[استمع إلى وصف الجنة من ميمية ابن القيم]
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[07 Jul 2007, 01:40 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
أما بعد ....
فنزولا عند رغبة بعض الإخوة من إفراد الأبيات التى تحدث فيها الإمام ابن القيم رحمه الله فى ميميته عن الجنة فى ملف صوتى خاص لعذوبة هذه الأبيات و قربها من نفوسهم فإنى قمت بفصل الأبيات فى ملف صوتى بصيغة ام بى ثرى و تحميله على النت و أتمنى من الجميع أن لا ينسانى من دعوة صالحة ...
www.khayma.com/tajweed/taha/wasfalganah.mp3
و كنت قد سجلت الميمية كاملة هنا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104039
و جزى الله خيرا كل من أعان على نشره ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخوكم/طه الفهد
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Jul 2007, 09:40 ص]ـ
الجنة بلاد الأشواق
من ميمية ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ
وَمَا ذاكَ إلا غيْرةً أن ينالَها ... سِوَى كُفئِها والربُّ بالخَلْقِ أعْلَمُ
وإنْ حُجِبَتْ عنَّا بكلِّ كريهةٍ ... وحُفَّتْ بما يؤذي النفوسَ ويُؤلِمُ
فَلِلهِ ما في حَشْوِها مِن مَسرَّةٍ ... وأصنافِ لذَّاتٍ بِها يتَنَعَّمُ
ولله بَرْدُ العيشِ بينَ خِيامِها ... ورَوضاتِها والثغرُ في الروضِ يَبْسُمُ
ولِلَّهِ واديها الذي هوَ موعدُ الْـ ... ـمَزيدِ لِوَفدِ الحُبِّ لو كنتَ مِنهمُ
بِذيَّالِكَ الوادي يَهيمُ صَبابَةً ... مُحِبٌّ يرى أن الصَّبابَةَ مغنَمُ
وَلله أفراحُ المحُِبين عندما ... يُخاطِبُهُم مِن فوقِهم ويُسَلِّمُ
ولله أبصارٌ ترى اللهَ جَهرةً ... فلا الضَّيْمُ يَغْشاها ولا هي تَسْأمُ
فيا نَظرةً أهْدَتْ إلى الوجه نظرة ... أمِنْ بَعْدِها يَسْلو المحُبُّ المتيَّمُ
ولله كمْ مِن خَيْرَةٍ لو تَبَسَّمَتْ ... أضاءَ لَها نورٌ مِن الفَجْرِ أعظَمُ
فيَا لذةَ الأبْصارِ إنْ هِيَ أقبَلَتْ ... ويا لذَّةَ الأسْماعِ حينَ تَكَلَّمُ
ويا خَجْلَةَ الغُصْنِ الرطيبِ إذا انْثَنَتْ ... ويا خَجْلَةَ الفجرَيْنِ حين تَبَسَّمُ
فإن كنتَ ذا قلبٍ عليلٍ بِحُبِّها ... فلم يبقَ إلا وصْلُها لكَ مَرْهَمٌ
ولا سِيَّما في لَثْمِها عندَ ضمِّها ... وقد صارَ منها تحتَ جيدِكَ مِعْصَمُ
تراه إذا أبْدَتْ لهُ حُسْنَ وجْهها ... يلذُّ بِها قبلَ الوِصالِ ويَنْعَمُ
تفَكَّهُ منها العينُ عند اجتِلائِها ... فواكهَ شتَّى طلعُها ليس يُعْدَمُ
عناقِيدَ مِن كرْمٍ وتُفّاحَ جنَّةٍ ... ورُمانَ أغْصانٍ بِها القلبُ مُغْرَمُ
ولِلوَرْدِ ما قدْ ألْبَسَتْهُ خُدودها ... ولِلخَمْرِ ما قد ضمَّهُ الرِّيقُ والفَمُ
تَقَسَّمَ منها الحُسْنُ في جَمْعِ واحِدٍ ... فيَا عَجَبًا مِن واحِدٍ يَتَقَسَّمُ
لَها فِرَقٌ شَتَّى مِنَ الحُسْنِ أُجْمِعَتْ ... بِجملتِها أنَّ السُّلُوَّ مُحَرَّمُ
تُذكِّرُ بالرحمنِ مَن هو ناظرٌ ... فينطِقُ بالتَّسبيحِ لا يَتَلَعْثَمُ
إذا قابلتْ جيشَ الهُمومِ بِوجْهها ... تولىَّ على أعقابِه الجيشُ يُهْزَمُ
ولَمّا جرَى ماءُ الشبابِ بِغُصْنِها ... تَيَقَنّ حقًّا أنَّهُ ليسَ يُهْزَمُ
فيَا خاطبَ الحسْناءِ إنْ كُنْتَ راغِبًا ... فهذا زمانُ المَهْرِ فهو المقدَّمُ
وكنْ مُبْغِضًا للخائناتِ لحبِّها ... فتحظى بِها مِن دونِهنَّ وتنعمُ
وكنْ أيّمًا ممن سواها فإنها ... لِمثلكَ في جناتِ عدن تأيّمُ
وصمْ يومَك الأدْنى لعلكَ في غدٍ ... تفوزُ بِعِيدِ الفِطْرِ والناسُ صُوَّمُ
وأقدِمْ ولا تقْنَعْ بعَيْشٍ مُنَغَّصٍ ... فما فازَ باللذاتِ مَن ليس يقدمُ
وإن ضاقتِ الدنيا عليكَ بأسرِها ... ولم يكُ فيها منزلٌ لكَ يُعلَمُ
فحيَّ على جناتِ عدْنٍ فإنَّها ... منازلكَ الأولى وفيها المخيَّمُ
ولكننا سَبْيُ العدوِّ فهل ترى ... نعودُ إلى أوطانِنا ونسلَّمُ
وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأى ... وشطَّتْ به أوطانُه فهو مؤلم
وأيُّ اغترابٍ فوق غربَتِنا التي ... لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ
وحيَّ على روضاتِها وخيامِها ... وحيَّ على عيشٍ بها ليسَ يُسْأمُ
وحيَّ على السوقِ الذي فيه يلتقِي الْـ ... ـمُحِبُّون ذاكَ السوق للقومِ يُعلَمُ
فما شئتَ خذْ منه بلا ثمنٍ له ... فقد أسلفَ التجار فيه وأسلمُوا
¥