"لو كان العقاد يرضى أن يُقال عنه: إنه مترجمٌ لأنصف نفسه وأراحها، ولكنه يزعم- في وقاحةٍ- أنَّ لا عبقري غيره، فإذا ذهبت تقرأ كتبه رأيت أحسن ما يكتبه هو أحسن ما يسرقه، وهذا أمر كالمجمعِ عليه، ومع ذلك لا يُريد اللصُّ إلا أن يُعدًّ من أربابِ الأملاك"!!
من النقدِ العنيف الذي وجَّهه الرافعي إلى العقادِ قوله: "لو كان العقاد يرضى أن يُقال عنه: إنه مترجمٌ لأنصف نفسه وأراحها، ولكنه يزعم- في وقاحةٍ- أنَّ لا عبقري غيره، فإذا ذهبت تقرأ كتبه رأيت أحسن ما يكتبه هو أحسن ما يسرقه، وهذا أمر كالمجمعِ عليه، ومع ذلك لا يُريد اللصُّ إلا أن يُعدًّ من أربابِ الأملاك"!!
تأمَّل أسماء كتبه: (ساعات بين الكتب) و (مراجعات في الأدبِ والفنون) و (مطالعات في الكتبِ والحياة) ما هذا؟ هل هي إلا اللصوصية الأدبية تُسمِّي نفسها من حيث لا يشعر اللص، وإذا ذهب كل إنسانٍ يقرأ الكتبَ التي تعد بالملايين، ويُلخِّص كل كتابٍ في مقالةٍ أو مقالاتٍ، فهل يعجز عن هذا العملِ أحدٌ؟ وهل يكون الناس عباقرةً إذا قرءوا أو فهموا ولخصوا؟!
وعندما أصدر العقاد ديوانه، قال الرافعي: "على غلاف ديوان العقاد هذه الكلمة (أربعة أجزاء في مجلدٍ واحدٍ) والديوان ورق لا يُساوي ثمن تجليده، ولم يخرجه صاحبه مجلدًا، فما معنى (مجلد واحد) " وكلمة مجلدة أو مجلد لا تستعمل إلا في الكتابِ يغشى بالجلد؛ لأنها من جلدٍ أي وضع الجلد عليه، وإذا صحَّ أن كل مطبوع يُسمَّى مجلدًا جاز حينئذ أن يكون معنى العبارة (أربعة مجلدات في مجلد واحد)، وهذا من جهلِ الجبار؛ لأنه يريد في سفرٍ واحدٍ أو كتاب واحد، وبهذه المناسبة رجعنا إلى أوائل الأجزاء، فإذا اسم الجزء الأول: يقظة الصباح، والثاني: وهج الظهيرة، والثالث: أشباح الأصيل، والرابع: أشجان الليل، وهذه الأسماء لم تكن من قبل حين طبعت الأجزاء قديمًا، وإنما لُفِّقت حديثًا في السنةِ الماضية عند طبعها في مجلدٍ واحدٍ، ويقول جبار الذهن- يقصد العقاد- في كلمةِ الختام: فإذا قرأ القارئ فربما وجد في أشجانِ الليل ما هو أخلق بوهجِ الظهيرة، أو وجد في يقظةِ الصباح ما هو أخلق بأشباحِ الأصيل .. الجبار إذن يقرُّ بالتخليطِ ويعترف به؛ لأنه لا يستطيع أن يُكابر أنَّ كل نظمه هذه الأسماء، معناها أنَّ العقاد رجلٌ دعويٌّ، فيسرق ويدعي الملكية، هو يعترف أنَّ الأسماء ليست على مسمياتها، إذن فهو لم يضعها؛ لأنه لا يحظر لمؤلف- مهما كان جاهلاً- أن يضع اسمًا على غير مسماه، إذن فهو قد سرقها، وهذا هو الصحيح.
وضع الشاعر الفرنسي الكبير ملكريور فوجيه- عضو الأكاديمية الفرنسية- روايةً شعريةً سمَّاها (جان داجريف) وجعلها أربعة أناشيدَ؛ لأنها تصف حياة حب بديع منذ بدئه إلى منتهاه، ومن أمله إلى خيبته وسمى النشيد الأول: الفجر، والثاني: الظهيرة، والثالث: الأصيل، والرابع: الليل.
ويخلص الرافعي من ذلك إلى أنَّ العقاد سطا على أسماءِ الرواية الشعرية الفرنسية.
تقييم المعركة
ضيف د. الطاهر مكي: إنَّ هناك فرقةً ثالثةً- د. الطاهر منها- ترى أنَّ هناك طائفةً من الأدباءِ لا يمكن مناقشتها إلا بمثلِ أسلوب السفود.
وفي الدراسةِ التي قدَّم بها الدكتور الطاهر مكي الكتاب (على السفود) يؤكد أنَّ الكتابَ نموذجٌ في النقدِ، يدلُّ على نفاذ الفكرة، ودقةِ النظرة، وسعة الإحاطة، وقوة البصر بالعربية وأساليبها، أما الأسلوب الذي حمل إلينا هذا كله فتختلف فيه الآراء أيما اختلاف، بعضهم يرى أن هذا كله يمكن الوصول إليه في غير هجوِ القول وفحش اللفظ ومر الهجاء، وآخرون يرون أنَّ الزمن يذهب بهذه الهوامش ويبقى الجوهر من هذه المقالاتِ لا يبليه الزمن، خاصةً مع غيرِ المعاصرين وهم بطبيعتهم على الحيادِ بين هذا وذاك.
ويضيف د. الطاهر مكي: إنَّ هناك فرقةً ثالثةً- د. الطاهر منها- ترى أنَّ هناك طائفةً من الأدباءِ لا يمكن مناقشتها إلا بمثلِ أسلوب السفود.
وختامًا فهذه قراءة جديدة قدَّمها الدكتور الطاهر مكي لمعركةٍ كانت بين أديبين كبيرين: الرافعي، والعقاد، الأول كان علمًا على الاعتدادِ بالثقافة العربية والإسلامية، والثاني تحوَّل إلى الكتابةِ الإسلاميةِ في الأربعينيات، وقدَّم لنا العبقريات، ودفاعه عن الإسلام.
http://www.difaf.net/modules.php?name=News&file=print&sid=191
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 02:29 م]ـ
خصومته مع العقاد:
وكان السبب فيها كتاب الرافعي " إعجاز القرآن والبلاغة القرآنية " إذ كان العقاد يرى رأياً مخالفاً لما يرى الرافعي
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout&cid=1183484334802
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 02:36 م]ـ
ملاحظة: لم أقصد بما نقلته في مشاركاتي السابقة سوى إثراء الموضوع لا أكثر ولا أقل
وجزى الله الدكتور محمد جلال القصاص خير الجزاء على هذا الكتاب الذي من المؤكد سيفتح باب النقاش والحوار حول شخصية العقاد وربما شخصيات أخرى أيضا
واختلاف بعض الأفاضل معه في المشاركات السابقة لا يفسد للود قضية إن شاء الله وسيثري الموضوع ويفيدنا أكثر وأكثر
خاصة والكتاب ثري بفصوله وأفكاره وقد استفدت منه كثيرا فيما قرأته منه ولم أكمله بعدُ
فجزى الله مؤلفه الدكتور القصاص خير الجزاء وبارك فيه وأورثه الفردوس الأعلى
وفي انتظار بحثك الآخر الذي تفضلت بالإشارة إليه سابقا
بارك الله فيكم
¥