[أساليب الطرح العلماني (1من2)]
ـ[محمد المصري]ــــــــ[20 Oct 2007, 12:16 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
المقصود بطرق وأساليب الطرح العلماني،بأنها الطرق والأساليب التي يقوم بها تعساء العلمانية للدعوة إلى باطلهم وأفكهم،ويرى المتابع لأساليب الطرح العلماني بأنها ليست أساليب واحدة (بل هي متغيرة بحسب الزمان والمكان، وهذه التغيرات قد تشمل أساليب الخطاب وقد تمتد إلى أساليب عرض المبدأ العلماني نفسه،فبينما تطرح العلمانية في قطر معين على أنها مضادة للدين (طرح كلاسيكي)،نجد أنها تطرح في قطر آخر على أنها موافقة للدين (طرح مُمَّوه)،وفى بلد ثالث تُطرح فيه العلمانية ببطء وحذر شديدين حتى لا تلفت الأنظار إليها إلا بعد كونها واقع لا مناص منه) (1)
*إذن فهناك عدة صور للطرح العلماني يميزّها نموذجين وهما:-
أ-الطرح الكلاسيكي التصادمي (العلمانية الاتاتوركية).
ب-الطرح المموه الخادع.
ج-صورة قد تجمع بين الطرحين ويتوقف الطرح على قوة أو ضعف الفئة المسلمة في هذا القطر من حيث الوعي بأسلوب الطرح العلماني واستراتيجة الرد عليه وتطويقه، وأبسط صورة على ذلك هي (أرض الكنانة)،ففي فترة من الفترات انتشر وساد الطرح الكلاسيكي وانتشرت الكتب والمقالات والمنابر التي تدعو إلى ذلك،ومع انتشار المد الإسلامي وزيادة الوعي آنذاك، التف دعاة العلمانية حول الدين وحاولوا تقديم العلمانية من خلال الدين ومن خلال المنابر الدينية سواء كانت هذه المنابر صحف أو مجلات أو لجان دينية في بعض الأحزاب أو من خلال بعض الدعاة ممن من يطلقون عليهم الدعاة المستنيرين أمثال (ياسين رشدي) في تلك الفترة.
-والآن إلى استعراض لبعض طرق الطرح العلماني:-
أولاً:-الطرح الكلاسيكي الاتاتوركي:-
(وهذا الأسلوب هو أسلوب العلمانيين الأقحاح (غلاة العلمانية)،الذي يستطيع المرء بأن يصفهم بالغلو العلماني بلا تردد وذلك لصراحتهم حول هذا المبدأ وهؤلاء أمنوا العقوبة، لأنهم في بلد تحكمه العلمانية والشرائع الجاهلية التي تسمح لهؤلاء بالانتقاص من قدر الدين والتعدي عليه في حين تكمم أفواه الدعاة الذين يريدون الدفاع عن دينهم) (2).
ويلاحظ تسمية هذا الطرح "بالاتاتوركي" نسبة إلى "الصنم الطاغوت" كمال أتاتورك الذي كان أول من بدّل شريعة رب العالمين بشريعة إبليس اللعين وحارب القرآن واللغة العربية وكل ما ينتمي إلى الإسلام بصلة وعلى نفس الدرب سار أتاتورك الثاني (عبد الناصر) فقاتل الدعاة إلى الله وعلقهم على أعواد المشانق أمثال عبد القادرة عودة،ومحمد فرغلي،ومحمد يوسف هواش،والحبيب قرة العين سيد قطب رحمهم الله رحمة واسعة هم ومن سار على دربهم إلى يوم الدين، ومن الشخصيات الأخرى التي انتهجت الطرح الاتاتوركي "الحبيب بورقييه"طاغوت تونس الهالك،الذي أراد أن يجعل من تونس نموذج من فرنسا النصرانية العلمانية،فحارب الإسلام عقيدة وشريعة وحارب كل مظهر من مظاهر الإسلام،وعمل على نشر الدعارة والفجور، حتى جزآه الله بانقلاب من أحد تلامذته وهو"زين العابدين بن علي"والذي سار على نفس سياسة سلفه بل وأشد غلواً وتنكيلاً وما تدنيس المصحف في السجون التونسية عنا ببعيد، وما التنكيل بالدعاة عنا ببعيد.
-الذي نخلص إليه أن أبرز الحكام الذين تبنوا المنهج العلماني السافر واضح العداوة للإسلام هم "أتاتورك-عبد الناصر-بورقييه".
-أما على مستوي المنظّرين لهذا الطرح فيلاحظ (أن كافة رجال هذا التيار مثل شبلي الشميل وفرح انطوان، وطه حسين، سلامة موسي كانوا ممن تتلمذوا على يدْ باحثين أوربيين متخصصين بالدراسات الإسلامية "مستشرقين" وأن عامتهم قد قضوا زهرة شبابهم أو جزءاً من المراهقة الفكرية –إن صح التعبير-في البلاد الأوربية ولا سيما "فرنسا" وهي ملاحظة لا غني عن دلالتها من الناحية النفسية) (3) هذا عن نشأة المنظرين لهذا الطرح، أما عن أهم المرتكزات التي يرتكز إليها هذا الطرح فهي:-
(1) -مدح الغرب وإطرائه،ودعوة الأمة إلى اللحاق بركبه والتأسي بتجربته في رمي الدين جانباً وعزله عن الحياة.
¥