قد يفهم من الكلمة بعض المعنى ولا يفهم تمام المعنى فلو قيل مثلا: (خَندريس) هل أدرك أحدٌ منكم معنى هذه الكلمة؟ هل أحدٌ يعلم معنى (خندريس)؟ (خندريس) هذه اسم من أسماء الخمر.
إذاً الآن أنت تصورت معنى كلمة خَندريس، قبل العلم بهذه الكلمة أنت ما أدركت شيئا من معنى هذه الكلمة أو لعلك شككت في المعنى يعني جاء في نفسك معنى لكن لا بتمامه هذا يسمى شعورا إذن نقول الإدراك هو وصول النفس إلى المعنى بتمامه يعني لا يقبل الشَّك لا يقبل التردد فان كان لا بتمامه مترددا فيه أو شاكا أو عنده بعض المعنى ولم يكمل المعنى هذا يسمى شعورا فيكون الشعور أخصُّ من الإدراكِ
إذًا (علم بأصول) يعني إدراكٌ بأصولٍ.
الإدراك قد يكون لمفرد وقد يكون لمركب، مركب يعني جملة اسمية أو جملة فعلية.
إن كان متعلَّق الإدراك المفرد فيسميه المَناطِقة و الأصوليون (تصورًا) إذاً ما هو التصور؟ إدراك المفرد.
إدراك مفردٍ تصورًا عُلِم.
وإن كان مُتَعلق الإدراك المركبات، الجملة الاسمية، الجملة الفعلية نسميه تصديقاً.
التصديق هذا أحد احتمالات الخبر، الكلام ينقسم إلى إنشاء و خبر، الخبر ما هو؟ ما احتمل الصدقَ والكذبَ هو نفسه هذا متعلَّقُ الإدراك إن كان مركباً نسميه تصديقاً تسميةً للجملةِ بأشرف الاحتمالات، لأن الجملة،القضية هذه، المبتدأ والخبر و الفعل والفاعل،تحتمل التصديق وتحتمل التكذيب، أيهما أشرف؟ التصديق قالوا: إذن نسمي هذا المُتعلِق الذي هو الإدراك بِتَعَلُّقِهِ بالجملة المحتملة للتصديق والتكذيب،نسميه تصديقاً بأشرف الاحتمالين، إذن ينقسم الإدراك إلى تصديق والى تصور
إدراك مفردٍ تصورًا عُلِم ودَرْكُ نسبةٍ بتصديقٍ وُسِمْ
نعم، إدراكٌ علمً (بأصول) الإدراك ما هو؟ وصول النفس إلى المعنى بتمامه، (بأصولٍ) الباء هذه، (عَلِمَ) يتعدى بنفسه ويتعدى بحرف الجر يقال: علمه وعلم بكذا، واضح، علمه وعلم به إذن لا إشكال أو نقول:ضمّن علِم أحاط محيط بكل شيء مثلاً الإحاطة تتعدى بالباء.
(بأصول) الجار والمجرور متعلق بعلم، علمٌ بأصولٍ.
أصول جمع أصلٍ، والأصل في اللغة:ما يبنى عليه غيره.
لكن المراد هنا الأصل الاصطلاحي المرادف للقانون والقاعدة والضابط والأساس، هذه كلها ألفاظ اصطلاحاً ليس لغةً، لغةً بينهما خلاف متباين في الاصطلاح هذه الألفاظ كلها مترادفة، وحدّها الجامع الذي ينطبق عليها جميعاً نقول:
قضيةٌ ـ يعني الأصل و القانون والقاعدة ـ كليةٌ يتعرف بها أحكام جزئيات موضوعها.
(قضيّةٌ): هي نفسها الخبر لكن هذا مصطلح خاص بالمناطقة،والخبر خاصٌ بالبيانيين والنحاة.
ما احتمل الصدق لذاته جرى بينهم قضيّةً وخبرا
يعني يسمى قضية ويسمى خبراً، يعني الجملة الاسمية المؤلفة من المبتدأ والخبر،والجملة الفعلية المؤلفة من الفعل وفاعله أو نائبه تسمى قضيّة وتسمى خبرا.
(كلّية): يعني المبتدأ فيها لفظٌ مشترك،لأن اللفظ المفرد إما أن يفهم اشتراكا يعني لا يختص بجزءٍ معين أو بفردٍ معين، كلمة (زيد) هل تحتمل غير مسماه؟ نقول لا، كلمة (رجل) تحتمل، هذا رجل وهذا رجل وذاك رجل إلى آخره. ما يفهم اشتراكا نسميه كلياً وعكسه الجزئي، ما كان مسماه لا يحتمل الشركة نسميه جزئياً، وما احتمل الشركة نسميه كلياً.
فمفهمُ اشتراكٍ الكلي ... كأسدٍ وعكسُه الجزئي
بعض الإخوة قال لو قدمت المنطق قبل النحو كان أحسن لأننا نحتاجه في النحو نحتاجه للصرف نحتاجه في البيان.
فمفهمُ اشتراكٍ الكلي ... كأسدٍ وعكسُه الجزئيُّ
طيِّب هنا قال (قضيّة كليّة):إذن المبتدأ فيها يكون جزئي أو كلِّي؟ آه؟ كلِّي، لأن الكليّة ما كان الموضوع فيها المبتدأ كلياً يعني مفهمٌ اشتراكاً لا يختصُّ بفردٍ دون فردٍ، قضيةٌ كلِّيةٌ، يتعرف بها أحكام جزئيات موضوعها، قلنا الموضوع الذي هو المبتدأ، المناطقة يسمون المبتدأ موضوعاً و الخبر محمولا، مثلا: زيد قائم، زيد مبتدأ وقائم خبر، المناطقة يقولون: زيد موضوع وقائم محمول.
طيب. (يتعرّف بها): أي بواسطة هذه القضيّة الكليّة التي موضوعها لفظ مشترك لا يختص بفرد دون فرد يُتعرف بواسطة هذه الكلّية ـ القضيّة ـ أحكام جزئيات موضوعها.
ما هو الموضوع؟ إذا أخذنا مثالا والكلام في علم النحو أخذنا قاعدة:الفاعل مرفوع.
¥