تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الناظم:

وبعده فأفضل السلام ... على النبي سيد الأنام

أي وبعد حمد الله تعالى فأقول أفضل السلام، أتى بالبعدية لبيان الفرق بين الحقين، أي بدأ بحق الله عز وجل من البسملة و الحمدلة ثم ثنّى بحق النبي صلى الله عليه وسلم

(وبعد): الواو نائبة عن (أما) النائبة عن (مهما)، أصلها (أما بعد) و أصلها مهما يكن من شيء بعد الحمد فأقول أفضل السلام، وبعد نقول فيه منصوب على الظرفية والعامل فيه جواب الشرط والدليل أن الفاء هنا واقعة في جواب الشرط والجواب مقدر وتقديره: أما بعد حمد الله فأقول:

(أفضل السلام) ..

(أفضل): أفعل تفضيل وهو مبتدأ أي خياره.

(السلام): اسم مصدر لسلّم فهو إما أن يكون بمعنى التحية أو السلامة من النقائص والعيوب أو الأمان ضد الخوف.

(على النبي): جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ،

(على): حرف جر مبني بالسكون على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين،

(النبي): فعيل إما من النبوة أو من النبأ .. (النبوة): هي الارتفاع و الرفعة ..

(والنبأ): بمعنى الخبر، ففعيل يأتي من النبوة أو من النبأ.

و فعيل قد يأتي بمعنى فاعل و قد يأتي بمعنى مفعول .. فاعل يعني هو رافع لمن اتبعه

و فعيل قد يأتي بمعنى مفعول يعني هو مرفوع بالوحي لأنه شرف بالرسالة.

و من النبأ فعيل بمعنى فاعل يعني هو مخبر عن الله.

و بمعنى مفعول أي هو مخبر عن الله بواسطة جبريل عليه السلام.

(سيد الأنام): أي شريفهم و من ساد قومه بعلم او جاه ونحو ذلك وهو مضاف

(الأنام): مضاف إليه، والأنام: هو الخلق وقيل الإنس والجن فقط.

قال الناظم:

وآله الأطهار خير آل ... فافهم كلامي واستمع مقالي

أي وأفضل السلام على آله معطوف على النبي فتبعه في الجر، وآل أصله أوَل كجمل، تحركت الواو و انفتح ما قبلها فقُلبت ألفاً، وهذا رأي الكسائي، وذهب سيبويه على أن أصله أهل فقلبت الهاء همزة مثل (أريقوا) فقد تقلب الهمزة هاءً فيقال هريقوا، ثم قلبت الهمزة ألفاً فصارت مدة آله، والمراد بآله هنا أقاربه المؤمنون لأنهم وُصفوا بالأطهار اقتباسا من قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

(الأطهار): صفة أولى وآل مضاف والضمير مضاف إليه مجرور بالمضاف.

خير آل: خير أصلها أخير أفعل تفضيل، وحذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال وكذلك شر أصله أشر فحذفت الهمزة تخفيفاً، قال ابن مالك رحمه الله:

وغالباً أغناهمُ خير وشر ... عن قولهم أخير منه وأشر

(خير آل): مضاف ومضاف إليه

(فافهم كلامي): الفهم: هو ارتسام صورة الشيء في الذهن أو إدراك معاني الكلام.

الفاء: هنا تسمى فاء الفصيحة لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، افهم: فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، كلامي: مضاف ومضاف إليه وهو مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

(واستمع): فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر كسابقه، مقالي: مفعول به وهو مصدر بمعنى القول، وفي كلام الناظم تقديم وتأخير لأن السماع أولاً ثم الفهم، والاستماع هو الإصغاء بالقصد، أما السمع مطلقاً إدراك المسموعات فإن كان بقصد فهو استماع، و إن خلا عن القصد فهو سماع.

قال الناظم:

يا سائلي عن الكلام المنتظم ... حداً ونوعاً وإلى كم ينقسم

(يا): حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب

(سائلي): منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل يا المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة .. (سائل) مضاف .. (الياء) مضاف إليه، والسؤال هنا يحتمل أن يكون بالمقال أو بالحال.

(عن الكلام): جار ومجرور وحُرك من أجل التقاء الساكنين.

(المنتظم): أي الكلام الذي انتظم دخوله في اصطلاح النحاة إن جُعلت أل هنا للعهد الذهني

والمنتظم صفة الكلام وصفة المجرور مجرور، وجره كسرة مقدرة في آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون الضرب.

(حداً ونوعاً وإلى كم ينقسم): أي يا من تسأل عن حد الكلام،

(حد): مضاف .. (الكلام) مضاف إليه، حُذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فجُر كحال المضاف فحصل اللبس والإبهام فجيء بالمحذوف فانتصب على أنه تمييز، فنعرب (حداً) هنا تمييز.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير