تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

البيت الثاني: القلب منها مستريح سالم ** والقلب مني جاهد مجهود

بيت الخبن: (منازل عمرتها وطالما ** ألفتها مع الحسان في دعه)

بيت الطي: (ما ولدت والدة من ولد ** أكرم من عبد مناف حسبا)

بيت الخبل: (وزعموا وكذبوا بأنهم ** لقيهم علبط فشربوا)

العروض الثانية: س س و س س و ** س س و س س و

البيت الثالث: قد هاج قلبي منزل ** من أم عمرو مقفر

العروض الثالثة: ** س س و س س و س س و

البيت الرابع ما هاج أحزانا وشجوا قد شجا

العروض الرابعة: ** س س و س س و

البيت الخامس: يا ليتني فيها جذع

يتميز هذا البحر بحرية أسبابه المطلقة في اختيار كل من المقطعين الطويل والقصير بلا التزام لأحدهما دون الآخر. وهو مطية ذلول لمن أراد أن يتدرب فيه على الجزء س س و بمختلف زحافاته (مستفعلن، متفعلن، مفتعلن، فعلتن) أي تغييراته، فلا فرق بين هذه التفاعيل كلها في هذا البحر. قال صاحب شرح تحفة الخليل: "وهذه الزحافات في الرجز تبدو سائغة غير نابية عن الذوق، وهذا بيت قد اجتمع فيه الخبن والطي والخيل ومع ذلك فلا ثقل فيه ولا نشوز، قال عبدة بن الطبيب:

باكرني بسحرة عواذلي ** وعذلهن خبل من الخبل "

ويلاحظ في إحصاء العلمي أن البيت الرابع يحتل قمة الصدارة في شواهد الرجز في الجاهلية وحتى نهاية العصر الأموي، وأما باقي أبياته التي ذكرها الخليل، فلا يزيد عدد من استخدم منهم البيت الأول عن أربعة شعراء، والبيت الثالث عن اثنين لا غير وكلهم إسلاميون.

وقد جاء الخليل بالبيت الثاني وهو الضرب المقطوع، ولم يجئ بمثله في المجزوء والمشطور والمنهوك. وكان الدماميني قد قال: "وكذلك حكوا جواز القطع في المشطور وجعلوا منه:

يا صاحبي رحلي أقلا عذلي

والخليل رحمه الله يجعل هذا من السريع".

فقوله (حكوا) يدل على أن عروضيين كثرا عدوا مثل هذه النماذج التي جعلها الخليل من السريع رجزا خالصا، وقد رأينا د. عمر خلوف في زماننا هذا يبيع هذا التيار القديم، وأشهرهم من القدماء المعري، وكنت أتمنى لو ألحق بالقوالب التي زادها على قوالب الخليل شاهد المرار الأسدي:

كأنني فوق أقب سهوق ** جأب إذا عشر صاتي الإرنان

فهذا رجز صريح، لأنه من عروضه الأولى، ولا يمكن للخليل بذلك أن يلحقه بالسريع.

ولهذا البحر أربع أعاريض فصار من المفترض فيه أن تكون أبياته أربعة. ولكن المعيار الذي يتبعه الخليل في تحديد الضروب هو إمكانية قبول القصيدة الواحدة لاجتماع ضربين مختلفين فيها، والضرب المقطوع هنا لا يجتمع غيره معه في القصيدة الواحدة، كما يجتمع في الخفيف الضرب المشعث مع الصحيح.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[25 - 12 - 2010, 12:37 ص]ـ

بحر الرجز:

وقد رأينا د. عمر خلوف في زماننا هذا يتبع هذا التيار القديم، وأشهرهم من القدماء المعري، وكنت أتمنى لو ألحق بالقوالب التي زادها على قوالب الخليل شاهد المرار الأسدي:

كأنني فوق أقبّ سَهْوَقٍ ** جَأبٍ إذا عَشَّرَ صاتي الإرْنانْ

فهذا رجز صريح، لأنه من عروضه الأولى، ولا يمكن للخليل بذلك أن يلحقه بالسريع.

هو كذلك أخي الحبيب ..

فالخليل رحمه الله -والعروضيون من بعده- مقرّون أصلاً أن (مفعولن) هي الضرب الثاني من الرجز.

فلماذا لا يكون مشطوره منه؟ وهو ما يقتضيه المنطق السليم.

وعلى الرغم من جعل الأخفش الضربين (مفعولن ومفعولانْ) من السريع، إلاّ أنه يقول: "ولم يُعلَم أن أصل فاعلن كان مفعولات"!

بل إن المعري رحمه الله، قد انتقد جدَّه الخليل رحمه الله صراحةً، لأنه خالف العربَ، وجعلَ ما هو من الرجز سريعاً. فقال بعد ذكره حداءً لذي البجادين، وابن الأكوع، على الضرب (مفعولن): "وهذه الأشعار التي ذكرتُ رجزٌ عند العرب، وإنْ زعمَ الخليلُ أن بعضها من السريع".

ويزيد ثقتنا أن هذه الضروب من الرجز لا السريع " أن أكثر ما جاء عليها كان لرُجّازٍ لم يشتهروا بالقصيد، كالعجاج ورؤبة والعجلي .. ".

وقد زادت قوالب الرجز عندنا الستين ضرباً، فكيف لي أن أضمّها جميعاً في كتابٍ تعليمي ميسر ككن شاعراً؟!

بارك الله في علمك وعمرك يا أبا إيهاب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير