تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القاهرة في أوائل الستينيات وهي بتمويل كامل من المخابرات الغربية التي افتتحت

عدداً من المجلات والدوريات المماثلة، ومنها مجلة (شعر) في بيروت عام

1957م ولكن مجلة (حوار) أغلقت بعد ذلك بعد افتضاح أمرها، وكان ظهور

مجلة (شعر) مرتبطاً بعلاقة وثيقة بـ (رابطة حرية الثقافة) الواجهة الظاهرة

للمخابرات الغربية، وكان مؤسس المجلة (يوسف الخال) يدعو للاندماج التام في

الثقافة الغربية.

* العزلة:

ويرى الدكتور عبد العزيز حمودة أن العقل العربي الحداثي تحرك في اتجاه

الثقافة الغربية في ظرف تاريخي شعر فيه العربي بالحاجة المصيرية للتحديث،

ومع كثير من الانبهار بمنجزات العقل الغربي واحتقار للعقل العربي وبمنجزاته

تحول الحداثيون من (التعلم) إلى (الاندماج) دون أن يدركوا الاختلاف أو

يستشعروا الخطر، وتقبل هؤلاء الحداثيون المقولة الإمبريالية بكونية الحداثة، وأن

ما يناسب الآخر الثقافي، الحضاري يناسبنا بالضرورة، وإذا ارتفع صوت ينبه إلى

الاختلاف سارعت (النخبة الحداثية) إلى اتهامه بالأصولية والانعزالية!!

والنتيجة الأخرى التي ترتبت على موقف الحداثيين العرب هي تحولهم

المحزن إلى (نخبة) يكتب بعضهم لبعض ويحاورون أنفسهم ويخاطبون أنفسهم؛

مما أدى إلى عزلتهم المبكرة عن الجماهير ووضعهم في موقف مناقض (لثورية

الحداثة)، ووقع الحداثي العربي في مأزق مزدوج وهو العزلة عن الجماهير بسبب

لجوئه في أعماله الأدبية إلى الغموض والتغريب والتجريب ثم تحالفه مع النخبة

السياسية الحاكمة التي اتصفت بالفساد والديكتاتورية في أغلب الأحوال.

لقد رفع الحداثيون العرب شعار (الاستنارة) و (التنوير)، وبدلاً من أن

يعتمدوا على العقلانية المقبولة تحولوا إلى تبني الفكر الغربي بعدته وعتاده؛ وبذلك

زادوا الأمور إظلاماً بدلاً من إنارتها، وبلغت المأساة ذروتها عندما وضعوا (الدين)

باعتباره فكراً غيبياً من وجهة نظرهم في مواجهة (العقلانية) و (التفكير

العلمي)، وأدت طريقة تعامل المثقفين العرب مع العلوم الجديدة القادمة من

الغرب خلال العقدين الأخيرين إلى نتائج سلبية خطيرة زادت الظلام إظلاماً في

النفق المسدود الذي دخلوا فيه.

ويطالب مؤلف (المرايا المقعرة) بضرورة مراجعة (أرشيفنا الثقافي) حتى

نستطيع أن نحدد أين نقف؟ حتى نصل في النهاية إلى معرفة من نحن؟ وأن نعيد

صياغة خياراتنا بعد أن وصلنا إلى المنحى الحالي الخطير في علاقتنا بالغرب،

وتحولنا عن الاستفادة منه إلى الاندماج فيه؛ مما جعلنا مهددين بالانمحاء. ومن

الضروري أيضاً التحذير من ارتباط الحداثة العربية بالهيمنة والسيطرة الغربية،

وأنها تسعى لجرنا إلى السقوط في هاوية التبعية التي لا يعلم سوى الله - تعالى -

وحده كيف نخرج منها.


(مجلة البيان، العدد 175

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[07 - 06 - 10, 11:06 م]ـ
في لقاء مع صاحب كتابي (المرايا المحدبة) (والمرايا المقعرة)
د. حمودة: الحداثيون وقفوا أمام مرايا ضخمت من حجم إنجازاتهم فصدقوها

حوار: علي سعد القحطاني
للدكتور عبدالعزيز حمودة الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة أبحاث جادة في تشكيل ملامح البنية النقدية في الساحة الثقافية، وقد مارس الكتابة الابداعية، كما مارس الكتابة في المسرح والنقد، وله كتابان صدرا عن عالم المعرفة الكويتية وهما (المرايا المحدّبة من البنيوية إلى التفكيك) و (المرايا المقعرة نحو نظرية نقدية عربية) ويعتب في كتاباته على النقاد العرب الذين يهتمون بمصطلح (الحداثة) و (ما بعد الحداثة) في نقلهم المباشر عن مدارس نقدية غربية وقد قمنا باستضافته في (ثقافة الجزيرة) للحديث عن مصطلح (الحداثة) واهميتها كمنهج تجديدي في النصوص الإبداعية .. وحمل الدكتور على الحداثيين العرب الذين مارسوا القطيعة المعرفية الكاملة مع كتب الجاحظ والسكاكي والقرطاجني ودعاهم الى العودة الى الجذور وهذا ما أكده من خلال أبحاثه النقدية المطبوعة، كما أنه يرى في كتاباته ان الحداثيين كأنهم وقفوا أمام مرايا ضخمت من حجم إنجازاتهم، فصدقوا ان انجازاتهم بهذه الضخامة.
ترتيب
* كتابك الأخير بمثابة نقد لاذع للحداثيين كأنك تدعوهم إلى ترتيب الأوراق؟
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير