف الباء لأن الإعراب يكون لما يلفظ به لا لما يرسم.

(بعد): من ظروف الغاية و هو ظرف مبهم مجهول المعنى لا يفهم معناه إلا إذا أضيف إلى غيره، وهو مجرور بحرف الجر وهو مضاف

(افتتاح): مضاف إليه مجرور بالمضاف وهو مضاف والقول مضاف إليه مجرور بالمضاف.

و الافتتاح معناه الابتداء: افتتاح الشيء ابتداؤه و جعله أولا

(بحمد ذي الطول):

(بحمد): جار ومجرور متعلق بافتتاح وتقدير الكلام: أقول يا سائلي عن الكلام المنتظم قبل أن أجيبك أبدأ بحمد ذي الطول، فمقول القول يا سائلي وهي جملة في محل نصب.

(الحمد) لغة / الثناء بالجميل على الجميل الاختياري على جهة التبجيل و التعظيم سواء كان في مقابلة نعمة أم لا.

(واصطلاحاً) / فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره.

وقال شيخ الإسلام رحمه الله: الحمد ذكر محاسن المحمود مع حبه و تعظيمه و إجلاله

(بحمد ذي الطول): جار ومجرور ومضاف إليه،

(ذي): بمعنى صاحب و هو مضاف.

(الطول): هو الحول والسعة مضاف إليه.

(شديد الحول): عطف بيان من (ذي)، أو بدل كل من كل، وشديد مضاف والحول مضاف إليه، وهو من إضافة الصفة المشبهة إلى مرفوعها، أي شديد حوله، أو من إضافة الصفة إلى موصوفها أي: الحول الشديد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير