[يا أهل الكتاب كفوا أيدي سفهائكم عن قرآننا، لمحسن العواجي]
ـ[المستصفى]ــــــــ[11 Sep 2010, 12:57 ص]ـ
يا أهل الكتاب كفّّوا أيدي سفهائكم عن قرآننا
بقلم: الدكتور محسن العواجي
(الخميس , 09 سبتمبر 2010)
الحمد لله الذي له الخلق والأمر الذي في السماء إله وفي والأرض إله وهو الحكيم العليم، الذي لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان دوود وعيسى بن مريم لأنهم (كانو لا يتناهون عن منكر فعلوه)، والصلاة والسلام على الرسول الأعظم الذي أرسله الله (بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وبعد:
(ياأهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون؟) يا عقلاء أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء:
لقد هدد سفيهكم الوقح تيري جايمز بحرق أقدس كتاب عندنا على وجه الأرض علانية على مرأى ومسمع منكم ومن الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوربي والفاتيكان ومجاميع الكنائس العالمية ومرأى ومسمع من جميع القوى النصرانية جارحاً مشاعر أكثر من مليار وأربعمائة مليون مسلم بمجرد الإعلان عن هذه الجريمة النكراء، فكيف لو أقدم عليها، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا تزال ردود الأفعال منكم هزيلة ورخوة ومطاطة وفيها كل الريب والشك من أنكم تقفون وراءه، وإن كنتم لم تأمروا بذلك علانية لكنه لم يسؤكم، فلا بوادر لجدية الأخذ على يديه مع مقدرتكم التامة على ذلك تنأون بأنفسكم عنه ظاهرياً للتشفي منا تاريخياً، وكيف يصدق العاقل أن فرداً (سفهياً على حد زعمكم) يعلن القيام بعمل تستنكره الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوربي والفاتيكان والقادة العسكريون الغزاة في أفغانستان والعراق والكنائس الدولية والإقليمية بينما يعجر أحد أن يحول بينه وبين هذا العمل المشين!!
هل يجرؤ أحد أن يحرق الكتاب المقدس عندكم لمجرد أن هتلر كان نصرانياً؟ بل هل سيجرؤ أحد على حرق العلم الأمريكي ويترك تحت ذريعة الحريات؟ على كل حال عنجهية في التعامل وازدواجية في المعايير اعتدنا عليها من الصليبين عبر التاريخ ولا داعي لنقاش سقيم حولها فالموقف مفهوم لمن له أدنى عقل، وقانون الفيزياء ينص على أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، فيا من تطربون اليوم لصوت القس المجرم هل أنتم مستعدون لما وراء هذه الجريمة؟ هل أنتم مدركون أن هذه القشة ستقصم ظهر بعيركم؟ يا أهل الكتاب هذا أمر لا ينفع فيه مواقف رسمية ولا دبلوماسية ولا تذاكي، كما لاينفع فيه شجب ولا استنكار ولا تنديد، نحن على يقين من أنكم تريدونه أن يفعلها لشي في نفوسكم لتقولوا للمسلمين بعدها هذا (سفيه فاقد لعقله لا يمت للديانة النصرانية بصلة)!!!
لقد جربنا هذا المنطق السقيم منكم إبان موضة الرسومات المسيئة لسيد البشر صلى الله عليه وسلم، وأدركنا الحقيقة!! فإذا كان هذا هو المنطق المسوق علينا فاعلموا أن فينا أيضا ملايين (السفهاء وفاقدي العقول) يألمون منكم أشد مما تألمون منا، لكنهم يرجون من الله مالا ترجون، وهؤلاء لاتُعرَف هوياتهم ولا مكانهم ولا زمانهم، فراشهم الأرض وسقفهم السماء، يؤمنون بالتاريخ ويكفرون بالجغرافيا!!!
قطعاً لن يقدموا على حرق كتب مقدسة كمافعلتم، لأن دينهم العظيم يمنعهم من ذلك رغم إيمانهم بأنها محرفة، ولن يهدموا ديراً ولا كنسياً ولن يقتلوا شيخاً ولا امرأةً ولا بريئاً ولا معاهد؛ ليس حبا فيكم، وإنما لأن نبي الرحمة الذي تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة والإنجيل قد نهاهم عن ذلك، لكن بالمقابل ستتقد فيهم نار الغيرة و سيحرقون كل من له صلة بالذي أقدم على هذه الفعلة الشنيعة، وسيقطعون كل يد تمتد لكتاب ربهم أو تحمي من يعتدي عليه وسيهدمون كل مأوى تحاك في هذه المؤمرات الملعونة، يا أهل الكتاب هذا موقف بديهي كامن في أمتنا الجبارة، سيأتي عفوياً نتيجة حتمية لهذا الجريمة النكراء من فئات تعرفونها أمرها بيدها لا تحتاج إلى فتوى ولا تحريض من أحد لأنهم يدركون ألو استشارونا لربما قلنا لهم كالعادة: لا تفعلوا فإن الله قد كفانا المستهزئين ورغم الجرح المعنوي النازف لهذا العمل المشين تبقى النار أطهر من اليد التى حملت القران إليها، لكنكم تعملون كما نعلم بأنه لن يقف في وجوههم إلا خالقهم
¥