[أنت ذاهب وأهل القرآن باقون للشيخ ناصر العمر]
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[09 Nov 2010, 12:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(أنت ذاهب وأهل القرآن باقون)
قال سبحانه (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)
وقال – صلى الله عليه وسلم –: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)
كنت في مجلس فيه ثلة من كبار المشايخ وطلاب العلم نتدارس هذه النازلة التي حلت بالمنطقة الغربية في أشهر الحج بل في أقدس بقعة على وجه الأرض، وفيها بعث محمد – صلى الله عليه وسلم – ونزل عليه الوحي (اقرأ) وما سيكون لها من آثار على المملكة العربية السعودية التي تحتضن الحرمين الشريفين، فكان الحديث ينصب على هذه الفاجعة إذ جاءت على يد من اؤتمن على الحفاظ على نظام هذه الدولة التي قامت على القرآن، ونصت على أن أنظمتها تقوم على الكتاب والسنة ومنهج سلف هذه الأمة، وقادتها يكررون صباح مساء عنايتهم بالقرآن الكريم، وأنشأوا لذلك الجوائز الدولية والمحلية، وأقاموا أعظم صرح لطباعة المصحف الشريف والعناية به وتوزيعه في العالم، فيفاجأ الجميع بأن أحد أفراد هذه الأسرة الحاكمة، وأمير أطهر بقعة على وجه الأرض وأحد أعمدة هذا النظام يضرب الأساس الذي قامت عليه الدولة منذ تعاهد الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله على الحفاظ على كتاب الله وبذل المهج والأرواح في ذلك.
واستمرت هذه الدولة كابراً عن كابر يتوارثون هذا المجد، حتى فجعت هذه البلاد، بل والعالم الإسلامي بهذه المصيبة العظمى والفاجعة المؤسفة بصدور قرار إغلاق حلق التحفيظ بالمنطقة الغربية (وأنا أقصد الحقيقة والمآل لا شكل القرار) وقد توالت كتابات الغيورين حول هذا الأمر وردوا على ما أعلنه خالد الفيصل من أسباب واهية، لذا فلن أكرر ما ذكر، ولكن أقف هذه الوقفات التي أسأل الله أن يجعلها سبباً لرجوع هذا الرجل عن قراره، وجرأته على كتاب الله جل وعلا فأقول:
1 - إن من أشهر من حال دون تدريس كتاب الله في الحرم منذ أنزل على مدار التاريخ ثلاثة:
** القرامطة عندما سفكوا الدماء في الحرم وسرقوا الحجر الأسود.
** مجموعة المسلحين الذين اقتحموا الحرم واحتلوه لعدة أسابيع عام 1400هـ.
** وأخيراً خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وذلك عندما أصدر قرار إيقاف حلق القرآن في شهر ذي القعدة عام 1431هـ.
فهل يشرف خالد الفيصل أن يكون شريكاً لهؤلاء؟! كما سيسجله التاريخ شاء أم أبى.
2 - هذا القرار إعلان للحرب على كتاب الله وأوليائه، وفي الحديث القدسي (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) وإن لم يكن أهل القرآن من أولياء الله فمن هم أولياؤه؟!
والسعودة التي يتكئ عليها في قراره أوهن من بيت العنكبوت.
بل إن هناك قراراً من وزارة الداخلية يستثني حلقات التحفيظ من السعودة والعمل عند غير الكفلاء. حيث جاء فيه: (سعادة مدير عام الجوازات ... ، بشأن طلب معالي نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة بعدم إلزام العاملين المتعاونين مع الجمعية بنقل كفالتهم، لأن عملهم يقتصر على الفترة المسائية فقط، وهم تحت كفالة جهات أخرى .. ، عليه لا مانع من ذلك، ولكم تحياتنا، التوقيع: نائب وزير الداخلية، أحمد بن عبدالعزيز) [خطاب صادر من مكتب وزير الداخلية، برقم 1/ب/4922، وتاريخ 17/ 5/1419هـ]. فسقطت هذه الحجة شكلاً وموضوعاً. ومن حارب الله وأولياءه فلينتظر العاقبة عاجلاً أو آجلاً.
3 - ثبت في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
فهنا لا خيار، إما أن يرفع الإنسان بالقرآن أو يوضع، ولا يمكن أن يقول عاقل أن من أغلق حلق التحفيظ وضيق على أهلها سيرفعه الله بالقرآن.
فاختر مكانك الذي يناسبك رفعاً أو وضعاً قبل فوات الأوان وحلول الهوان (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج: من الآية18)
¥