[عروض الخليل .. مراجعة ونقد]
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[20 - 12 - 2010, 11:29 م]ـ
العنوان الذي اخترته لهذه السلسة من البحور هو: عروض الخليل .. مراجعة ونقد، حيث أنوي أن أجعل لكل بحر موضوعا منفردا ليتمكن كل فرد من المشاركة فيه إما: بزيادة يزيدها، أو سؤال يطرحه، مع إبداء الرأي في هذا الترميز (اللغوي لا الرقمي) الذي استغنيت به عن ذكر التفاعيل والزحافات والعلل، وهل يكفي ذلك عنده في معرفة صحيح الشعر من مكسوره إن حاول تطبيقه على قصيدة من القصائد. وأخيرا، لكي يتاح لي المجال، ولغيري أيضا، لأن نضيف إلى كل موضوع ما يعن على البال من ملاحظات، بهدف أن تكون هذه السلسلة في مجملها مرجعا متكاملا للباحث في علم العروض الخليلي.
دائرة المتفق:
بحر المتقارب
العروض الأولى: و س و س و س و س ** و س و س و س و س
البيت الأول: فأمّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ ** فألفاهُمُ القَومُ رَوبى نِياما
البيت الثاني: ويأوي إلى نِسوةٍ بائساتٍ ** وشُعثٍ مَراضيعَ مِثلَ السَعال
البيت الثالث: وأبني من الشعر شعرا عَويصا ** يُنَسّي الرُواةَ الذي قد رَوَوا
البيت الرابع: خليلي عوجا على رسم دار ** خلت من سليمى ومن مَيّه
بيت القبض: (أفادَ وجادَ وسادَ وزادَ ** وقادَ وذادَ وعادَ فأفضل)
بيت حذف العروض: (وعينانِ حُمّ مآقيهُما ** تبضّان في هامةٍ كالرحى)
العروض الثانية: و س و س و ** و س و س و
البيت الخامس: أمِن دِمنَة أقفَرت ** لسَلمى بذاتِ الغَضا
البيت السادس: تعفّف ولا تبتئِس ** فما يُقضَ يأتيكا
وأما الرموز التي أثبت بها وزن البحر، فهي ما يلي:
س = ب أو ـــ
و = ب ـــ
حيث س تشير إلى السبب الخفيف ويقوم مقامه في اللفظ مقطع قصير (ب)، أو طويل (ــــ).
وأما و فتشير إلى الوتد المجموع ويقوم مقامه مقطعان متواليان قصير فطويل.
والسبب حين يساوي مقطعا قصيرا في هذا البحر فإن الخليل يسمي الجزء الذي يقع فيه مثل هذا السبب بالمقبوض، كما ترى في بيت القبض بأعلاه.
ولهذا البحر عروضان (والعروض، ومثلها الضرب، هي آخر سبب أو سببين ووتد في الشطر). فالعروض الأولى لها أربعة أضرب، والثانية لها ضربان. والضرب لغة يعني المثل، فمثل كل عروض تجد عدة صور منها ما يطابق العروض ومنها ما يختلف عنها اختلافا بسيطا. وتتمثل هذه الاختلافات هنا فيما يلي:
1 - حذف السبب الأخير والتزام المقطع المديد على ما قبله (سعالْ = ب ـــ = و)، كما في البيت الثاني.
2 - حذف السبب الأخير والتزام المقطع الطويل على ما قبله (رووا = ب ـــ = و)، كما في البيت الثالث.
3 - بتر الوتد الوتد الأخير أي سقوط مقطعه القصير فيبقى منه (يه = ـــ = و)، كما في البيت الرابع.
وأما البيت الأول فهو مثال على مساواة الضرب للعروض مساواة تامة، وهذا ما يجب أن يكون عليه ترتيب الأضرب، وقد التزم به الخليل هنا إلا أنه في بحور أخرى غيّر هذا الترتيب وبدأ من الضروب بما يزيد في مكوناته السببية والوتدية عن العروض.
والعروض الثانية لم يجد لها د. محمد العلمي ما يوافقها من الشعر الذي أحصاه في دواوين الجاهليين والإسلاميين والأمويين سوى بيت ذكره التبريزي وقال إنه سمع في المدينة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو:
وزوجك في النادي ** ويعلم ما في غد
وهذا يبعد شبهة اختراع الخليل للأوزان، ويلاحظ أن الشعراء أخذوا في النظم عليه بعد الخليل، ومنهم أبو فراس الحمداني الذي قال:
لأيكم أذكر ** وفي أيكم أفكر
ومنها:
وإني غزير الذنوب ** وإحسانه أغزر
وعلى هذا فقد كان يجب أن تكون العروض الثانية: (و س و س و س) وليس (و س و س و).
وقد أشار الجوهري إلى عروض ثالثة وهي (و س و س)، شاهدها عنده:
وقفنا هنية ** بأطلال ميّه
ولأن هذا البحر متماثل الأجزاء، وقد رأينا منه المثنى والمثلث والمربع، فإن مسألة قسمة البيت فيه إلى شطرين تفصلهما وقفة العروض تبدو غير ذات أهمية بحيث يمكننا أن نقول إن البيت من هذا البحر لا عروض له وإن ما يتألف منه لا يتعدى الحشو والضرب فقط. والحشو هو كل ما عدا العروض والضرب من أسباب وأوتاد.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[24 - 12 - 2010, 09:15 م]ـ
بحر الرجز:
العروض الأولى: س س و س س و س س و ** س س و س س و س س و
البيت الأول: دار لسلمى إذ سليمى جارة ** قفر ترى آياتها مثل الزبر
¥