مسائلٌ: يعني قواعده التي يبحث فيها الفاعل مرفوع، المضاف بحسب ما قبله، المضاف إليه دائما يكون مجرورًا، الحال دائما منصوبة التمييز منصوب وقد يكون مجرورًا ... إلى آخره، هذه القواعد وصل إليها النحاة بتتبع الجزئيات يسمونه الاستقراء الكلي التام أو الجزئي.
وان بجزئيٍّ على كليْ اُستدِلْ ... فذا بالاستقراء عندهم عُقِلْ
(والبعض ـ يعني بعض العلماء ـ بالبعض اكتفى) اغتنى ما ذكرها كلها.
(ومن درى الجميع ـ كما دَرَيْتُمُوها ـ (حاز الشرفا): الفخر والفوز).
(باب الكلام)
حد الكلام ما أفاد المستمع ... نحو سعى زيد و عمرو متبع
و نوعه الذي عليه يبنى ... اسم و فعل ثم حرف معنى
بدأ الناظم هذه المنظومة بباب الكلام وبعضهم بحد الكلمة، من بدأ بحد الكلمة كابن هشام في قطر الندى وغيرِهِ نظروا إلى أن موضوعَ علمِ النحوِ هو الكلمات العربية إذن الكلام له أجزاء وكل جزء هو كلمةٌ عربيةٌ، وهذه الكلمة العربية لا يمكن معرفة الكل الذي هو الكلام إلا بمعرفة الجزء، يقولون: الجزء مقدم على الكل طبعا فقدم وضعا ليوافق الوضعُ الطبعَ، طبيعة الإنسان في نفسه أن يعلم الأجزاء والجزئيات قبل الكليات. صحيح؟ يعرف الأجزاء أولا ثم يعرف المركبات، هذه طبيعة النفس، في الوضع والترتيب والتدريس والتعليم والكتابة.
قالوا: ينبغي أن يوافق الوضع الطبع فكما أن الطبع يتعلق بالأجزاء ليتوصل بعلم الأجزاء إلى المركبات كذلك في الوضع والتأليف والتدريس أن نبدأ بالأجزاء قبل المركبات.
إذن بعض النحاة بدأ بتعريف الكلمة لأنها جزءٌ من الكلام ولأنها أيضًا موضوع علم النحو.
وبعضهم بدأ وأكثر النحاة بالكلام:
كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم.
كما قال ابن مالك.
وهنا بدأ أيضاً بالكلام نظرا إلى أنه هو محط الفائدة، الإنسان يتعلم النحو من أجل أن يفهم الكلام - كلام غيره - ومن أجل أن يصحح كلامه هو. إذا الفائدة المحطة النهائية الأخيرة هي الكلام هو القصد بالخطاب وهو الذي يقع به التفاهم وسواء هذا أو ذاك إنما هو مسألة ترتيب فقط.
(باب الكلام): هذا يذكر فيه يعني على سبيل الجملة (حد الكلمة يعني الذي سنأخذه في هذا الباب، الكلام والكلم والكلمة، و المفرد أيضا داخل فيه).
باب الكلام: أي هذا باب الكلام. هذه ترجُمة مركبة من كلمتين:
الأولى منهما: باب، والثانية:الكلام.
الكلام الثانية التي هي (مضاف إليه) من قواعد النحو أنها ملازمة للجر، (والثاني اجرر) هكذا قال ابن مالك (والثاني اجرر) يعني مطلقاً، و الكلمة الأولى تكون على حَسَبِ العواملِ،إن كان العامل يقتضيها خبرًا رُفعت على أنها خبر، وإن كان العامل يقتضيها أن تكون مفعولا به نصبت على أنها مفعول به.
باب (المضاف) تحتاج إلى عامل، لماذا؟ لأن (الكلامِ) دائما مجرور، بقي ماذا؟ الذي يتغير معنا كلمة (باب)، هذه
كلمة (باب) يجوز فيها ثلاثة أوجه: الرفع والنصب والجر، يعني يصح أن تقرأها بأي صفة الا الجر؟؟؟؟؟؟؟؟ بابُ الكلام، بابَ الكلام، بابِ الكلام.
طيب. ما وجه الرفع؟ الرفع ويحتمل وجهين:
1 ـ الأول: أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف (بابُ الكلام) تقديره: (هذا بابُ الكلام)، هذا: مبتدأ، وباب: خبر وهو مضاف، والكلام: مضاف إليه.
2 ـ الوجه الثاني في الرفع: أن يكون (باب) مبتدأ لخبر محذوف (بابُ الكلام هذا محله، هذا موضعه).
باب: مبتدأ أول وهو مضاف، والكلام: مضاف إليه، هذا: مبتدأ ثاني محله: خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول.
(باب) يجوز فيها:
1 - (الرفع): الرفع يحتمل وجهين الأول وهو الأرجح أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف، التقدير هذا باب الكلام، (هذا) فيه تفصيل لكن (هذا) مبتدأ، (باب الكلام) باب خبر وهو مضاف و الكلام مضاف إليه.
¥