تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دعوة للنقاش .. الوتد المفروق]

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 09:34 م]ـ

[دعوة للنقاش .. الوتد المفروق]

هو أحد المكونات الإيقاعية في عروض الشعر العربي، يتألف من ثلاثة حروف: متحرك فساكن فمتحرك، وهو ما يوازي توالي مقطعين طويل فقصير. ومع أنه لا يوجد، في البحور كلها، بحر ينتهي بمتحرك (حيث العربية لا تسمح بالوقوف على متحرك) إلا أن الخليل حسم أمره على أن يجعله آخر مكونات بحر السريع، وليس هذا فحسب، بل زاد وجعله أصلا لدائرة المشتبه.

لقد أقام الخليل وتديه على أساس من توالي متحركاتهما حول ساكنيهما، وأما السبب، فبالإضافة إلى كونه يتألف من حرفين متحرك فساكن، فإنه جعل المعيار في إثبات سببيته يرجع إلى إمكانية سقوط ساكنه، حتى لا يزعم زاعم بأن هذا السبب، إذا جاء بعد متحرك، هو جزء من وتد مجموع. وكان على الخليل لكي يحقق هذا الشرط أن يجلب شواهد تثبت زحاف كل سبب من الأسباب في تفاعيله الخماسية والسباعية، فكان أن جاءت أبيات الزحاف المعروفة عقب كل باب من أبواب العروض الخمسة عشر.

صحيح أن الخليل قيد هذا الوتد في السريع بأن جعله في الضرب موقوفا (مفعولان) أو مكشوفا (مفعولن)، وبذلك التزم بما تلتزم به العربية بعامة. ومن الصحيح كذلك عدم ذكره لأي عروض اعتلت بعلة الضرب طالما كانت العروض موضعا للوقف غير التام، (هناك قصيدة لأحد شعراء الحماسة وردت بها أبيات لها مثل هذه العروض، كما إن صاحب شرح تحفة الخليل أورد عددا من الأبيات لشعراء محدثين لها مثل هذه العروض)، صحيح كل ذلك، ولكن ما هو غير صحيح ولا مقبول أن يصنع الخليل شواهد للزحاف في بحري المنسرح والخفيف ليثبت بها سببية المكون الذي يلي الوتد المفروق فيهما.

جاء في زحاف الخبن في المنسرح الشاهد التالي:

منازل عفاهن بذي الأرا ** كل وابل مسبل هطل

وفي زحاف الكف في الخفيف الشاهد التالي:

يا عمير ما يظهر من هواك ** أو تجن يستكثر حين يبدو

ولم يرو أحد مثل هذين الشاهدين، ولا نعرف لهما أصلا.

حلول مقترحة لمشكلة الوتد المفروق:

كان الجوهري أول من رفض جعل السريع الخليلي أصلا، وقام بتوزيع ضروبه بين البسيط والرجز، فما كان عروضه فاعلن فهو عنده من البسيط، وما كان ضربه مفعولان فهو من الرجز بعد تفريق وتده. لقد عد الجوهري تفريق الوتد من بين أنواع الزحاف الذي يتشكل بواسطته نسق جديد له أصل مجموع الوتد. فالمنسرح مثلا هو من الرجز بعد تفريق وتد تفعيلتيه الثانية والخامسة في الحشو، والمقتضب من مربع الرجز بعد تفريق عروضه وضربه

ـ[خشان خشان]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 11:28 م]ـ

أخي وأستاذي الكريم

أرجو أن تطلع على هذين الرابطين لعلاقتهما بالموضوع

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/105-alwaraqah-1

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mafrooq

كما أشير بصدد الرجز والسريع إلى زوجي الوزنين على أساس أن أصل آخر تفعيلة (مفعولات أو مستفعلن) في كل منهما

السريع = مستفعلن مستفعلن مفعلا = مستفعلن مستفعلن مستلن (فاعلن)

الرجز: مستفعلن مستفعلن معولا = مستفعلن مستفعلن متعلن (فعولن)

والله يرعاك

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 08:18 م]ـ

الأستاذ خشان بمداخلته التي أشار فيها إلي الرابطين المذكورين حول رؤية الجوهري وآراء عروضيين محدثين هما مستجير وحركات، يكون قد أفاض في حديثه الممتع حول هذا الموضوع المثير للجدل أو بالأحرى للنقاش المثمر.

ودعنا نحاول أولا جلاء مسألة قصد الخليل من إشراكه للوتد المفروق في بناء بحور الدائرة الرابعة التي أطلق عليها اسم المشتبه. فالملاحظ أنه كان في مدونة الشعر العربي نماذج عديدة لبحري المنسرح والخفيف، وكان بإمكان الخليل أن يتخذ أيا منهما أصلا لدائرته الرابعة التي تحوي كل بحور دائرة المشتبه ما عدا بحرالسريع. لاحظ ذلك في القائمة التالية:

الرموز: س = سبب خفيف، و = وتد مجموع

المنسرح س س و س س س و س و

الخفيف س و س س س و س و س

المضارع و س س س و س و س س

المقتضب س س س و س و س س و

المجتث س س و س و س س وس

المطرد س و س و س س و س س

مهمل و س و س س و س س س

المتئد س و س س و س س س و

المنسرد و س س و س س س و س

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير