تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإذا عوَّد الإنسان حواسه على دقة الملاحظة وسرعة الاستجابة نشطت للعمل وكانت نعم العون للتفكير، وإذا عوَّدها على الخمول والكسل تعطلت عن أداء وظائفها وأصبح حال صاحبها كما قال الله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (19). [/ align]

[align=right] يتبع إن شاء الله

ثبت المراجع:-

17 - مفتاح دار السعادة لابن القيم رحمه الله نسخة إلكترونية.

18 - (حتى لا تكون كلاً) د. عوض القرني فصل بعنوان "وقفات مع الفكر والتفكير".

19 - المرجع السابق.

ـ[محمد المصري]ــــــــ[15 Sep 2007, 03:22 م]ـ

* بعض الحلول

1 - الخروج من إطار القوقعة الفكرية وعدم الإقتصار على فرد بعينه بل يجب الإنفتاح على الأفكار الناضجة التي تثير ملكة العقل للتفكير والإبتكار، ورحم الله الإمام الشاطبي، حيث يقول: "فإن الله حكم بحكمته أن تكون فروع الملة قابلة للأنظار، ومجالاً للظنون، وقد ثبت عند النُظَّار أن النظريات لا يمكن الاتفاق فيها عادة، فالظنيات عريقة في إمكان الاختلاف فيها، لكن في الفروع دون الأصول، وفي الجزئيات دون الكليات؛ فلذلك لا يضر هذا الاختلاف". (20)

2 - التربية على علو الهمة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه، وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم التواني والكسل ويعلمنا الدعاء {اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال – البخاري} فالمسلم يجب أن تكون عنده نفسية قوية فإذا أخطأ أو حدثت له مشكلة فيقول (قدر الله وما شاء فعل) ويبدأ من جديد ويعمل للمستقبل) يقول ابن القيم رحمه الله، واصفًا الهمّة العالية: 'علو الهمّة ألا تقف - أي النفس- دون الله، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله، وقربه والأنس به، والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية. فالهمّة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإن الهمّة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، ولكما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان'. (21)

– فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يربي أحد أبناءه إلى التطلع للأحسن، فقد ورد عن علي بن أبي طالب: [أنه سأل إبنه: تريد أن تكون مثل من؟ فقال له أحد أبناءه: - أريد أن أكون مثلك، فقال له: لا بل قل إنك تريد أ، تكون مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنك إذا كان هدفك أن تكون مثل علي فلعلك لا تصل إلى علي؟ ولو كان هدفك الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قدوتك، قد تكون أفضل من علي بن أبي طالب] (22)

ً-3الإبتعاد عن التشاؤم والمتشائمين لأنهم من الذين يثبطون الهمم، فهذا إبن عباس رضي الله عنه حبر الأمة يلتمس أخ له ليسلكا طريق العلم فيثبط0ه بمقولة [فما جدوى ذلك والأمة الإسلامية مليئة بالعلماء أمثال إبن مسعود وغيره] فيتركه إبن عباس رضي الله عنه حتى يكون له الباع في العلم ويفتتح جامعته الذي كان فيها مديرها وأستاذها فهكذا تصنع الهمم العالية بأصحابها.

يتبع إن شاء الله

ثبت المراجع:-20 - الموافقات للشاطبي رحمه الله نقلاً عن الاستبداد الدعوي للصويان.

21 - 'الهمة طريق إلى القمة' للدكتور/محمد موسى الشريف دار الأندلس الخضراء.

22 - يقول محقق "كتاب الهزيمة النفسية"للخاطر رحمه الله أنه لم يجد له أصلا).

ـ[محمد المصري]ــــــــ[22 Sep 2007, 02:52 ص]ـ

-إهتمام العمل الإسلامي بصناعة الإبداع (23):-

تتأكد أهمية اقتناء سفينة الإبداع للعاملين في الحقول الإسلامية في هذا الوقت بالذات الذي تكالبت فيه العوائق والصعوبات، وتفاقمت فيه الانشطارات والانقسامات، وشحت فيه الموارد والمساعدات، والتفكير العلمي والإبداعي الذي يضمن بالإخلاص والمتابعة التغلب على تلك المشاكل والأزمات، ويرسم طريقاً تعرف فيه الأولويات، وترسخ به الثوابت، وتميز به الصفوف، وتلتحم به العلاقات، وينهض به العمل الإسلامي، وتطيب ثماره، وتدار مشاريعه ومؤسساته، وتستكشف آفاقه ومجالاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير