[رسالة من بيت المقدس الى أهل البحث والتحقيق]
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[04 May 2007, 03:32 م]ـ
المراكز الأكاديمية اليهودية ودورها في سلب التاريخ الفلسطيني
محمد خالد كُلاّب
يعدّ التراث العلمي في جميع أنحاء العالم هو الإرث المتوارث والأمانة التي أنيطت بالشعوب حكومة وأفرادا حيث إن التراث هو عقل كل أمة وقلبها النابض ويوم أن تفرط بعقلها وبقلبها فقد فرطت بحياتها كلها تودي بنفسها في شباك المهالك وشراك المصائب.
وعلى مرّ عصور الأمة الإسلامية ضربت فيها الأمة أروع المُثل في إنتاج تراث علمي أضحى غرة في جبين الدهر وقف أمامه اليهود ودول الغرب حائرين متعجبين حيث لم يعهدوا حضارة بهذه القوة يُقدر لها البقاء مئات السنين وهي تحتفظ بمخزون ذاكرتها وبإرث علمائها وكيف حافظت على هذه المخطوطات نسخاً وتدويناً وحفظاً وتأليفاً حتى رأوا ورأينا ما بقي منها في هذا العصر – على الرغم من عاديات الأيام – نحو ثلاثة ملايين مخطوط في نحو ألفي مكتبة من مكتبات العالم ..
وضربت بلاد الشام بعامة وفلسطين على وجه الخصوص بسهم وافرٍ من نتاج هذه الحضارة وقامت على أرضها نهضة علمية لفتت أنظار العالم إليها، والذي يهمني في هذه الأسطر هو الحديث عن مصائب التراث التي حدثت في فلسطين، وأعني بالمصيبة هي الفاجعة التي فوق كل تدمير وحرق وتخريب ألا وهو (التهويد .. والتغريب!!!) حيث –وللأسف- لا تزال الآلاف من المخطوطات التي هي مكمن حضارتنا تنعم في سماء دول الغرب من جهة وتعبث به اليهود من جهة أخرى، فكانت مصيبة عظيمة آلت بهذا بتراثنا إلى هذا الحال المرير الذي فقدت فيه هذه الغوالي، نعم إنه التغريب والتهويد ..
من صور تهويد التراث الفلسطيني:
وأعني بالتهويد هو العبث اليهودي الصهيوني في تراثنا وذلك خلال سرقته وتزويره وتحريفه وفعل الأفاعيل به .. وقد تنوعت الأساليب اليهودية في العبث به حيث ركزت أكثر ما ركزت على سلب ونهب هذا التراث من مخدعه الآمن ليصبح لقمة سائغة في يد اليهود، وقد كان للجامعة العبرية (التي أسست في القدس 1892م) نصيب الأسد من هذا التراث وبالتتبع يندهش القارئ عندما يرى هذا الكم الهائل من المخطوطات والمكتبات التي نقلت بالكلية إلى الجامعة العبرية.
وقد أخبرني أكثر من شخص منهم شيخنا الدكتور نزار ريان" أنه زار الجامعة العبرية قبل عشرين سنة تقريبا ووجد فيها من تراثنا ومخطوطاتنا ما يندى له الجبين حتى رأى مكتبات كاملة وعليها ختم المكتبات الأصلية موجودة بالكامل في الجامعة العبرية ".
ومن هذه المكتبات التي آلت للجامعة العبرية: مكتبة الشيخ أسعد الشقيري (ت 1940م) ومكتبة الشيخ الفاضل راغب نعمان الخالدي مؤسس المكتبة الخالدية (ت 1950م) ومكتبة الأستاذ درويش مصطفى الدباغ اليافي (ت1951م) ومكتبة أخيه الأستاذ الشاعر إبراهيم مصطفى الدباغ اليافي (ت 1946م) ومكتبة الأديب الكبير عجاج نويهض (ت 1982م) ومكتبة أديب فلسطين الكبير محمد اسعاف النشاشيبي (ت1947م) ومكتبة الأستاذ خليل بيدس المقدسي (ت 1949م) ومنها المكتبة الخليلية في القدس والتي أسسها الشيخ محمد بن محمد الخليلي مفتي الشافعية في القدس (ت1147هـ) وكذلك مكتبة العلامة المؤرخ عبد الله مخلص المقدسي (ت 1947م) ومكتبة آل النحوي في صفد وغيرها من المكتبات الفلسطينية العريقة والذي سأفصله في مقال لاحق يتكلم بالتفصيل عن هذه المكتبات ..
فهذه نماذج من مكتبات كثيرة آلت بالكلية إلى الجامعة العبرية ينعم بها اليهود في مكتباتهم ونحن للأسف في غُفل عن هذا.
وحاول اليهود من خلال هذه الجامعة إبراز عدة أمور حيث أنهم أظهروا لنا أكثر من خمسمائة مجموع للمخطوطات يأخذ حكم الندرة ولا ثاني له في العالم، هذا من جهة ومن جهة أهم ما تحويه هذه المكتبة العبرية من مخطوطاتنا فإنها تحتوي على ما يقارب نصف المخطوطات في فلسطين، فقد بلغ مخطوطاتها 2143 مخطوطة – حسب ما أظهروه لنا وما خفي أعظم - منها أربع مئة مخطوطة بالفارسية ومئة وعشرون مخطوطة مزينة بالرسومات ومئة مخطوطة بالعثمانية وإضافة إلى مئة وعشرين مصحفاً وعدة مئات من هذه المخطوطات تعدّ من النوادر وقد تكونت هذه المكتبة من عدة مصادر:
¥