تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الذي له جنود السموات والأرض وما يعلم جنوده إلا هو، ونعدكم أننا من جهتنا أمام أية ردة فعل لجريمتكم وعدوانكم سوف نجاملكم كما تجاملوننا، وسوف (ننبذ العنف والتطرف) و (نتبرأ منهم) إعلامياً وببراءة تفوق (براءتكم) من سفيهكم هذا و (سنشجب) أعمالهم شجباً يفوق شجب الدول العربية للعدوان الصهيوني وسنؤكد لكم كما تؤكدون اليوم لنا من جهتكم بأن (الإسلام منهم براء) وأنهم (فاقدون عقولهم)، وسنشارككم (البكاء) كما (تبكون) معنا على الأشلاء والأنقاض!!!

ياأهل الكتاب: مع احترامنا للقلة المنصفة منكم رغم ضعف تأثيرهم فيكم، نتساءل: أليس فيكم رجل رشيد؟ أي هراء هذا الذي تخاطبون فيه الإنسانية ونحن في القرن الواحد والعشرين؟ أين الحضارة المزعومة واحترام الآخر؟ واجهو الشجعان في الميدان ولاتلجأوا للعمل الجبان! هل أنتم بصدد ارتكاب جريمة تاريخية كبرى في أمة الإسلام فأردتم صرف الأنظار وإشغالها؟ أماذا وراء هذا التصرف الغريب؟ وأي مهزلة تظهر فيه الولايات المتحدة وكأنها عاجزة عن منع هذا العمل القبيح لفرد يضع مصير النصارى على وجه الأرض في مهب الريح؟ إذا فقدت أقوى دولة في العالم السيطرة على سفيه واحد، ووقفت منه موقف المتفرج وهو يؤجج أخطر نار عنصرية على الملأ باسم أمريكا والكنيسة المعمدانية، فلا يتوقع من دول هي أضعف منها أن تسيطر على ملايين (الآخرين) المقتصين لكرامتهم المكلومة.

ياأهل الكتاب حكمنا الأرض فعدلنا وشهد لنا التاريخ، فاعدلوا اليوم فإن الأيام دول وسيأتي عصر قد تجدون أنفسكم في موقع تستدنون فيه سجلاتكم التاريخية لتمسكوا ببقية حقوقكم، والتاريخ لا يجامل وبيننا وبينكم حضارة وخطاب إلهي خاص ومصالح يجب مراعاتها من الطرفين، لازلنا نتحمل منكم ما لا تحمله الجبال، فلدينا صفحات سوداء من تاريخكم الصليبي ليس فقط بالحروب الصليبية المدمرة للعالم الإسلامي وإنما أيضا في قتلكم لمليون جزائري بالسلاح الفرنسي يدافعون عن بيوتهم، و مئات الآلاف من الليبين بالسلاح الإيطالي، والملايين في المغرب وتونس، وهدمتم البيوت على أهلها في غزة ولبنان والعراق وأفغانستان، وقال قائلكم وهو يدمر في بلادنا إنها حرب صليبية فلاقت منك الاستحسان والصمت المريب، وسحقتم المسلمين في البوسنة والهرسك، فلم تتدخلوا عسكرياً حتى قضي على المسلمين وهددت مصالحكم. وتندرتم بالسخرية من رسولنا الكريم، ثم جاء كبيركم هذا الملعون لفعل فعلته بحرق القران متبجحاً متحدياً وأنتم تتظاهرون بمقت فعلته من بعيد، فهذا أمر نحملكم كافة تبعاته، لأنه إذا فعلها فسيكون هذا فراق ما بيننا وبينكم، و سيخرج المنطق إلى اللامنطق، والمعقول إلى اللامعقول، والممنوع الى المرغوب، وسيسود (التطرف) على حساب (الاعتدال)، وسيتلاشى دور الحكومات والعملاء لصالح الشعوب والتنظيمات، وسيعطي هذا الاستفزاز كل مبرر لكل مالا مبرر له, وسيتعطش الضمير الإسلامي المكلوم من الداخل لكل لحظة قصاص وثأر وغيرة ورد اعتبار جراء هذه التجاوزات المتراكمة عبر التاريخ التي توجتموها بهذا العمل المشين، هذا هو لسان حال الواقع والبادي أظلم.

أحداث سبتمبر كانت مفاجأة لنا وللأبرياء منكم، لكن مافعلتم بالمسلمين الأبرياء منها بعدها؟ قتل وتشريد وهدم وسحق للمنظمات الخيرية وتدخل في المناهج، وتجويع وحرب كونية، اغتيالات و سجون سرية، لأبرياء لا علاقة لهم بالحدث و كل هذا لم يكفكم!!

لقد سيرتم جحافل التنصير إلى جانب قوات الغزو و لم تقبلوا إدانة المسلمين قاطبة لتلك الأحداث، بل قمتم بتدمير بلدين مسلمين أرجعتموهما إلى ما قبل قرنين من الزمان وقتلتم الملايين من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، ثأراً ظالماً منكم لثلاثة آلاف ضحية في أحداث سبتمبر التي كان عليها فقط تسعة عشر من أبناء أمة كلها برئية، حفرتم في أكباد المسلمين وضمائرهم جراحات غائرة لا تلتئم ولو بعد آلآف السنين، واغتصبتم الحرائر العفيفات، وهدمتم المساجد والمدارس والمآذن، و مئات الآلاف من المنازل، وقمتم بخطف العاملين في المجال الإنساني وأودعتموهم معسكرات النازية في قوانتنامو، وقمتم بتديس المصحف في أبو غريب وجوانتناموا، ودعمتم العدو الصهيوني بكل ما تملكون ضدنا، وتقتلون يومياً في باكستان وأفغانستان عشرات الأبرياء بدم بارد، تقرون بالجريمة البشعة ووتبدون الأسف الكاذب المكرر فوق الأشلاء المتطايرة وتعدون بالتحقيق!!

فيا أهل الكتاب لم تتركوا للسلم باباً، ولا للتعايش جواباً، كفى كفى كفى! فهل أنتم منتهون؟؟؟؟؟

اعلموا علم اليقين بأن أمة الإسلام أمة تحب الحياة الكريمة، الكريمة فقط، وإلا فالموت لها أكرم من حياة الذل الذي أوصلنا معكم إلى مرحلة يغلى فيها الرخيص ويرخص فيها الغالي، ونهاية المطاف موت فينا من يحبه أشد مما تكرهونه (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون) والسلام على من اتبع الهدى.

كتبه الضعيف إلى القوي العزيز والقوي به، والفقير إليه والغني به:

محسن العواجي 30 رمضان 1431هـ الموافق 9 سبتمبر2010هـ

المصدر / مجموعة عبدالعزيز قاسم البريدية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير