تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? لقد أشرت من قبل إلى مواقف نشرةٍ كنسية أرثوذكسية يطلقون عليها (الكتيبة الطيبية)، وذكرت عملها فى إذكاء نيران الفتنة الطائفية، وناقشت بعض أسوأ ما نشرته فى كتاب (للدين والوطن)، وأود هنا أن أشير إلى عددها رقم (60) الصادر فى نوفمبر 2007 الذى نشر فيه مقال بعنوان (الثورة القبطية بيضاء) لم تستطع المجلة نشر اسم كاتبه، مما يجعل المسؤولية عنه تقع ـ قانونًا ـ على عاتق رئيس التحرير، يقول هذا المقال: «أصبح الوضع بالنسبة للأقباط خطيرًا وسريع التقلب .... وبدون تغيير فعال وسريع فإن أولئك المصريون الأصليون بحضارتهم التى تمتد إلى ألف عام والتى ساهمت فى بلورة طبيعة التاريخ المصرى سوف تتعرض لخطر الإبادة الكاملة .... أصبح الوقت سانحًا لأقباط مصر المسيحيين من أجل المقاومة. وبما أن الثورة الحمراء قد خدمت العديد من الشعوب على مدار التاريخ فإن هذا بالتأكيد ليس الأفضل بالنسبة لمسيحيى مصر، الاشتباك فى معركة ضد الحكومة المصرية والجيش المصرى وما يقدر بحوالى 1.4 مليون فرد من قوات الأمن المركزى ليس خيارًا على الإطلاق. التغييرات الأساسية يجب أن تتم من خلال التظاهرات السلمية المنظمة وعدم الانصياع المدنى (يقصد العصيان المدنى) بعيدًا عن العنف والنضال من أجل الإصلاح السياسى والحكومى. وفى مواجهة العنف الشديد والتمييز ضد الأقباط، فإن هذه المهمة المروعة قد تبدو مستحيلة، ولكن بالصبر والتصميم والوقت والمقاومة السلمية يمكن أن يتم التغيير ... حياة عمل المهاتما غاندى .... يمكن أن تشجع وتوجه الأقباط نحو القيام بثورة سلمية بيضاء فى مصر». لقد كتبت يوم نُشِرَتْ هذه المقالة أقول: «هذه العبارات الصارخة فى الحض على الثورة والخروج على الدولة والمجتمع لا تحمل توقيعًا من أحد مما يعنى

ـ فى العرف الصحفى أنها رأى للمطبوعة نفسها لا لأحد كتابها. ومن ثم فإن المساءلة عن هذا التحريض السافر تتوجه إلى الكتيبة الطيبية والكاهن الذى يرأس تحريرها والكنيسة التى تصدرها» [ص 10 من كتاب للدين والوطن، ط3، 2009].

? ولم تتم مساءلة أحد. ولم تحاسب الصحيفة الكنسية، ولا الكنيسة الأرثوذكسية التى تصدرها، ولا الكاهن الذى يرأس تحريرها.

? ? ?

? لقد بدأت حديثى إلى الإعلامى الشهير أحمد منصور بعبارة نصها: «إن العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر علاقة أُخوّةٍ أزلية لا تنفصم ولا تنقسم». وهذه عقيدة أؤمن بها ولا يزعزها عندى حدث أو مجموعة أحداث مهما كان نوعها. لكن ملايين المصريين المسلمين من حقهم علينا أن ندفع عن مشاعرهم ما يسىء إليها، وعن شعورهم بأخوة القبط لهم ما يضعفه، وعن كرامتهم فى بلدهم ما يمسها، أو يوهم المساس بها، لاسيما عندما يصدر مثل هذا عن رؤوس الكنيسة والمسؤولين فيها. نفعل ذلك أداءً للواجب كما نؤديه فى مواجهة أهلنا المسلمين عندما يخطئ بعضهم فى حقوق إخواننا القبط، وكما نفعله فى مواجهة الدولة نفسها، وسلطاتها كلها، عندما يقع إخلال بحقوق الأقباط، أو استهانة بها، أو إهمال لها، كما فعلنا فى شأن الكُشح، وفى شأن التنابز بالأديان، وفى شأن ترشيح الأقباط للمجالس النيابية وانتخابهم لعضويتها، وفى شأن حقوق الأقباط النقابية، وفى شأن الفتن الكثيرة التى أطلت برأسها فى السنين الثلاثين الأخيرة.

? وأبدأ من أداء ذلك الواجب بما يخص مقولة الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس ورئيس المجلس الإكليركى لشؤون الكهنة، عن الضيوف والضيافة.

فى لقاء البابا شنودة مع الأستاذ عبد اللطيف المناوى يوم الأحد 26/ 9/2010، على التليفزيون المصرى، قال: «حكاية ضيوف أشك فيها بسبب النشر فى الصحف .... ليس كل ما ينشر فى الصحف نصدقه بتسليم كامل».

وقال: «أنا مش عارف العبارة قيلت ولا لأ .. أرجو أن تكون كتبت بطريقة صحفية غير صحيحة. العبارة شاذة فى لغته هو (يقصد الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى) ومنطقه هو. ما أعرفش كتبت إزاى».

وقال البابا شنودة: «من واجب الصحفى لما يعمل حديث مع أحد أن يحذف منه ما لا يحقق المصلحة من كلام ذلك الشخص».

? وفى هذه المسألة أمور:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير