عَنْهُ فَانتَهُوا}، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}.
وهذه الأوامر القرآنية والتوجيهات الإلهية تشير إلى أن هناك بياناً يقوم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن على أتباعه طاعته، وأن يأخذوا ما يأتي به ويأمرهم به، وعليهم أن ينتهوا عما ينهاهم عنه، لأن طاعته من طاعة الله عز وجل، ولأنه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}.
وإذا أردنا أن نسوق أمثلة للأحكام التي أشرنا إليها لوجدنا الشيء الكثير منها: أن الصلاة للأحكام التي أشرنا إليها لوجدنا الشيء الكثير منها: أن الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام، جاءت في القرآن مجملة هكذا: {أَقِيمُوا الصَّلاَةَ}، فيا ترى كيف يقيم القرآنيون الصلاة؟! فسوف لا يجدون صفة الصلاة وكيفيتها، وبيان عدد ركعاتها ومحل الجهر والسر فيها، وغير ذلك من هيئات الصلاة إلا في السنة الفعلية أو القولية، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى هذا المعنى: "صلوا كما رأيتموني أصلي".
ولو تركنا الكلام في الصلاة، وانتقلنا إلى الزكاة لوجدنا القرآن قد أجمل أمر الزكاة كما أجمل أمر الصلاة، إذ نجد القرآن يقول: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، لتقوم السنة ببيان الأموال التي تجب فيها الزكاة، وبيان أنصبة الزكاة، والمقدار المأخوذ من كل نصاب على اختلاف الأموال، وهكذا نجد في باب الصيام أحكاماً لم ترد في القرآن، وبينتها السنة، منها: حكم من أتى امرأته في نهار رمضان وهو صائم ما الذي يجب عليه؟ ومن أكل في رمضان أو شرب ناسياً ماذا يصنع؟ هل يتم صيامه أو يفطر؟
أما الحج فمؤتمر إسلامي عام وضع له القرآن الخطوط العريضة، فقامت السنة ببيان تفاصيله من أوله إلى آخره، ولو تتبعنا الأبواب الفقهية من باب الطهارة إلى آخر باب في الفقه لوجدنا السنة وهي تبين ما أجمل في القرآن، أو تأتي بجديد على ضوء الآيات السالفة الذكر.
ولو تركنا الأحكام الفقهية وانتقلنا إلى مباحث العقيدة لوجدنا للسنة دورها الذي لا ينكره إلا من يجهلها أو لا يؤمن بها إذ نجد صفات الله تعالى إما ثابتة بالكتاب والسنة معاً، مع الدليل العقلي التابع للدليل النقلي، وإما ثابتة بالسنة الصحيحة، ولم يرد لها ذكر في القرآن الكريم مثل الفرح والضحك والنزول والقَدَم مثلاً.
فلا أظن الزاعم الاكتفاء بالقرآن يجد مفراً بعد هذا البيان إلا إلى أحد أمرين:
1 - الإيمان والاستسلام وهو خير له وأسلم بأن يعامل السنة معاملته للقرآن باعتبارها تفسيراً للقرآن.
2 - الكفر بالقرآن والسنة معاً دون محاولة تفريق بينهما وهو غير عملي، كما ترى ويمكن أن يقال: إنه إيماني شكلي ببعض الوحي، وكفر سافر ببعض.
.............. عن الشيخ الدكتور محمد امان الجامي رحمه الله تعالى
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[07 Oct 2010, 11:25 ص]ـ
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ... تثبتي جيدا قبل الحُكم على الأشخاص أختنا الكريمة؛ لأنَّ الأعراض مَظالِم يُحاسَب عليها المَرء يوم القيامة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Oct 2010, 12:10 م]ـ
أشكرك أخي نسيم على دفاعك عن الأعراض، فالباحث تهمه الفكرة أولا ..
إلا أننا نرجو منك -بصفتك متخصصا في الفقه- أن توضح لنا خلاصة الرأي الصواب في هؤلاء القرآنيين وشبهاتهم المثارة أعلاه ..
مع خالص الشكر والتقدير.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[11 Oct 2010, 09:42 م]ـ
تثبتي جيدا قبل الحُكم على الأشخاص أختنا الكريمة؛ لأنَّ الأعراض مَظالِم يُحاسَب عليها المَرء يوم القيامة.
الأخ الفاضل نسيم سالم
لابد للفقيه من الإعتناء بالسنة النبوية كمصدر من مصادر الوحي ليبني عليها أحكامة
ولو قرأت في منزلة السنة ومكانتها وحاجة القرآن الكريم لها كمبينة ومفصلة لصرخت في هؤلاء العقلانيين (هذا ديننا وشرعنا)
بدل أن تدافع عنهم حفظك الله، نعم فالمرء عدو ماجهل والصحابة رضي الله عنهم والتابعين بذلوا جهود جبارة في حفظ السنة
كما أن علماء الأمة بذلوا أرواحهم من أجل تدوينها سافروا وأرتحلوا وعانوا الأمرين فليتك قرأت في حفظ السنة وتدوينها
لعلمت مدى تجني هؤلاء على السنة بإنكارها.
وأخيرا أثني على الأخ الفاضل محمد العبادي حين كتب
أشكرك أخي نسيم على دفاعك عن الأعراض، فالباحث تهمه الفكرة أولا ..
إلا أننا نرجو منك -بصفتك متخصصا في الفقه- أن توضح لنا خلاصة الرأي الصواب في هؤلاء القرآنيين وشبهاتهم المثارة أعلاه ..
مع خالص الشكر والتقدير.
ـ[عبد الله الحميد]ــــــــ[15 Oct 2010, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأذلهم الله