تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

متى كان القرآن نصاً إفتراضياً؟!

ـ[نادر جون رحيموف]ــــــــ[30 Oct 2010, 12:04 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ..

أما بعد:

أثناء زيارتى للأردن قبل أسبوع, لفت إنتباهي عنوان في واجهة إحدى المكتبات نظراً لاهتمامي بتفاسير القرآن الكريم, وكان هذا العنوان:"تفاسير صوفية غير منشورة",جمع و تحقيق و تعليق الدكتور مختار الفجّاري,

أستاذ تعليم عالي-أستاذ الحضارة بجامعة 7 نوفمبر بقرطاج, المعهد العالي للغات بتونس.

ولمّا كنت معجباً بما يصدره من حين لآخر عدد من أساتذة الجامعة التونسيّة من دراسات و بحوث جدّية, فقد بادرت بإقتناء الكتاب, و لكنني عند قراءته أصبتُ بخيبة أمل كبيرة هذه المرّة و قد رأيت من الواجب عليّ تنبيه القارئ و إشراكه في ما حصل لي من ملاحظات قسمتها إلى ملاحظات شكلية و أخرى في العمق.

الملاحظات الشكلية.

هل من الأخلاق العلمية السطو على جهود الغير؟!

أكد صاحب الكتاب في عنوانه أنه تفاسير صوفية غير منشورة, قام هو بجمعها و تحقيقها, و لكنّ الكتاب يضم في الواقع ثلاثة نصوص: إثنان منها سبق تحقيقها و نشرها, و الثالث فيه نظر.

أما النصّان الأولان فسماهما: أ) تفسير الحلاج

ب) تفسير الجنيد

و الحقيقة أن المادة المضمّنة في هذين التفسيرين منسوخة عن العمل الذي قام به المستشرق لويس ماسينيون في تحقيقه المنشور بخطّ يده ل"حقائق التفسير"للسلمي و "عرائس البيان" لروزبهان البقلي, و كذلك كتاب "زيادات حقائق التفسير" للسلمي أيضاً و الذي حققه و نشره المستشرق جيرارد بورنق. مع العلم أيضاً, أن "حقائق التفسير" سبق تحقيقه و نشره ثانية من قبل سيّد عمران. وهي كلها أعمال معروفة و يتضح جيّداً أن الفجّاري, قد اطلع عليها بل و يعترف هو نفسه, في عمله هذا, بإعتماده إعتماداً مطلقاً, فلماذا و الحال هذه إذأً يدعي في غلاف كتابه أنها غير منشورة؟! و لماذا ينتحل فضل تحقيقها, سالباً أصحاب الفضل الحقيقيين ثمرة جهدهم؟! ألا يتعارض ذلك مع واجب الأمانة العلمية المفروض على كل باحث أكاديمي؟!

أما النص الثالث و الذي فيه نظر, فهو كما سماه "صاحب"الكتاب:"كتاب مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل من أنفاس الشيخ الإمام العالم الأوحد العارف المكاشف تاج العارفين و لسان المحققين: فخرالدين عبدالله أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الحرالّي."

و هو عندنا محل نظر, لأننا أحسسنا إحساساً, و إن كان لا يرقى إلى اليقين, بأن الفجّاري لم يعد مباشرة إلى نص المخطوط, و بدا لنا من خلال عديد القرائن أن نسبة الجمع و التحقيق إليه قد لا تكون مسلمة, و إن كنا في الحقيقة لا نعرف حاليا المصدر الأصلي المحتمل, و لكن ما نحن متيقنون منه وم أن العمل الذي قدمه الفجّاري في "كتابه" هذا لا تتوفر فيه أدنى الشروط العلمية لفعل التحقيق, إضافة إلى ما تضمنه التقديم الذي مهد به لهذا "الكتاب",من أخطاء عجيبة أحيانا. و قد رفعنا عبارة كتاب بين ظفرين, لأنها لا تعني هنا كتابا بالمعنى الإصطلاحي الشايع الذي فهمه الفجّاري ,و إنما تعني "رسالة",كما نقول:"إذا جاءك كتابي هذا" أي رسالتي أو مكتوبي, و حجم هذا "الكتاب" يدل على ذلك, إذ رغم محاولة الفجّاري لتطويله بالإكثار من المساحات الفارغة, حتى أن عدداً من الصفحات لا تحمل كل منها إلا بضعة أسطر, فإنه إجمالا و بعد حذف تلك الفراغات لا يكاد يتجاوز عشرة صفحات من الحجم المتوسط.

هذا من حيث التجاوزات الشكلية أما من حيث الأخطاء و التجاوزات في المحتوى فسوف نجمل بعضها في العنوان التالي:

هل أصبح الإدعاء عندنا علما؟!

بعد إنتحال الفجّاري جهد غيره و نسبته إلى نفسه و خاصة جهد المستشرق لويس ماسينيون المعروف بحبه الشديد للحلاج و اهتمامه بالتصوف الإسلامي عموما, صدق نفسه و توهم فعلا أنه بذلك أصبح صاحب مدرسة الحقيقة بصدق, لذلك, لم أقرأ في عمل الفجّاري هذا ,أصدق من إعترافه قائلا:"أما المرحلة الثالثة فهي التي ندعي إنجازها هنا" (ص2) لأن قول المؤلف إنه يمثل " النمو الطبيعي" لمحاولات ماسينيون و تلميذه بول نويا, بل إنه مصوب أخطائهما, و لم يجد الزمان بعدهما إلا به هو ليدرس التصوف الإسلامي و يجمع و يحقق نصوصه, إن قواه هذا ليس إلا مجرد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير