تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومَن تأمل بعض كتب النحاة والْمعرِبين رأى أنّ العلماء صنفوا الْحروف إلى أصلية وزائدة، وطبقوا هذه القاعدة عند إعرابهم لكلام العرب منثوره، ومنظومه، فيقولون عند إعراب (مِن، والباء) في نَحو: (هل جاء مِن رجلٍ، وما زيدٌ بظالم): إنهما حرفا جرٍ زائدين لا محل لهما من الإعراب، ومثل هذا له نظائر في كلام الله عزوجل،

ومِن ثَمَّ تَحرّج بعض النحاة عند إعرابه لآيات القرآن الكريم من إطلاقه لفظ الزيادة على الْحروف الزائدة؛ لأن كلام الله مُنَزّهٌ عن الزيادة؛ لأنّ الزيادة لغوٌ، ولا لغوَ في كتاب الله الكريم.

ولأجل هذا نبّه علماء النحو والتفسير على أنّ على معنى الزيادة لا يُتصور في كلام العرب، فكيف في القرآن الكريم؟

ومِن هذه التنبيهات قول الْمبرد في الْمقتضب: ((وأَمَّا قولهم: إِنَّها تكون زائدة فلست أَرى هذا كما قالوا، وذاك أَنَّ كلّ كلمة إِذا وقعت وقع معها معنى فإِنّما حدثت لذلك المعنى وليست بزائدة. . .)).

فانظر كيف منع الْمبرد القول بزيادة الحرف مطلقاً في كلام العرب؛ لأنّ كل زيادة في المبْنَى يتبعها زيادة في المعنى، وعلى هذا فالمبرد نفى الزيادة؛ لأنه لا يتصور مَجيء لفظٍ في كلام العرب مِن دونِ أن يكون له معنىً يرادفه.

فتح الله عليك أخي النصري، وأرجو أن تتسع لي صدوركم لبطئ فهمي

أليس قولك: أعوذ فلانا من كذا وكذا، من باب أعاذ يعيذ وعليه فالصواب أن تقول أعيذ فلانا ... والتي أسأل عنها هي من باب عاذ يعوذ فعل متعد لا بنفسه؟

وأما تصنيف النحويين الحروف الى أصلية وزائدة فإنما عنوا بالحرف الزائد الذي لم يدل على المعنى الذي وضع له في لغة العرب وإنما استعمل في معنى آخر وهو التوكيد، ولذلك قالوا أن كل حرف حُكم عليه في لغة العرب بالزيادة وأنه لا معنى له أي لا معنى له سوى التوكيد. قال بعضهم:

وَسَمِّ مَا يُزَادُ لَغْوًا اوْ صِلَهْ ... أَوْ قُلْ مُؤَكِّدًا وَكُلٌّ قِيلَ لَهْ

لَكِنَّ زَائِدًا وَلَغْوًا اجْتَنِبْ ... اطْلاَقَهُ فِي مُنْزَلٍ كَذَا وَجَبْ

ذكر الشيخ الحازمي في شرحه على نظم الآجرومية وبعدما أورد هذين البيتين: يعني لا يقال: في القرآن زائد، ولا يقال: لغو، أما لغوًا فلا إشكال فلا يقال: لغو لأنه ليس له معنى صحيح، أما زائد فله معنى صحيح، فصار محتمِلاً، فحينئذٍ في مجالس طلبة العلم الواعين لا بأس أن يقال: من حرف جر زائد، لأنهم يدركون معنى الكلام، وأما عند العوام وعلى المنابر فلا تقل: من حرف جر زائد أو حرف زائد، لأنه لا يفهم من الزيادة ما اصطلح عليه أهل اللغة. اهـ

وعليه فينبغي فهم اطلاق الزيادة على الحرف على ضوء ما اصطلح عليه النحاة.

والله أعلم

ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:18 م]ـ

شيخنا علي مخلوف وعلي الفضلي جزاكما الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير