تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل قرأت القرآن يا تيري؟ قال لا ولكني أريد حرقه؟!]

ـ[طارق منينة]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:46 م]ـ

إرسال طباعة تعليق حفظ

[هل قرأت القرآن يا تيري؟ قال لا ولكني أريد حرقه؟!]

طارق منينة

الثلاثاء 05 شوال 1431 الموافق 14 سبتمبر 2010

موقع رسالة الاسلام

سُئل القس الأمريكي الذي رتب لحرق القرآن في 11 سبتمبر، "تيري جونز"، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "غاينسفيل" بولاية فلوريدا، هل قرأت القرآن؟ قال لا .. لكني أريد حرقه!!!

هل قرأت قول القرآن وقاعدته العادلة أنه لا يحمل أحد ذنب أحد؟ ولا يُعاقب أحدا بإجرام أحد {ولاتزر وازرة وزر أخرى} و قوله "أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى" قال لا ولكني أريد حرقه!

هل قرأت قول الله عز وجل "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين" عن سبب رسالة الٍاسلام وهي الرحمة التي أهدت للبشرية حضارة في الدين والتسامح والعلم وإنقاذ الأمم والمستضعفين ... رحمة صنعت مدنا نظيفة، أيام عز الإسلام، ومعامل ومختبرات عظيمة ومكتبات في أحياء عريقة -خصوصا في أوروبا- في قرطبة وغرناطة وصقلية وبغداد .. الخ، رحمة بالخلق. قال لا ولكني أريد حرقه!

هل قرأت قول القرآن "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" قال لا ولكني أريد حرقه!

وهل قرأت قوله تعالى "وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" ذكر يُنشئ علوما ويكشف آفاقا ويصنع أخلاقا ورجالا ونساء، وينقذ مجتمعات من الهلاك، وعوالم من الخرافات؟ قال لا ولكني أريد حرقه!

وهل قرأت قول القرآن العظيم في التساوي أو المساواة في الخَلق والإنسانية بين الرجل والمرأة والغاء العنصرية بين الشعوب وتقرير المساواة الإنسانية ما يلغي نظريات التفوق العنصري لما قبل وبعد الإسلام، ولما قبل العصور الوسطى الأوروبية المظلمة وما بعدها إلى يوم الناس هذا "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" قال لا ولكني أريد حرقه!

هل قرأت قول القرآن عن إلغاء الفروق العنصرية المزيفة، ومنها افتراءات فلسفات أرسطو ومن شابهه، فلسفات (إلغاء) المساواة الإنسانية للمرأة بالرجل؟

"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، بعد نزول الآية بقرون كانت أوروبا ما تزال تجادل في أمر المرأة أهي روح أم روح شرير أم لها كيان! ما أدى بكثير من النساء لا إلى الحياة الطيبة وإنما إلى "الحرق" بحجة أنهن ساحرات أو لا أرواح لهن!! .. الخ .. قال لا ولكني أريد حرقه!

هل قرأت قول القرآن عن حقيقة البعض من البعض! "إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض" وقوله "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا" قال لا ولكني أريد حرقه!

لقد حمل القرآن حملة شديدة على عرب الجاهلية، وأنقذ الأنثى من بين أنيابهم الوثنية والدهرية، ومن بين ركام مدافن الموتى التي قال عنها "وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قُتلت"، وذلك بعد أن فضح موقفهم الجاهل تجاه المولودة البريئة فقال أيضا "وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ. وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" قال لا ولكني أريد حرق القرآن!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير