تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أثرت القراءات القرانية مباشرة في مراحل جمع القران الكريم خصوصا المرحلة الثالثة فقد كان الجمع على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كتابة فيما تيسر من أدوات البيئة المحيطة كسعف النخل والجلود والحجارة الرقيقة المسماة اللخف والعظام حيث يملي الرسول القران غضا فور نزوله على بعض المتخصصين من الصحابه كعثمان وعلي ومعاوية وزيد بن ثابت ثم يقيمه إن كان به خطأ في الكتابه أو في النطق قبل أن يخرج إلى بقية الناس الذين يتلقفونه حفظا وكتابة ايضا حتى لقد جمع القران حفظا على حياة النبي صلى الله عليه وسلم عدد غير قليل من الصحابة من أشهرهم أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وابن مسعود وكانت شهرة حفظهم مدعاة لبعض أهل التراجم ليجعل من شروط الصحابي أن يكون جامعا للقران الكريم

و مما ميز هذه المرحلة أن القران الكريم لم يجمع في صحيفة واحدة ترقبا للوحي الجديد او للنسخ وايضا فقد كان التعويل على حفظ الصدور كبيرا لتميز العرب في هذا الجانب.

ثم كانت المرحلة الثانية في عهد الصديق رضي الله عنه لجمع القران في صحيفة واحدة بجميع رواياته التي استقر عليها العرض الأخير للقران الكريم خشية ذهاب القران أو شيئ منه بموت حفظته بسبب قتل أكثر من سبعين حافظا للقران في حروب الردة باليمامة فقد روى البخاري حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (أرسل الى أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة فقال أبو بكر: يا زيد بن ثابت أنت غلام عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القران فاجمعه) 6.

وقد اتبع زيد خطة صارمة لهذا الجمع وكان لايقبل من أحد شيئا الا ان يشهد له شاهدان هذا مع الثقة في عدالة الصحابة فهو لايقبله بمجرد وجدانه مكتوبا حتى يشهد له من تلقاه سماعا مبالغة في الاحتياط اضافة الى خصوصية في زيد يعترف له بها الجميع وهي نبوغه العلمي وإتقانه القران والأهم من ذلك تلقيه القران سماعا وكتابة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم كانت المرحلة الثالثة على عهد عثمان رضي الله عنه وفي ظروف بالغة الدقة حيث التوسع الجغرافي والديموغرافي الإسلامي أوسع ما يكون بسبب الفتوحات، وقد كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يمنع خروج كبار الصحابة من المدينة إلى الأمصار المفتوحة لما يراه من مصلحة بقائهم في عاصمة الخلافة مشكلين ثقلا دينيا وسياسيا فلما تولى الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضى الله عنه الخلافة وكان رجلا سمحا لينا سمح لمن أراد بالخروج فتفرق الناس في الأمصار المفتوحة كلٌ يقرئ الناس القران بحسب ما تلقاه من رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكن المسلمون الجدد في مستوى عقلي يسمح لهم باستيعاب جواز هذا الاختلاف فظنوا ذلك تضادا وذهب بعضهم يخَطئ بعضا حتى وصل الأمر بهم الى التكفير وظهر ذلك جليا في فتح ارمينية واذربيجان مما أفزع الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان وهو الخبير بالفتن فأسرع الى المدينة المنورة قائلا للخليفة أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى) فاستدعى الخليفة لجنة متخصصة من الصحابة على رأسهم زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأمرهم بكتابة نسخ من القران وإن اختلفوا في لفظ فليكتبوه على لهجة قريش فبها نزل أغلب القران قال تعالى: (وما أرسلنا من نبي إلا بلسان قومه) ابراهيم:4

وحرقت ما عداها من المصاحف على مشهد وإجماع تام من الصحابة وتلقت الأمة ذلك بالقبول بدليل أن لم ينقل

إلينا خلاف بعد ذلك في الفاظ القران أو أدائه ابداً.

هل احتوى المصحف العثماني على الأحرف السبعة؟

احتوى المصحف العثماني على الروايات التي استقرت عليها العرضة الأخيرة للقران الكريم ولا طائل من وراء الخلاف حول هذا الأمر لأن القران كما قلنا يمكن أن تثبت احكامه الاجمالية والتفصيلية برواية واحدة فقط ولذلك قال الإمام الطحاوي: (إنما كانت السعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغتهم …فكانوا كذلك حتى كثر فيهم من يكتب وعادت لغاتهم الى لسان الرسول صلى الله عليه وسلم – لسان قريش طبعا – فلم يسعهم حينئذ أن يقرأوا بخلافها) 8.

وإذا كانت هذه لمحة عن طروف نقل القران الينا فما هي ظروف نقل الانجيل؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير