[أساليب الطرح العلماني (2من 2) الطرح الملتبس]
ـ[محمد المصري]ــــــــ[20 Oct 2007, 12:28 ص]ـ
قبل استعراضنا لأسلوب هذا الطرح ومعرفة المرتكزات التي يرتكز إليها، يجدر بنا أن نعرف معني اللبس والالتباس.
-تعريف اللبس والتلبيس:-
قال في لسان العرب:"اللّبْس واللّبَس: اختلاط الأمر.لبس عليه الأمر يلبسه لبْساً فالتبس، إذا خلطه عليه حتى لا يعرف جهته،والتبس عليه الأمر أي اختلط واشتبه.
والتلبيس: كالتدليس والتخليط، شدد للمبالغة، وربما شدد للتكثير.
يقال:لبَسَتٌ الأمر على القوم ألبْسِه لبساً إذا شبهته عليهم،وجعلته مشكلاً"أ. ه باختصار.
وقال ابن الجوزي رحمه الله فئ (تلبيس إبليس) "التلبيس إظهار الباطل في صورة الحق"ص36
ومن ذلك قوله تعالي (ولاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 42] قال شيخ الإسلام ابن تيمية عند هذه الآية"فانه من لبس الحق بالباطل فغطاه به فغلط به لزم أن يكتم الحق الذي تبين أنه باطل إذ لو بينه زال الباطل الذي لبس به الحق"مجموع الفتاويج19/ 194.
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالي (فنهى عن لبس الحق بالباطل وكتمانه ولبسه به خلطه به حتى يلتبس أحدهما بالآخر ومنه التلبيس وهو التدليس والغش الذي يكون باطنه خلاف ظاهره فكذلك الحق إذا لبس بالباطل يكون فاعله قد أظهر الباطل في صورة الحق وتكلم بلفظ له معنيان معنى صحيح ومعنى باطل فيتوهم السامع أنه أراد المعنى الصحيح ومراده الباطل فهذا من الإجمال في اللفظ) الصواعق المرسلة3/ 926. (ولا تلبسوا الحق بالباطلص23 - 25 الصفوة.
والآن بعد هذا التعريف ندخل في أهم نقاط التي توضح لنا هذا الطرح وهى (أسلوبه-وجوده-خطورته-الخطة العملية له)
أ-اسلوبه:-"أهل هذا الأسلوب غاية في الحذر والمكر، فهم يدّعون الإسلام ويتباكون على حال المسلمين حتى يلتبس أمرهم على طالب الحق فلا يستطيع تمييزهم ولكنهم يُعرفون بصدورهم فيما يتعلق عن آراء الشواذ فيما يتعلق بالشريعة وعدم رجوعهم إلى الحق ولو أقيمت عليهم الحجة، وهم في الغالب لا ينكشفون إلا في حال فرح غامر بانتشار المنكر أو استياء شديد عند حصول نصر للإسلام،ففي هذه الحال يصدر منهم ما ينبئ بما يخفون وبهذا يتبين انتماؤهم ومنهجهم" (1).
ب-وجوده:-غالب من يسلك هذا الطريق الملتوي يعيش في بلد ترتفع فيه راية الدين فلا يمكن له التصريح بمنهجه خشية من العقوبة الرسمية أو خشية العقوبة الشعبية كرفض الشعب له ويفقد مصداقيته (2).
ج-خطورته:-" ومن أخطر الأساليب الجاهلية للفصل بين الإنسان والإسلام عندما يفرض كأمر واقع هو اتخاذ موقف المتبني له والداعي إليه، والرافع لشعار الإيمان به، وقد كانت هذه الفكرة هي علة المحاولة الساذجة التي حاولها أبرهة الحبشي، عندما يئس من هدم الكعبة فبني كعبة أخري في بلاده ليصرف الناس عن بيت الله الحرام، ومثلما بني المنافقون مسجداً ضراراً ليصرفوا الناس عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وموقف بناء الكعبة المزيفة والمسجد الضرار هو موقف الجاهلية دائماً عندما تفشل في مواجهة واقع إسلامي" (3).
د-الخطة العملية له:-هي الخطة التي وضعها المستشرقون للتلبيس،وقبل ذكر هذه الخطة، لابد من شرح الواقع الإسلامي في الفترة التي وضعت فيها مثل هذه الخطة، وبيان ذلك كالآتي:-
-حدثت نهضة إسلامية واعية في فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين الميلادي، وخاصة بعد الهزيمة من اليهود، وكانت هذه النهضة تمثل مرحلة من مراحل الإحياء الإسلامي، وكانت هذه النهضة تقوم في أكثر من مكان، ففي السعودية كانت الدعوة التي أنشأها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ما زالت في حيويتها،وفي الهند والباكستان كانت دعوة المودودي رحمه الله، وفي مصر كانت كتابات الأستاذ سيد رحمه الله تمثل أول الكتابات الصحيحة في تقييم الواقع وبدء حركة الإحياء الصحيحة من حيث تصحيح التصورات والبدء من قضية العقيدة،المهم أن هذه التحركات والأفكار أزعجت سدنة الجاهلية آنذاك، فنشط نفر من الاشتراكيين والماركسيين الفرنسيين ممن لهم اهتمام مباشر بالحركات الفكرية في العالم العربي وكان علي رأس هؤلاء النفر "روجيه جارودي"قبل إسلامه و"مكسيم رودنسون"و"وايف لاكوست"،وجّه هؤلاء الفعاليات القومية والاشتراكية في الوطن العربي إلي نقل مجال عملهم إلي"
¥