تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقالات الشيخ د. محمد الخضيري]

ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 12:10 م]ـ

أحبتي الكرام هذه مجموعة من مقالات الشيخ أنقلها لكم عسى الله أن ينفع بها وإن حصل مني نقص فالأحبة ينقلون ما نقص منها


حديث القرآن عن الجهاد في سبيل الله

محمد بن عبد العزيز الخضيري

الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وناشر لوائه، وحامي حماه، بل لا قيام لهذا الدين في الأرض إلا به، به نال المسلمون العز والتمكين في الأرض، وبسبب تعطيله حصل للمسلين الذُّل والهوان والصغار، واستولى عليهم الكفار، بل تداعت عليهم أرذل أمم الأرض كما تتداعى الأكلةَ إلى قصعتها، وأصبحوا مع كثرتهم غُثاءٌ كغُثاء السيل، نزع الله المهابةَ من قلوب أعدائهم ووضعها في قلوبهم.

ولقد حرص الأعداء على تشويه صورة الجهاد والمجاهدين، وتخذيل المسلمين عنه، ووضع العراقيل دونه، وعلى قصر معناه على الدفاع فقط، كل ذلك وغيره خوفاً من أن يؤوب المسلمون إليه، فيهزموهم ويُذلوهم ويلزموهم الذل والصغار لأنهم يعلمون أنه متى أعيد الجهاد بصورته التي كان عليها الرعيل الأول، فإنه لن تقوم لهم قائمة، ولن يقدروا على الصمود أمام زحف جحافل الحق التي وعدت بالنصر والتمكين (ولينصرّن الله من ينصره) (الحج40).

ولهذا حرصنا على تجلية معنى الجهاد وعرض صوره وذكر فضائله وأنواعه وحِكمه وأحكامه وغير ذلك من زاوية قرآنية، فنقول مستعينين بالله ....

أولاً: تعريف الجهاد:

أ- لغة: الجهاد مأخوذ من الجهد: وهو الطاقة والمشقة، وقيل: هو بالفتح المشقة، وسمي بذلك لما فيه من المشقة، وبالضم: الطاقة والوُسْع وسمي الجهاد به لما فيه من بذل الوسع واستفراغ الطاقة في تحصيل المحبوب أو دفع مكروه،

ب- شرعًا: تطلق كلمة الجهاد في الشرع مرادًا بها أحد معين

1 - المعنى العام: بذل الوُسْع في حصول محبوبِ الحَّق ودفع ما يكرهه الحَّق، وهذا تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية.

2 - المعنى الخاص: بذل الجهد في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله والنصوص الواردة تدل أحيانًا على العموم كما في قوله - تعالى -: (المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه أحمد وابن حبّان والحاكم وصححاه، وقوله - صلى الله عليه وسلم - للذي استأذنه في الجهاد: (أحيّ والداك، قال نعم، قال ففيهما فجاهد) رواه البخاري.

ولكن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتل الكفار لإعلاء كلمة الله - تعالى - قال ابن رشد في مقدماته (1/ 369) رواه البخاري فالثاني مجاهد لنفسه ولكنه أطلق الجهاد على الأول.

وليس جهاد النفس هو والجهاد الأكبر على الإطلاق كما يزعمه بعضهم، فإن (وصف قتال الكفار بالجهاد الأكبر مغالطة لم يدل عليها دليل من كتاب ولا سنة، ثم إن من جاهد نفسه حقيقة ً حتى تغلب عليها فإنه يسرع إلى امتثال أمر الله - عز وجل -، ومن تأخر عن قتال الكفار فليس بمجاهد لنفسه على امتثال أمر الله، فالتذرع بجهاد النفس قد يكون من الحيل الشيطانية الصارف للمسلمين عن جهاد أعدائهم، وجهاد النفس يندرج تحته أنواع كثيرة من أهمها جهاد: العبد نفسه على إخلاص العبودية لله - سبحانه -، والبراءة من الشرك وأهله، ولا شك أن المجاهد في ميدان القتال إذا لم يحقق إخلاص العبودية لله ... لا يستفيد من جهاده، فعلى هذا لا يقال: ما مرادك بجهاد النفس، هل تريد جهادها على تحقيق التوحيد .. أم تريد تهذيبها وتزكيتها بالأذكار والنوافل، فإن كنت تريد الأول فلا شك أنه أكبر لكن ينبغي أن يقال جهاد النفس على تحقيق التوحيد أكبر من غيره، وإذا أردت الثاني فلا شك أن الجهاد أكبر منه وأفضل، وأما الحديث المروى (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) فهو ضعيف .. ) (بتصريف من كتاب أهمية الجهاد للعلياني/121)

ثانيًا: حكم الجهاد:

قد ذكرنا أن الجهاد له معنيان في الشرع وعلى هذا فيختلف الحكم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير