تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم تكن زاوية "تامجروت" دون الزاوية الدلائية قيمة ومكانة، فهي بدورها شاذلية أسست في القرن العاشر في الأطلس الكبير. طورها ونمى خزانتها الشيخ محمد ابن الناصر الدرعي. معظم محتوايتها من هدايا الملوك ووصايا الشيوخ ووقف المحسنين من العلماء والأعيان، وبعضها اقتناه شيوخ الزاوية من الشرق وعلى الأخص مكة والمدينة ومصر وتونس وليبيا حسب ما جاء في كتاب "المزايا" للناصري. ولا تزال هذه المكتبة حتى اليوم يتجاوز عدد مخطوطاتها أربعة آلاف كتاب يوجد ضمنها أحد من أقدم المخطوطات العربية في العالم وهو "حذف من نسب قريش" للسدوسي. وتعتبر زاوية أبي الجعد فرعا من الناصرية أسسها العالم سيدي محمد الشرقي في القرن العاشر. لهذه الزاوية خمس مكتبات خاصة وعامة في نفس الوقت مفتوحة في وجه كل الناس للقراءة والترفيه. ولا تختلف محتوياتها وطرق تنميتها عن باقي الخزائن السابقة.

ج- خزانة الزاوية العياشية

أما الزاوية العياشية الحمزاوية فقد أسسها محمد بن أبي بكر العياشي في القرن الحادي عشر بسفح جبل العياشي في شمال تافلالت. فقد تتلمذ العياشي على الدلائيين، فكانت برامج الدراسة والمؤلفات ومحتويات الخزانة في هذه الزاوية مطابقة لما كان عليه الأمر في الزاوية الدلائية. من نوادرها مؤلفات أبي سالم العياشي بخط يده "كماء الموائد" وهي رحلته المشهورة إلى الشرق، و"اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر".

ومن مميزات خزائن الزوايا أنها كانت مفتوحة في وجه كل الباحثين على اختلاف أهوائهم ومشاربهم. وكانت ذات صلة مع الخزائن الأخرى كالخزانة الملكية من حيث الإعارة والتبادل والاستنساخ. وقسم الوثائق المغربية يعج بالمراسلات المتبادلة بين الملوك وشيوخ الزوايا كالرسالة التي كتبها السلطان المولى سليمان للشيخ علي بن يوسف الناصري يطلب إعارة "كتاب التفسير وكتاب النزهة" لابن كثير لاستنساخهما بالخزانة الملكية. ولم تكن خزائن السوس بالجنوب المغربي بأقل قيمة من هذه الخزائن، فما زال الكثير من هذه الزوايا ذات الخزائن الكبيرة تقوم بوظيفة الدراسة والتربية حتى اليوم. p>

6- الخزانات المغربية في العصر الحديث

وقد تميز عهد الحماية بمحاولة إصلاح الخزائن القديمة وتأسيس خزائن بالثانويات الخاصة بأبناء الأعيان وأخرى بالبلديات للعموم. وكان أهم هذه الخزائن المكتبة العامة التي أسسها الفرنسيون بالرباط في العشرينيات من القرن الماضي والخزانة العامة التي أسسها الإسبان بتطوان في الثلاثينيات من نفس القرن.

وبعد الاستقلال عملت الدولة المغربية على تنمية المؤسسات الجديدة وبناء مكتبات أخرى للقراءة العمومية في مختلف المدن المغربية. وظلت الخزانة العامة بالرباط تقوم بوظائف الخزانة الوطنية كوضع الببليوغرافيا الوطنية والإيداع القانوني وغيرها .. وتوجت هذه الأعمال بتأسيس مركز لترميم المخطوطات وبتفعيل المشروع الخاص ببناء خزانة كتب وطنية مغربية حديثة.

أحمد شوقي بنبين

ـ[هاجر الأثريه]ــــــــ[23 - 12 - 09, 10:27 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذه المعلومات القيمة، حبذا لو زودتنا بالبريد الالكتروني لهذه المكتبات حتى يتسنى للباحث الاتصال بهم،

جزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير