تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذلك: حكم الله، الذي قال "ولو كره الكافرون" "ولو كره المجرمون" "ولو كره المشركون" "وهم كارهون"

وهو مثل قوله تعالى الكاشف الحاكم بقوله "فأنى تصرفون" وقوله "وزهق الباطل" وقوله "فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين" وقوله "فإذا هو زاهق" وقوله "وما يبدئ الباطل وما يعيد" وقوله "فهم في أمر مريج" وقوله "وإن الظن لا يغني من الحق شيئا" إن من المدهش اللافت للنظر والتأمل أن الأغبياء والجهلاء يساهمون أيضا في تحقيق نبوءات القرآن من الوعد بانتشار الإسلام في "ما بلغ الليل والنهار"

فالعلماء والأتقياء بدعوة خالصة لله، والأغبياء والجهلاء بلفت النظر إلى ما حجبته كثافة الشهوات والإبعاد المنظم عن الله. وإن كانت طريقتهم فاحشة غليظة لكنها مُشيرة، وإن كانت حيلتهم منفرة لكنها مُلفتة .. لمصدر محجوب وغائب في عالم مسطول ومعيب وعائب!

ولولا المقاومة -المعيقة ظاهريا، والمؤخرة للحركة أفقيا ورأسيا، تلك التي واجهت أصحاب النبي لما انتشر الإسلام بالسرعة الفائقة المدهشة والانتشار المذهل الفائق الذي حدث به في التاريخ وأدهش جميع كتاب العالم من كل ملل الأرض ومذاهبها.

فالمقاومة والمواجهة صنعت صلابة وعراقة ويقينا في الإيمان، وجهل قريش -ومنه رمي النبي بالجنون والكهانة والشعر والافتراء وغير ذلك- فتح العقول على أصالة النبي في قريش وما كان من ثقتهم به وأمانته عندهم وخلقه فيهم وإصلاحه بينهم وخدمته للفقراء وغيرهم، فنفر الناس من الكذب، وإلى الأبد، لما علموه من خبرة لبث النبي فيهم وأمانته بينهم.

ولا يعدم عصرنا من صورة مما كان .. من مقاومة وتنبيه على الرسالة، والتنبيه يدفع للتحفيز والسؤال؟ ويؤدي إلى معرفة الحقيقة مهما قيل وقال! ولو أنها –أي الحقيقة- أحيانا تكون محاطة بأكاذيب في عالم يخلط بين الحقيقة والحداثة (حداثة البهتان)! لكن العصر أفقه واسع، والمعرفة فتحت الأذهان، واستخلاص الحقيقة سهل على من سهل الله عليه.

ولكن الأغبياء يدخلون جهنم وهم يدفعون الناس إلى الإسلام -والجنة- برميه بالهمجية والفتنة!، فينتبه الناس بتهييج الأغبياء إلى نور الإسلام وتنويره وحقه وحقيقته وتحقيقه، وعلمه وتعليمه، ووصفه وتوصيفه، وقيمته وتقييمه، ومدنيته وحضارته، وتفسيره وتأويله وهيمنته وتسديده.

فلله الحمد والمنة على أن هدانا للإٍسلام.

http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=15&aid=18967

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير