تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سوف أذكر مثالا واحدا على التداخل. جاء في أبيات زحاف الكامل الشاهد التالي لعنترة:

إني امرؤ من خير عبس منصبا * شطري وأحمي سائري بالمنصل

قال أبو الحسن العروضي: " فهذا البيت قد دخل الإضمار فيه في جميع أجزائه فسكنت ثوانيه. وقد عارضني في هذا رجل يرى أنه من أهل العروض فقال لي: إن الأخفش ذكر في كتابه أنه لا يجتمع في بيت واحد "مستفعلن مستفعلن" في الكامل إلا وبينهما "متفاعلن" فمتى رأينا البيت على مستفعلن في سائر أجزائه ألحقناه بالرجز. قلت له: فما تقول في قول الشاعر:

إني امرؤ من خير عبس منصبا * شطري ...

فقال: هذا غير معروف. وهذا الرجل لم يدر ما قال؛ لأنه حكى عن الأخفش ما لم يقله. وهذا البيت من قصيدة لعنترة على الكامل مشهورة ولكنا نقول إن قصيدة من أولها إلى آخرها على مستفعلن أو مفتعلن لم تكن إلا من الرجز، فإن كان فيها جزء واحد على متفاعلن لم تكن إلا من الكامل، وكذلك يجري الأمر في الشعر كله".

ولنعد إلى البيت موضع الحلاف بين الغول وخشان، وهو:

لست أنا مقتحمه * عملا بكذا كلمه

الشطر الأول يتداخل فيه الرجز بالخبب، ولذلك فيمكنك أن تنشده بطريقتين:

على الرجز: مفتعلن مفتعلن، وعلى الخبب: فاعل فعْلن فعِلن

ولكنك في الشطر الثالي مجبر على إنشاده على الخبب وحده، وهذا ما جعل الأستاذ خشان يجزم بأن هذا البيت من الخبب وحده، وهو على حق في ذلك.

وإذا فلماذا لم يأخذ أستاذنا الغول برأي خشان؟ في اعتقادي أن السبب يكمن في عدم اعتراف الغول بالزحاف (فاعل) في بحر الخبب، وهنا أحيله إلى عشرات الأمثلة التي أوردها د. خلوف على وجود هذا الزحاف في نماذج من الشعر قديمة، ولكن الخليل لم يعترف بهذا البحر في نظامه، وقام باستدراكه عليه آخرون لعل أولهم هو أبو الحسن العروضي الذي وضع أول تسمية له، قال: " لم ير الخليل ذكر هذا الباب البتة. ونحن نسميه (الغريب) ".

ولعل ما جعل أستاذنا العول لا يأخذ بزحاف (فاعل) أن العروضيين لم يعرفوا هذا الزحاف حتى جاءت شاعرتنا نازك الملائكة فكانت صاحبة أول صرحة نبهت إلى وجوده (ولكن في شعرها هي فقط)، الأمر الذي استلزم من العروضيين أن يهبوا هبة واحدة ليلوموها على قولها ذاك، وليقولوا لها: لقد سبقك إلى هذا الزحاف كذا وكذا من الشعراء الأقدمين والمحدثين (منهم أحمد شوقي وإيليا أبو ماضي)، بدلا من أن يشكروها، رحمها الله، على هذا التنبيه الذي لم يلتفت إليه أي من العروضيين قبلها.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[05 - 10 - 2010, 02:31 م]ـ

شكرا لك أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة.

ـ[غالب احمد الغول]ــــــــ[06 - 10 - 2010, 11:00 ص]ـ

[ SIZE="6"][COLOR="blue"] بسم الله الرحمن الرحيم

,شكر الأستاذ خشان حفظه الله

أشكر الأستاذ سليمان (أبو سته) أكرمه الله

وتعد:

أرجو الاطلاع على هذا الرد وشكراً:

@@@@@@@@@@@@@

بسم الله الرحمن الرحيم

من قلم غالب احمد الغول

تشرين أول 2010

@@@@@@@@@@@@

أحبتي في الله , إخواني نقاد العروض , إخواني الموسيقيين , سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد.

بتعقل وروية , أجلس لأكسب رضاء إخواني الأستاذ خشان وكل عروضي مهتم بقضايا العروض, وما تعليقي الآن إلا لأجل أن نكون أحبة لله , فلا شك في اختلاف الآراء , ولا عيب في ذلك , ولكن من العيب أن نفترق وقد كنا أحبابا.

أخي ألأستاذ خشان , أرد عليك الآن بما عندي من أفكار مختزنة منذ عقود , وأترك الحكم لكل أخ عروضي يمارس النقد العروضي , لنقف سوية على فكرة صحيحة لا غبار عليها دفاعاً عن تراثنا الذي ورثناه وأصبح أمانة في أعناقنا.

نحن الآن أمام قضية عروضية هامة , وهي علاقة الخبب بالخبب , ثم علاقة الخبب بالبحور الخليلية الأخرى, معتمدين في هذا الحوار على علم منهجي أصيل وهو علم العروض واضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي 718/ 791 , ذالك الرجل الفذ الذي ألف في العروض والموسيقى والنحو والصرف ومخارج الحروف , فكان رمزاً عربيا نعتز به , وعاشت علومه إلى يومنا هذا ولم يجرؤ أحد على ذمها أوالتنقيص من قيمتها إلا كل من رغب عن العربية ومال إلى طمس التراث العربي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير